رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد قرار إيكواس| سيناريوهات معقدة للتدخل العسكرى فى النيجر.. وتضارب بشأن الغزو

النيجر
النيجر

انتهت المجموعة الاقتصادية لغرب إفريقيا "إيكواس" من وضع اللمسات الأخيرة على خطة للتدخل العسكري في النيجر لإنهاء الانقلاب الذي وقع الشهر الماضي ضد الرئيس المخلوع محمد بازوم، وتم الاتفاق بالفعل على تحديد "يوم النصر" للتدخل العسكري المرتقب في هذا البلد الإفريقي.

وأعلن عبد الفتاح موسى، مفوض الشئون السياسية والسلام والأمن للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، أمس، في مؤتمر صحفي في العاصمة الغانية أكرا عقب لقاء دام يومين للمجموعة، أن القادة العسكريين في المجموعة المكونة من 15 عضوًا مستعدون للتصرف والتدخل في النيجر في حال صدور الأوامر لهم، لكنه لم يكشف عن تفاصيل العملية العسكرية، بحسب تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.

سيناريوهات التدخل العسكري في النيجر

وأكد موسى: "نحن جاهزون ولدينا الموارد والمعدات والإرادة السياسية".

وأوضح مفوض "إيكواس" أن التحالف لا يزال مفتوحًا للحوار مع قادة المجلس العسكري الذين أطاحوا برئيس النيجر محمد بازوم في 26 يوليو الماضي، لكنهم حذروا من أنهم لن ينخرطوا في "حوار لا نهاية له".

وقال موسى إن الهدف من أي عمل عسكري هو الاستعادة السريعة للنظام الدستوري في الدولة الواقعة على الساحل.

المجلس العسكري في النيجر بقيادة الجنرال عمر تشياني، زعيم الحرس الرئاسي، تحدى بالفعل الموعد النهائي لإيكواس في 6 أغسطس الجاري لاستعادة النظام الدستوري، ليخرج وصف عبد الفتاح موسى ويتهم المجلس العسكري بالعند والإصرار على موقفه.

"فايننشال تايمز"، أوضحت أن قمة الإيكواس يومي الخميس والجمعة في أكرا جاءت في أعقاب إعلان القادة الإقليميين الأسبوع الماضي عن أمر "احتياطي" بعد اجتماع طارئ في نيجيريا حيث جددت الكتلة التزامها بالتدخل عسكريا إذا ما أصر المجلس العسكري/ المجلس الوطني لحماية الوطن "CNSP" على رفض إعادة بازوم.

ووصل التهديد بالتدخل لذروته على لسان موسى قائلا: "جميع الخيارات مطروحة على الطاولة، وإذا أراد المجلس العسكري أن يسلك الطريق السلمي لاستعادة النظام الدستوري في البلاد، فيمكننا حينئذ التخلي عن الخيار العسكري لأنه ليس خيارنا المفضل".

وقال موسى إن الكتلة قررت أن الانقلاب في النيجر سيضر المنطقة وقد أخذوا قرارهم بالفعل ولن يكون هناك اجتماعات أخرى لقادة دفاع الإيكواس حول هذه القضية.

الداعمون والرافضون لغزو النيجر

وكشف موسى بحسب الصحيفة أن جميع الدول الأعضاء في إيكواس مستعدة للمشاركة، باستثناء بوركينا فاسو وغينيا ومالي ودولة الرأس الأخضر الصغيرة.

وقال: "يبقى أن نرى مدى الدعم الذي سيحصل عليه التدخل العسكري".

فيما دعمت فرنسا والولايات المتحدة اللتان تنشران قوات في النيجر، بحسب الصحيفة جهود إيكواس لاستعادة النظام الدستوري دون القول ما إذا كانتا سترحبان بالعمل العسكري.

وشهدت نيجيريا، أكبر عضو في الكتلة، معارضة داخلية لأي تحرك من هذا القبيل من جميع جوانب الطيف السياسي، من المجتمع المدني وفي وسائل الإعلام لكن الرئيس النيجيري ورئيس منظمة إيكواس بولا تينوبو رحبوا هذا الأسبوع بدعم المجموعة الاقتصادية المجاورة لدول وسط إفريقيا.

كما اجتمع مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، الإثنين الماضي؛ لبحث ما إذا كان سيدعم العمل العسكري لكن نتائجه لم تعلن بعد.

وضمن الدعم الواضح للمجلس العسكري في النيجر، كشفت قناة RTN التليفزيونية أن بوركينا فاسو ومالي نشرتا طائرات مقاتلة لمواجهة أي عدوان على النيجر، مؤكدة أن قادة الأركان العامة في النيجر ومالي وبوركينا فاسو اجتمعوا في نيامي لبحث هذه التطورات.

كيف سيتحرك المجلس العسكري في النيجر

ولا تزال منظمة إيكواس على خلاف مع المجلس العسكري في النيجر، وتعثرت الجهود الدبلوماسية إلى حد كبير، فالرئيس المخلوم بازوم وعائلته محتجزون منذ انقلاب 26 يوليو الذي دبره أعضاء من حرسه الرئاسي، بل إن المجلس العسكري هدد بقتل الرئيس البالغ من العمر 63 عامًا في حالة حدوث غزو، وفقًا لمسئولين مطلعين على الوضع.

وتعرض بازوم للتهديد بمواجهة تهم "الخيانة العظمى"، وتقويض أمن الدولة في وقت سابق من هذا الأسبوع من قبل المجلس العسكري، وهي جريمة قد يعاقب عليها بالإعدام إذا أدين، فيما ووصف إيكواس الخطوة بأنها "استفزاز" يتناقض مع رغبة النظام المزعومة للدخول في حوار.

ومع قرار "إيكواس" أمس، تراجع المجلس العسكري في النيجر، بقيادة الجنرال عبد الرحمن تشياني، اليوم، رغم موقفه المتشدد معلنا الموافقة على إجراء محادثات مع "إيكواس" رغم طردهم في السابق لممثل المجموعة ورفض استقبال أي وفود منهم.

وكشف عبد الفتاح موسى، في تصريحات على قناة "تي في 3" الغانية، اليوم أن المجلس العسكري في النيجر أبلغهم أنهم سيستقبلون البعثة اليوم، لذلك ستكون هناك زيارة للبعثة للعاصمة نيامي اليوم أيضًا.

وأعرب موسى عن تفاؤله بهذا القرار، مؤكدا أن "إيكواس" لن تستسلم لحين إعادة محمد بازوم إلى منصبه واستعادة النظام الدستوري.