رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الفريق المكتشف لحفرية «توتسيتوس» لـ«مصر تستطيع»: نصنع تاريخًا فى الحفريات بأيادٍ مصرية خالصة

جريدة الدستور

شدد أعضاء الفريق البحثى المصرى مكتشف حفرية «توتسيتوس» لأقدم حوت مائى بالكامل يتم العثور عليه فى إفريقيا، على أهمية الاكتشاف الذى أثبت أن مصر تستطيع بأيدى أبنائها أن تصنع تاريخًا جديدًا فى علم الحفريات، خاصة بعد الكشف عن هذا الحوت الذى عاش قبل ٤١ مليون سنة، ويعد الجد الأكبر للحيتان والدلافين التى تعيش اليوم.

وفى لقاء حصرى مع الإعلامى أحمد فايق، مقدم برنامج «مصر تستطيع»، المذاع على فضائية «دى إم سى»، أكد الدكتور هشام سلام، مؤسس مركز الحفريات الفقارية فى جامعة المنصورة، أهمية الاكتشاف الكبير وقيمته العلمية.

وقال «سلام» إنه تمت مراجعة الورقة البحثية الخاصة بالبحث بدقة شديدة على يد ٣ من أكابر علماء العالم، من الولايات المتحدة وبلجيكا وإنجلترا، قبل أن يتم نشره فى أكبر مجلة علمية عالمية، وهى مجلة «نيتشر». 

وأضاف: «النجاح الآخر والأكبر لنا هو اختيارنا لنشر البحث وإرساله للمحكمين، الذين بدورهم ردوا جميعهم بالإيجاب، مع المطالبة ببعض المراجعات البسيطة التى أجبنا عنها جميعًا، ووقت المراجعة لم يكن طويلًا، وقال المحكمون إن البحث ممتاز».

وبين «سلام» أنه قبل ١٣ عامًا كانت كل الاكتشافات فى مجال الحفريات الفقارية تتم بأيادٍ أجنبية، إلا أنها تجرى الآن بأيادٍ مصرية، ما يؤكد أن مصر تستطيع فعلًا بأيدى أبنائها أن تصنع تاريخًا جديدًا فى علم الحفريات.

وأشار إلى أن الاكتشاف الكبير يعد أحد إنجازات مركز الحفريات الفقارية بجامعة المنصورة، وتم على يد الدكتور محمد سامح، المؤلف الرئيسى للبحث، مكتشف «توتسيتوس» منذ عام ٢٠١٢، والذى عمل مع زميله فى المركز، الدكتور عبدالله جوهر، منذ ٢٠١٧ وحتى اليوم، على وصفه وتوثيقه، بالتعاون مع الفنان أحمد مرسى من الإسكندرية، الذى صمم الرسم العلمى لهذا الحوت، كأول عمل من نوعه بأيادٍ مصرية خالصة. 

وأوضح أن الحفرية المكتشفة تعود لإحدى أقدم حفريات الحيتان مائية المعيشة فى إفريقيا، وكان يبلغ طوله نحو ٢.٥ متر، ووزنه حوالى ١٨٧ كجم، وتمت تسميته باسم «توتسيتوس» على شرف الملك «توت عنخ آمون» لإبراز هويته المصرية.

وقال الدكتور محمد سامح، المؤلف الأساسى للورقة البحثية مكتشف حفرية «توتسيتوس»، فى حديثه مع برنامج «مصر تستطيع»، إن الحوت هو عضو فى عائلة منقرضة من الحيتان المبكرة المعروفة باسم «باسيلوصوريات» Basilosauridae، وهى مجموعة من أسلاف الحيتان التى تمثل أولى مراحل المعيشة الكاملة للحيتان فى الماء، بعد انتقال أسلافها من اليابسة بسبب الاحتباس الحرارى، فى محاولة للتكيف مع الوضع البيئى.

وأضاف «سامح»: «حوت توتسيتوس كان يعيش على البر، إلا أنه ونظرًا للاحتباس الحرارى وعدم تكيفه وحصوله على الغذاء الكافى، اتجه للبحر، وكان يتنفس بطريقة طبيعية، لكنه يستطيع الغوص تحت المياه لحوالى ٢٢ دقيقة بحد أقصى، ثم يطفو عاليًا ويسحب الأكسجين مرة أخرى وبعدها يعود للغوص مجددًا، لأنه من الثدييات».

ووجه الدكتور عبدالله جوهر، عضو الفريق البحثى الخاص بالاكتشاف الجديد، الشكر للدكتور محمد سامح، المؤلف الأساسى للورقة البحثية، وللدكتور هشام سلام، قائد الفريق البحثى، على إتاحة الفرصة أمامه للمشاركة فى هذا البحث العلمى.

وقال «جوهر»، خلال لقائه مع البرنامج، إن تحضير البحث استمر لسنوات حتى يتم تدقيق المعلومات حول «فرعون الحيتان» أو «توتسيتوس»، الذى يعد أقدم حوت ينتقل من البر إلى البحر.

وأضاف: «قبل ٤١ مليون سنة ضرب الأرض احتباس حرارى تسبب فى تغيرات مهمة أثرت على الحيوانات حتى استطاعت التكيف»، مشيرًا إلى أن هذا يفسر صغر حجم الحوت الذى كان وزنه يبلغ ١٨٧ كيلو جرامًا، وطوله مترين ونصف المتر، وهى سمة متوارثة عن أسلافه الذين كانوا فى نفس حجمه وكانوا حيتانًا برمائية أو برية تمامًا.

وواصل: «فترة الاحتباس الحرارى أثرت على كل الحيوانات، وكان من بين التكيفات المحتملة لها هو صغر الحجم فى حوت توتسيتوس»، لافتًا إلى أنه تم التوصل لعمر الحوت الحقيقى من خلال الطبقات الجيولوجية لمنطقة الفيوم، والتى تمثل حوالى ١٢ مليون سنة، وهى من أهم المراحل فى تطور الحيتان.

ولفت إلى أن الدكتور هشام سلام تبنى الطالب أحمد مرسى، من الإسكندرية، لرسم الاكتشاف الجديد، ليكون «الباليو أرتيست» له، موضحًا أن هذا المصطلح معنى بالعمل على خلفية علمية لإبراز الشكل التخيلى للحفريات المكتشفة، بما يستطيع تخيل شكلها النهائى.