رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طفل فقير.. ولكنه غنى!!

دخل طفل فقير يرتدي ملابس بسيطة أحد المطاعم المزدحمة بالناس وجلس على إحدى الطاولات وسأل الفتاة العاملة: 
هل يوجد آيس كريم بالشيكولاتة؟ فأجابته الفتاة: نعم يوجد.  

سألها: بكم الآيس كريم بالشيكولاتة هنا؟ أجابته: بخمسة جنيهات. 
سألها مرة أخرى: بكم الآيس كريم بدون شىء؟ آيس كريم حليب فقط دون شيكولاتة؟ أجابته بتأفف واشمئزاز من كثرة أسئلته: بأربعة جنيهات. 
فطلب منها أن تأتى له بكوب من الآيس كريم السادة حليب فقط دون شيكولاتة، فأحضرت الطلب وظل الطفل يأكل على مهل وهو مستمتع بما يأكل، وفى هذا الوقت ازدحم المكان ووقف البعض فى انتظار أن ينتهي الطفل من أكل الآيس كريم، وكانت الفتاة الجرسونة تنظر للطفل بغيظ بسبب ملابسه البسيطة واعتزازه بنفسه وثقته وبطئه في الأكل.
وبعد أن تناول الطفل كوب الآيس كريم نادى على الفتاة وترك لها الحساب على المنضدة وانصرف، فأسرعت الفتاة لتأخذ الحساب وتنظف المنضدة، وهنا كانت المفاجأة التى جعلت الدموع تسيل من عينيها.. لقد ترك الطفل لها خمسة جنيهات بدلًا من أربعة، أى أنه حرم نفسه من الآيس كريم بالشيكولاتة وأكل الآيس كريم السادة لكى يترك للفتاة بقشيشًا جنيهًا. 
لقد كان هذا الطفل فقير ماديًا ولكنه كان غنيًا في محبته وعطائه واهتمامه بالآخرين وإيثاره لهم عن نفسه.
قارئى العزيز.. ما أكثر المرات التي نتسرع فيها بالحكم على الآخرين، وما أكثر المرات التى نصنف فيها الناس وفقًا لمظاهرهم الخارجية، فنقول هذا غنى وهذا فقير. 
ونحكم على البعض من خلال المستوى المادى.
إن المظاهر الخارجية خادعة، فالشخص قد يكون بحسب الظاهر غنيًا، ولكنه قد يكون فقيرًا في أخلاقه ومبادئه وأحيانًا يكون الإنسان فقيرًا وبسيطًا بحسب الظاهر، ولكنه داخليًا يكون غنيًا بأخلاقه وقيمه، يكون غنيًا لأنه يشعر داخليًا بالقناعة والرضى، ومن ثم فهو يعطى رغم احتياجه ولا ينظر للآخرين ولا يشتهى ما يملكونه.
ما أجمل هذا الطفل الفقير الغنى!!