رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحد الأونلاين.. ماذا قال الموظفين عن عملهم من المنزل خلال أغسطس؟

 أحد الأونلاين
أحد الأونلاين

قبل بداية شهر أغسطس الجاري، أعلن الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، قرارا جديدا لترشيد استهلاك الكهرباء، وهو تخصيص يوم الأحد من كل أسبوع للعمل أونلاين من المنزل، بالنسبة للموظفين الذين ليس لهم تعامل مباشر مع الجمهور، على أن يستمر هذا القرار حتى نهاية شهر أغسطس فقط.

ومن هنا قمنا بالبحث عن القطاعات التي اتجهت لتطبيق هذا القرار، بداية من الأحد الأول من شهر أغسطس، لتخفيف أحمال الطاقة و الضغط على شبكة الكهرباء، وذلك من خلال الانفوجراف التالي، بحسب تصريحات المستشار نادر سعد، المتحدث باسم مجلس الوزراء:

الخطوة التالية، تحدثت "الدستور" مع عدد من الموظفين الذين تم تطبيق هذا القرار عليهم، لمعرفة كيف يسير العمل خلال هذه الفترة، وما إذا كان القرار موفقًا في استهلاك الكهرباء من عدمه.

أحمد: ذلك اليوم أحدث فرقًا في تقليل الاستهلاك الكهربي

قال أحمد نبيل، موظف بمديرية العمل بمحافظة أسيوط، إن قرار العمل من المنزل الأحد من كل الأسبوع ليس قرارًا سيئًا إنما في أشهر الصيف التي نمر بها خاصة أغسطس كان الأفضل أن يتم تقليص أيام العمل إلى 4 أيام أسبوعيًا، لأن ذلك اليوم أحدث فرقًا بالفعل في تقليل الاستهلاك الكهربي، فالعمل في المنزل، يجعلك قادرًا على ضبط درجة حرارة المكيف أو استخدام الإضاءة بشكل فعال وفقًا لاحتياجاتك الشخصية، هذا يمكن أن يؤدي إلى توفير الكهرباء وتقليل استهلاك الطاقة.

وتحدث "نبيل"، أن العمل من المنزل في أغسطس ساعد الموظفين على التخلص من حرارة الطريق التي يعانون منها حتى وصولهم لمكان العمل، بالتالي فإن تقديم الخدمات للمواطن في ذلك اليوم تكون في موعدها الدقيق لأنه ليس هناك احتمالية لتأخر موظف بسبب ازدحام الطريق.

ولفت إلى أن المشكلة التي واجهته خلال هذا اليوم هو أطفاله، لأن أغسطس يدخل ضمن شهور الإجازة الصيفية لهم، بالتالي فإن تواجده في المنزل معهم لا يجعله على القدر الكافي من التركيز، خاصة مع لعبهم المستمر حول مكان جلوسه، وحديثهم معه من حين إلى آخر.

جمال: أتمنى تعميم القرار طوال العام

قال جمال عبدالكريم، قائم بأعمال مفتش بمديرية الأوقاف بمحافظة البحيرة، إن المشكلة الوحيدة التي تقابلنا هي الإنترنت، فإذا كانت سرعته جيدة ويعمل بالكفاءة المطلوبة فلن يواجه الموظفون أي مشكلة، وبالنسبة لإنجاز العمل فقد تم بشكل أفضل من الذهاب إلى المكاتب، حيث اختصار للوقت توفير للجهد بالنسبة للموظف، أيضًا ترشيد للطاقة خاصة في أشهر الصيف (أغسطس)، حيث يتم تشغيل الأجهزة بحسب الاحتياجات الشخصية لها فقط، مؤكدًا أن نظام جدولة انقطاع الكهرباء سهّل عليهم إدارة العمل، فأغلب الأماكن باتت تعرف ساعة محددة لانقطاع الكهرباء بالتالي ترتيب الاحتياجات على أساسها.

وتابع "عبدالكريم"، أنه بالنسبة لإنتاجية العمل لا اختلاف بين يوم العمل العادي وبين العمل من المنزل، مشجعًا تعميم تلك الفكرة في أيام أخرى، وذلك لمواجهة الظروف المشابهة لأوقات وباء "كورونا"، لأنها ستكون بمثابة تدريب لهم على مواجهة أي مخاطر مستقبلية قد تتطلب العمل من المنزل، وبالتالي يصبح كل الموظفين مؤهلين لها، متمنيًا تعميم هذا القرار طوال السنة وليس في شهر أغسطس الجاري فقط.

جمال عبدالكريم

نادر: القاعدة العريضة من العاملين غير مؤهلين

بداية، قال المهندس نادر توفيق جيد، مهندس كمبيوتر بمديرية الشباب والرياضة بمحافظة أسيوط، ومنسق إعلامي ومسئول ربط إلكتروني بالمديرية، إن عمله في الأوقات العادية يتخلله أوقات عمل من المنزل خارج أوقات العمل الرسمية، بالتالي فإن هذا القرار لم يحدث فرق كبير بالنسبة لعمله في الربط الإلكتروني، لكن الفرق الذي سيحدث لآخرين سيتوقف على طبيعة العمل نفسه.

ولفت "جيد"، في حديثه مع "الدستور"، إلى أن المشكلة الأكبر في هذا القرار هي أن القاعدة العريضة من العاملين بالقطاع الحكومي غير مؤهلين بدرجه كافية للتعامل مع الإنترنت خاصة كبار السن ممن اقتربوا من سن المعاش، معتقدًا أن المغزى من القرار هو أن يكون يوم الأحد بمثابة إجازة مقننة للموظفين المسئولين عن أعمال غير ضرورية.

وبالنسبة لأزمة انقطاع التيار الكهربي لفترات طويلة، أكد أن الوضع اختلف في الوقت الحالي، حيث تقنين ساعات انقطاعه إلى ساعة واحدة وعادة ما تكون في الثامنة مساء، بالتالي فإن ذلك بعيد عن أوقات العمل الرسمية، لأن "من غير كهربا مفيش شغل أونلاين".

نهال: قرار سليم وموفر لكهرباء مكان العمل

انتقلنا بعد ذلك إلى نهال عباس جمعة، موظفة بديوان وزارة التربية والتعليم بمحافظة البحيرة، التي ترى أن هذا القرار سليم لأن سيعمل على توفير قدر أكبر من الكهرباء، فعندما يذهب العاملون في المدرسة بقوتهم كاملة يقومون بتشغيل كل المراوح الموجودة بسبب موجة الحر الشديدة التي نواجهها، وإضاءة كل مكان يجلس فيه شخص، إضافة إلى تشغيل غلايات الشاي والقهوة التي تستهلك كمية كبيرة من الكهرباء.

وطالبت "عباس"، خلال حديثها مع "الدستور"، بضرورة الاهتمام بتوفير الإنترنت بشكل أفضل مما هو عليه، بسبب عدم وجود السرعة الكافية التي تجعلك تنجز عملك بشكل سليم، إضافة إلى الانقطاع المستمر للتيار الكهربي، والذي مع تنظيم أوقات انقطاعه جعلنا قادرين على إنجاز احتياجاتنا قبل موعد فصل الكهرباء.

وترى أن تطبيق القرار في شهر أغسطس موفق، لكنها تقترح أن يكون هذا القرار خلال فصل الشتاء أيضًا لأن توفير الطاقة خلال الشتاء تكون نسبتها أكبر من أوقات الصيف التي تتطلب تشغيل أجهزة كهربائية لترطيب الجو كالتكييفات والمراوح.

نهال عباس

خالد: نعتبره إجازة رسمية

وختامًا، تحدثنا مع خالد عمارة، موظف بديوان عام وزارة التنمية المحلية بمحافظة كفر الشيخ، الذي أكد أن فكرة العمل من المنزل ليست سيئة إلى حد ما، إلا أن إنجاز العمل يكون أقل، خاصة وأن اتخاذ ذلك القرار في شهر أغسطس يأتي متزامنًا مع الإجازات الصيفية للأبناء، ما يجعل من العمل بهذا الشكل أمرًا صعبًا، بالتالي فإن توفير الكهرباء الذي تسعى الحكومة لتوفيره لن يكون كبيرًا، فبدلًا من تشغيل كهرباء مكان واحد في العمل، يتم تشغيل أكثر من مكان في المنزل لتهيئة الوضع للعمل.

ويرى أن العمل بطريقة "الأونلاين" في هذا اليوم يقلل من شأنه كثير من الموظفين، ويتم اعتباره إجازة رسمية، لذا فإن العمل في هذا اليوم لن يكون بنفس كفاءة العمل من مكان العمل نفسه، فكثير من العاملين يريد متابعة دورية من مديره حتى يتمكن من الشعور بأن هناك إنجاز واضح، لكن التوفير الذي حدث هو توفير يوم آخر من خروج الموظفين الذين تزدحم بهم المواصلات، أيضًا توفير المبلغ الذي يتم انتقاصه من الموظف في كل يوم يخرج فيه من مواصلات وإفطار وأي مصروفات أخرى له في اليوم الواحد.

خلال حديثنا مع الموظفين الذين تم تطبيق القرار عليهم، فقد عادت إلى ذاكرتنا أوقات العمل عند انتشار وباء "كورونا" الذي أجبر الكثيرين على اعتياد فكرة العمل من المنزل، فوقتها لم نعد في حاجة إلى السفر لمسافات طويلة لإجراء مقابلة أو عقد اجتماع أو حضور مؤتمرات، فأصبح من المرونة إنجاز تلك المهام أثناء جلوسك في المنزل.

وفقًا لأحدث بيانات النشرة السنوية المجمعة لبحث القوى العاملة، الصادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، في يونيو 2021، نوضح عدد المُشتغلين في القطاع الحكومي والقطاع العام/ قطاع الأعمال العام خلال العام 2007 إلى 2020

مدرب تنمية بشرية: قم بتأهيل مكان العمل في المنزل لتحقيق إنتاجية

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هو ما إذا كان العمل من المنزل سيتم على الوجه الأكمل أم أن العمل يمكن أن يتأثر بالسلب في هذا اليوم، وهنا كانت الإجابة للدكتور علي صلاح، مدرب تنمية بشرية، قال إن العمل من المنزل يمكنه أن يحقق النتائج المرجوة لكن باتباع عدد من الخطوات التي تساعد الشخص على تأهيل نفسه للعمل كأنه في مكان العمل، لذا فإن صنع الإيحاء بذلك عليه العامل الأكبر لتحقيق ما تريده.

وأوضح "صلاح"، في حديثه مع "الدستور" أن تلك الخطوات منها تأهيل الأسرة أنه سيعمل من المنزل في ذلك اليوم لتوفير الجو الهادئ والملائم لإنجاز العمل، أيضًا تحضير المناخ الملائم للعمل من المنزل، والذي ينبغي أن يشبه الجو العام للعمل في المكتب، والتي منها ارتداء ملابس العمل وعدم ارتداء ملابس البيت، كذلك الالتزام بساعات العمل التي يقضيها العامل في مكتبه، ومحاولة تجنب أي مشتتات مثل الهاتف المحمول، 

وتابع مدرب التنمية البشرية، أنه من الضروري أيضًا تحديد زاوية يمكنك تخصيصها لتكون منطقة العمل من المنزل، على أن تكون تلك الزاوية بها مصدر جيد للتهوية نظرًا للارتفاع الحاد في درجات الحرارة، كذلك وضع خطة عمل كالتي تتبعها في مكان العمل، بما في ذلك فترات الراحة وتناول الغداء، دون إغفال الحصول على القدر الكافي من السوائل على رأسها المياه خلال اليوم.

خبير محليات: تطبيق القرار أكثر من شهر سيأتي بالسلب

قال الدكتور حمدي عرفة، أستاذ الإدارة الحكومية والمحلية بالجامعة الدولية للعلوم والتكنولوجيا، إن مشكلة قرار التعامل "أونلاين" يوم الأحد من كل أسبوع خلال شهر أغسطس أن حوالي 17 وزارة تحتاج أغلب خدماتها إلى إدخال التكنولجيا لكن عليها أولًا تدريب موظفيها على استخدامها، والتي من ضمنها الإدارات المحلية التي تضم مليون و100 ألف موظف من أصل 2 مليون و150 موظف غير مدربين على التعامل مع التكنولوجيا.

وأوضح "عرفة"، في حديثه مع "الدستور"، أن هذا القرار على المدى القريب الذي حددته الحكومة قد لا يكون له التأثير كامل خاصة وان هناك 16 جهة فقط سوف ينطبق عليها القرار، أغلبها وزارات دولة لا تتعامل بصفة مباشرة مع الجمهور، مقترحًا تطبيق القرار في وزارات محددة وبعض الخدمات فقط، ووزارات أخرى تحتاج أغلبية خدماتها إلى إدخال التكنولوجيا أولًا وتدريب الموظفين على استخدامها بعد ذلك.

وأكد خبير المحليات أن مصالح المواطن سوف تتأثر للأسباب السابقة، وذلك لأن كل الإدارات مرتبطة ببعضها، لذا يمكن تطبيق هذا القرار لمدة شهر واحد فقط أما في حالة الزيادة عن تلك المدة فإن نتائجه ستكون سلبية، مشيرًا إلى أن عدد المصريين في الداخل حوالي 105 مليون مواطن، وما يقرب من 10 مليون مواطن، وكل تلك الأعداد يعمل معها ما لا يتجاوز 5 مليون موظف فقط.

د. حمدي عرفة 

ماذا قالت الصحف قديمًا عن أزمة انقطاع الكهرباء مع ارتفاع موجة الحر

وختامًا وضعنا تساؤل جديد هو هل كانت تلك الأزمة -الموجودة في الكهرباء حاليًا- موجودة أيضًا في سنوات سابقة، وتحدثت عنها الصحف المصرية في سنوات سابقة، والإجابة بحثنا عنها من خلال أرشيف الصحف القديمة لنجد العديد من الأخبار عن هذا الموضوع، وباستخدام أداة "فلوريش" قمنا بطرح بعضها لك.