"الدستور" يكشف حقيقة الشائعات المتداولة حول متحور كورونا الجديد "إيريس"؟

في ظل استمرار تفشي فيروس كورونا المستجد في العالم، وظهور متحورات جديدة له، تنتشر الكثير من الأخبار والشائعات حول خطورة هذه المتحورات ومدى فعالية اللقاحات ضدها.

ومن بين هذه المتحورات، يثير اهتمام العديد من الناس متحور "إيريس"، الذي يعتبر فرعيا من متحور أوميكرون، والذي رُصد لأول مرة في فبراير 2023. فما هو متحور "إيريس" وما هي حقيقة انتشاره في مصر والعالم؟.
 

متحور جديد

متحور "إيريس" هو اسم غير رسمي يطلق على متحور فرعي لكورونا يسمى إي جي.5 (EG.5)، وهو من عائلة متحور أوميكرون.

وفقا لمنظمة الصحة العالمية، فإن هذا المتحور يحمل بعض التغيرات الجينية التي قد تجعله أكثر قابلية للانتشار والتهرب من المناعة، وقد أطلق على المتحور اسم "إيريس" على وسائل التواصل الاجتماعي، نسبة إلى إلهة في الأساطير اليونانية، وربما كان ذلك تزامنا مع استخدام منظمة الصحة العالمية لأحرف الأبجدية اليونانية لتسمية المتحورات الرئيسية.

بحسب آخر تقرير لمنظمة الصحة العالمية، فإن متحور "إيريس" قد انتشر في 51 دولة حول العالم حتى 8 أغسطس 2023، وأنه خلال آخر 28 يومًا، انخفض عدد الحالات المبلغ عنها بالإصابة بـ"أوميكرون" في خمس أقاليم صحية، هي: إفريقيا، جنوب شرق آسيا، حوض البحر المتوسط، والأمريكتين.

وشهدت بعض الدول زيادة في نسبة "إيريس" إلى جانب "أوميكرون"، مثل المملكة المتحدة والولايات المتحدة والصين، ففي الأسابيع الأخيرة داخل المملكة المتحدة، حدثت زيادة طفيفة في عدد المصابين الذين احتاجوا إلى دخول المستشفيات، خاصة من كبار السن، لكن الأرقام لا تزال أقل من الموجات السابقة للفيروس.
 

هل "إيريس" أكثر خطورة من "أوميكرون"؟

وفي هذا السياق، يقول محمود عبد الجواد، إخصائي الأمراض الصدرية، إنه لا يوجد دليلا على أن متحور "إيريس" يسبب مرضًا أكثر شدة أو خطورة من "أوميكرون" أو المتحورات الأخرى المنتشرة في الوقت الحالي.

ويضيف: "أظهرت بعض الدراسات أن "إيريس" يمكنه أن يتجاوز المناعة المكتسبة من اللقاحات أو العدوى السابقة بسهولة أكبر من بعض المتحورات الأخرى، لكن هذا لم يؤثر على شدة الأعراض أو معدل الوفيات".

ويؤكد "عبد الجواد" في حديثه لـ "الدستور"، أنه لا توجد حالات مؤكدة بالإصابة بمتحور "إيريس" في مصر حتى الآن، وفقًا لما أعلنه مسؤولو وزارة الصحة والسكان، فالمرض ليس أشد ولا يوجد ارتفاعا في حالات دخول المستشفيات أو وفيات، كما يروج البعض.
 

توصيات صحية

كانت أعلنت منظمة الصحة العالمية رسميًا انتهاء حالة الطوارئ العامة المرتبطة بكورونا، ثم عادت من أسبوع وأعلنت ظهور متحور جديد مثير للاهتمام، لكنه لا يشكل تهديدًا على الصحة العامة.

وتتمثل توصيات المنظمة في الحفاظ على التطعيمات للفئات الأكثر عرضة للتأثر بالمرض، مثل المصابين بأمراض نقص المناعة والمراحل العمرية المتقدمة، مع الالتزام بالإجراءات الاحترازية.

وتتابع منظمة الصحة العالمية والخبراء الصحيون، المتحور بشكل مستمر ويقدمون التوصيات اللازمة للحد من انتشاره والحفاظ على صحة الجميع، فالتطعيم والالتزام بالإجراءات الاحترازية هما أفضل طريقة للوقاية من المرض والحماية من المضاعفات.
 

من بين الشائعات التي انتشرت على التواصل الاجتماعي حول متحور "إيريس":

• أنه متحور مصنع في المختبرات، ويهدف إلى القضاء على البشرية.

• "يعتبر متحور أكثر فتكا من "أوميكرون"، ويسبب أعراضا شديدة تشمل الصداع والحمى والقيء والنزيف.

• "إيريس" متحور غير معروف للعلماء، ولا يوجد له علاج أو لقاح.

ويستكمل إخصائي الأمراض الصدرية: "هذه الشائعات لا تستند إلى أي دليل علمي أو طبي، وهي تثير الذعر والخوف بين الناس دون سبب، فإن متحور "إيريس" هو نتاج طبيعي لتطور الفيروس، وهو لا يختلف كثيرا عن المتحورات الأخرى المنتشرة في الوقت الحالي".

وفي ختام الحديث، وجه "عبد الجواد" نصيحته بتجاهل هذه الشائعات، وأن يتم فقط الثقة بالمصادر الموثوقة والرسمية للحصول على المعلومات الصحيحة والمحدثة عن متحور "إيريس" وغيره من متحورات كورونا، كما يدعى إلى نشر الوعي والثقافة الصحية بين المواطنين، بجانب الإبلاغ عن أي شائعة أو خبر كاذب تراه على التواصل الاجتماعي.