رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سر إهداء الكاتب حجاج أدّول روايته "المملوك عنطزة" إلى الفنان محمود المليجى

حجاج أدول
حجاج أدول

صدر حديثًا عن دار كتوبيا للنشر والتوزيع، رواية: "سيرة المملوك عنطزة" للكاتب حجاج أدّول، التي تدور حول مملوك متكبر أطلق ليه اسم "عنطزة"، ومنح الكاتب إهداء روايته إلى الفنان القدير الراحل محمود المليجي بعد استحضارها مشهدًا شهيرًا له من فيلم "الأرض" مُلقيًا خطبته بين الفلاحين.

تواصل "الدستور" مع الكاتب حجاج أدول للكشف عن أسرار روايته الجديدة وما حكاية هذا الإهداء اللافت؟

فيقول حجاج أدول إن الرواية عن مملوك متكبر أطلق عليه صبي من الحرافيش لقب "عنطزة"، فالتصق اللقب بالمملوك الجميل والأقرب إلى الغباء، وعنطزة مثله مثل غيره من المماليك، باعته أسرته فاشتراه أمير مملوكي في القاهرة، واتخذه تابعًا فارسًا. 

ويكشف حجاج أدول عن أن "عنطزة" مملوك تطلع ليكون يومًا ما حاكم مصر ويتربع على عرشها ويسكن القلعة! في الحقيقة هو غبي رغم وسامته ورشاقته، ينحشر وسط المماليك الكبار الذين دعاهم الباشا محمد علي لوليمة، ثم غدر بهم واغتالهم كلهم فيما عدا ما قيل عنه المملوك الشارد وهذا العنطزة! عنطزة يهرب إلى الريف المصري وفي حزامه دنانير ذهبية تكاد أن تكون كنزًا.

ويضيف حجاج أدول عن حكايته: في قرية يبقى المملوك مع الفلاحين الغلابة المظلومين، مشاكل بينه وبينهم لعنطزته، ويتزوج فلاحة وينجب شقراء مثله ثم أولاد بلون الفلاحين الذين هم بلون القمح وتستمر الأحداث في غرائبية ساخرة.

 لكن.. لماذا الإهداء للفنان الشهير محمود المليجي؟

 صحيح.. يجيب حجاج أدول على السؤال المحير بسؤال آخر: مال المليجي ومال المملوك عنطزة؟! هذا ممثل عظيم في حياته هو متواضع لا يحب شغل الطواويس، وهذا مملوك جميل الشكل طاووسي عبيط العقل. جمعهما حال الفلاحين الصعب، فعنطزة أتاهم وشاهد نضال الفلاحين وصمودهم ضد الطغيان.

 وكان رمز الصمود هو شخصية "محمد أبوسويلم" والذي قام بدوره محمود المليجي في الفيلم، في دور من أهم وأحلى أدواره هو، وفي نفس الوقت من أهم وأحلى مشاهد السينما المصرية- يقول حجاج أدول.

وفي فيلم "الأرض" من تأليف عبدالرحمن الشرقاوي وإخراج يوسف شاهين، أتيا بصورة فنية في الرواية، فيشير حجاج أدول إلى أنه "اجتمع عنطزة مع المليجي وتم عرض المشهد الشهير في الرواية، بحيث يكون المشهد منسجمًا متآلفًا مع الرواية".

ويكرر حجاج أدول سؤاله للتأكيد: فهل ما زال يتساءل أحد.. مال فن الرواية ليكتب روائي إهداء روايته لممثل شهير؟! ليجيب: بل مال فن الرواية ليكتب روائي إهداء روايته لممثل شهير؟! الرواية تبين هذا، ثم أليست كل الفنون متداخلة متكاملة؟ أليست الرواية قد ابتلعت بقية الكتابات، وقيل عن عصرنا عصر الرواية؟ ثم ألم تتعملق السينما وتبعد الرواية عن تصدرها، لنصير حقيقة في عصر السينما؟ 

ويقول نص الإهداء: 

"إلى الإنسان الراقي والممثل العبقري محمود المليجي. من تجاوزت أفلامه المائة الخامسة، منها 21 فيلمًا اختيرت في قائمة أفضل مائة فيلم! قام بأدوار الشرير كثيرًا، لكن أحبه الجمهور، فهو الطيب السلس المتسامح، المليجي كرمته مصر ولبنان رسميًا، وكرمته شعوب الدول العربية بمحبتها. له أدوار صارت بصمة في الذاكرة البصرية، لكن هنا أرصدة أبوسويلم في فيلم الأرض. من روعة الدور التقطته وجعلته بندًا أساسيًا في روايتي هذه! رحم الله الإنسان العبقري محمود المليجي".