رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مع احتفال الكاثوليك في مصر اليوم.. تعرف على قصة القديس برنار من أوفيدا – الكبوشي

القديس برنار من أوفيدا
القديس برنار من أوفيدا – الكبوشي

تحتفل الكنيسة الكاثوليكية في مصر اليوم بذكرى رحيل القديس برنار من أوفيدا – الكبوشي.

من هو القديس برنار من أوفيدا – الكبوشي؟

وولد دومينيك بيروني في 7 نوفمبر سنة 1604 بقرية لاما بمدينة أوفيدا الصغيرة – إيطاليا. 

ونال سر المعمودية في نفس اليوم بكنيسة مدرسة أوفيدا، هو الثالث من سبعة أولاد، وقد دعاه الله باكراً إلى الحياة الرهبانية فترك في البيت العائلي ذكر الخضوع والطاعة التي تتبادر الرغبات وتحاول أن تنفع الكل.

كان ظمئاناً إلى التعليم المسيحي، يطلب من الكهنة أن يعلموه إياه. وبدوره كان يعلم الحياة المسيحية للولاد الذين من عمره ويجعلهم يتلون المسبحة الوردية إكراماً لمريم العذراء. 

بقدر ما كان يكبر، كان ينمو اشتياقه للتعليم فذهب إلى مدرسة اوفيدا حتى يسمع الكلام المقدس ويحضر الفروض والاحتفالات. 

بين الكنائس التي اعتاد دومينيك أن يزورها نهار الاحد كانت كنيسة الكبوشيين لأنها جذبته بنوع خاص بفقرها وبساطتها وجوها الخشوعي. 

وإذا اتضحت لدى أبيه هذه الاستعدادات العجيبة سأله إذا كانت دعوته الذهاب إلى دير الكبوشيين، فاعتبر ذلك وحياً من الله وطلب من الأب الإقليمي فقبله كأنه كان طلبه من زمن طويل، ومع أنه كان تقياً وشديد الاستعداد تقدم بنوع مدهش في الفضائل وعرف الجميع قوة الوثبة التي ستتخدها نفسه نحو معارج القداسة، وساعدته على ذلك صداقة مقدسة.

أرسلوه إلى دير فرمو ليمارس وظيفة طباخ وأسلمه الرئيس إلى رفيق أكبر منه سناً وهو الأخ مكسيمان من موريسكو فوجد فيه ليس دليلاً فقط بل مثالا ينفعه أن يقتدى به.

كلفوا الأخوين بالتمريض، هناك في بيت التمريض، فتعلم مهنة ممرض ومارسها بعد ذلك حتى في خدمة الناس خارج الدير، في السابق كان متسولا، ولما التعب أنهكه كان يوبخ نفسه بهذه الكلمات "الفردوس الفردوس، وآه ياجسدي المسكين أنك لا تريد الألم. اعلم أنك إذا لم ترد أن تتعذب الآن لا يمكنك ان تتمتع بالراحة مدى الأبدية". ولا يتذمر أبداً، وعندما كان التسول قليل الثمار، كان ينتظر من العناية الإلهية ما سينقص وهي لم تخيبه أبداً، فى مساء فرغت المؤونة عند الأخ الطباخ  وكان ينتظر رجوع الأخ المتسول حتى يهئ العشاء وحدث أن الأخ المتسول لم يتوقف بل عاد فارغ الجراب، لم يبق عند الطباخ إلا خبزة واحدة من المساء مع قنينة خمر، فقال له الأخ برنار: "لنثق بالله ولنأخذ ما يعينا" وجعل يقطع الخبزة واضعاً أمام كل راهب لقمة واحدة وسكب في كأس كل واحد قليلاً من الخمر، فالذين راوه استولى عليهم التبسم مع ذلك سيصنع الله اعجوبة كبرى على هذه المائدة الوضيعة مجدداً للأخ برنار إكراماً للرهبان الجائعين أعجوبة قانا الجليل وأعجوبة البرية :" لأن الكؤوس وجدت ملأنة وكثر الخبز بنوع ان جمعوا ما بقى . واثناء مجاعة حلت بالبلد سنحت له الفرصة ان يمارس المحبة تجاه الفقراء .وكان يقدم دائما الماء للعمال الذين يعملون تحت الشمس المضرمة عرفنا ان الله منح الأخ برنار ، مع هبة الشفقة على المتألمين ، مناقب خصوصية للاعتناء بالمرضى. كانت له بنوع ما دعوه بمرض وهذا سمح له أن يمارس ليس تجاه الخوة فقط بل بين العلمانيين نوعاً من المحبة خاصاً به . وازاد شهرته وبركة الجميع . ما كانوا يكتفون بزياراته للمرضى بل كانوا يطلبون مشوراته وخدماته . ومنحه الله أيضا هبة العجائب والشفاءات العجيبة ليساعده في الخدمة الروحية وليخصب رسالته في كل الظروف .

ان محبة الأخ برنار لم تقف عند النعم الزمنية فقط بل كلن همه الأكبر أن يحسن الى النفوس . كانوا يسمونه المصلح العام ومريح ومهدي الأطفال وملاك السلام. حول المحبة كان موكب الفضائل الوهاجة في قلب الطوباوي برنار " التواضع العميق والطاعة العمياء والتقشف الدائم والفقر القاسي والطهارة الملائكية والصبر . كانوا يظنونه من سكان الوطن السماوي اكثر مما هو من سكان الأرض . 

كان حنون العبادة نحو العذراء ويوصى الناس بتلاوة الوردية. اكبر عباداته هي نحو القربان الاقدس ، وكانت حياته تذوب امام مذبح الأفخارستيا حيث يأخذ راحته . اثناء الليل يبقى راكعاً امام القربان مدة ساعات طويلة وذراعاه مصلوبتان وفى تأمل متواصل . ولما بلغ التسعين أصيب بمرض مميت فصنع اعترافاً عاماً بفيض الدموع . ويوم 21 أغسطس عرف برنار أن ساعته قد قربت فطلب من رئيسه أن يمنحه الزاد الأخير .