رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دراسة حديثة ترصد جهود قبائل سيناء في تحقيق التنمية بأرض الفيروز

جريدة الدستور

 سلطت دراسة حديثة للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية الضوء حول التنمية في سيناء، ودور قبائل سيناء في المساهمة في تحقيق هذه التنمية.

وقالت الدراسة،تلعب التنمية دورًا قياديًا في محاربة الإرهاب؛ كونها تُعد ركيزة أساسية لتحقيق الأمن والسلم الاجتماعي، وخلق بيئة طاردة للفكر المتطرف. لذلك عكفت الدولة المصرية ومؤسساتها كافة على النهوض بالاقتصاد المصري ومُؤشراته، وتطوير البنية التحتية ومشروعات التحول الرقمي، بالتزامن مع اعتماد مبادرات لتحسين الأوضاع الاجتماعية للمواطنين، لاسيما في مجالات تمكين المرأة والشباب والصحة والتعليم، ومنها برنامج “تكافل وكرامة”، ومبادرة “حياة كريمة”، ومشروعات المياه والصرف الصحي، والمشروعات الزراعية واستصلاح الأراضي.

وأوضحت الدراسة أن الرئيس عبد الفتاح السيسي أولى اهتمامًا متزايدًا بتنمية المناطق الحدودية خاصة سيناء؛ فإلى جانب الجهود العسكرية التي خاضتها الأجهزة الأمنية لتطهير أرض الفيروز من البؤر الإرهابية، انطلق قطار التنمية في كافة المجالات؛ إذ أعلن الرئيس السيسي في مطلع عام 2015 عن تخصيص 10 مليارات جنية لتنمية ومكافحة الإرهاب في سيناء، وطالب القوات المسلحة بالإشراف على عملية الإعمار والبناء بجانب الجهود الأمنية لملاحقة البؤر الإرهابية.

وأشارت إلى أن الجهات المعنية نفذت كذلك جملة من المشروعات القومية الزراعية والصناعية والخدمية والسياحية، مُستفيدة في ذلك من المقومات الطبيعية والتاريخية لسيناء ومدن القناة. وزادت قيمة الاستثمارات العامة الموجهة لهذه المشروعات بأكثر من 15 ضعفًا، مُسجلًة 73.3 مليار جنيه عام 2022/2023 مُقابل 4.8 مليارات جنيه عام 2013/2014.

وأكدت الدراسة أنه على غرار دورهم المحوري في المقاربة الأمنية لمكافحة الإرهاب، كان مواطنو سيناء في مقدمة المشاركين والمساهمين في المقاربة التنموية؛ انطلاقًا من وعي حكومي وشعبي مشترك بأهمية إشراك المواطنين في جهود وعوائد التنمية، بما يكفل تحقيق التوازن بين الأمن والتنمية والسلم الاجتماعي. وفي هذا السياق، كانت شركتا “أبناء سيناء” و”مصر سيناء” مساهمتين رئيستين في المشروعات التنموية المنفذة داخل النطاق الجغرافي لسيناء.

• شركة أبناء سيناء: فهي تمتلك خبرة واسعة في مجال الخدمات اللوجستية والمقاولات والإنشاءات وصناعات البناء، ومجال استيراد وتصدير مواد البناء والمواشي، وقد ضخت استثمارات في العديد من المشروعات ذات الطابع اللوجستي والزراعي والخدمي، إلى جانب أدوارها الاجتماعية الأخرى مثل: تقديم المساعدات الإنسانية والطبية، ودعم الجمعيات الخيرية والمستشفيات العامة، وهو ما حدا بها إلى رفع معدلات التوظيف.

ففي مجال الزراعة، قامت الشركة بإنشاء الصوب الزراعية واستصلاح الاراضي في المناطق المحيطة بالعريش والشيخ زويد. وفي مجال البنية التحتية، أسهمت الشركة في أعمال التوسعة بقناة السويس الجديدة من أعمال حفر وتوريدات للمواد والمعدات، وقامت بكافة الأعمال المتكاملة لتطوير وتوسعة صالات السفر والوصول والمكاتب الإدارية وأعمال الترميم بميناء رفح البري.
وكانت الشركة أحد المساهمين في مشروع محور 30 يونيو وهو طريق تبادلي موازٍ لقناة السويس ويسهم في تحقيق رؤية التنمية الشاملة لسيناء القائمة على فكرة نقل وربط فرص التنمية من غرب القناة إلى شرقها. ومنذ عام 2010، تعاقدت الشركة مع كل من شركة أسيك للتعدين وشركة أسمنت سيناء لتوريد ونقل المواد الخام الأولية (الجبس الخام – الرمل الزجاجي – الكاولين – الرمل الأبيض – أوكسيد الحديد) من المحاجر برأس سدر إلى المصانع بمنطقة شمال سيناء.

أما في مجال المحاجر، أدارت الشركة المحاجر الموجودة بوسط سيناء لإنتاج السن والديلوميت المستخدمين في أعمال التشييد والبناء، وذلك عن طريق التعاقد مع إدارة المحاجر بمحافظة شمال سيناء والجهاز الوطني لتنمية شبة جزيرة سيناء ومحجر جبل عتاقة بمحافظة السويس، وأيضًا استغلال المحجر الخاص بالشركة بمنطقة “وادي أم ثميلة والمغارة” بجبل الحلال. وفي مجال الخدمات اللوجستية، تستأجر الشركة مساحات تخزينية ولوجستية بالميناء البري برفح، وأيضًا مكتب داخل صالة بالمنفذ القديم من الهيئة العامة للموانئ البرية والجافة؛ وذلك للقيام بكافة الخدمات والأعمال اللوجيستية بكفاءة تامة.

ومن منطلق  إيمانها بأهمية المسؤولية المجتمعية للشركات ودورها في استدامة جهود التنمية، أسهمت شركة أبناء سيناء في عدد من الأنشطة المجتمعية ومنها: الاحتفال بيوم اليتيم وتوزيع جهاز العروسين، وحفر أكثر من 50 بئرًا في الشيخ زويد، وتزويد مستشفى العريش العام بكمية كبيرة من الأدوية لتغطية جميع الحالات التي تتطلبها والتبرع لوحدة الأورام بمستشفى العريش العام، وتطوير مدرسة الشيخ زويد، ومساعدي ذوي الهمم من خلال توفير كراسي متحركة لهم، وتعويض أسر الشهداء، وتوزيع المستلزمات المدرسية، وتوزيع بطاطين ومساعدات على كبار السن والأسر الفقيرة، وتوزيع كراتين رمضان.

• شركة مصر سيناء: هي شركة متخصصة في التنمية الصناعية والاستثمار، ونجحت في تحقيق الريادة في كافة المجالات التي تعمل بها ولعل أبرزها استصلاح الأراضي، والتوريد والتصدير، واستخراج وتركيب الرخام. ففي مجال التوريدات، أسهمت الشركة بشكل كبير في التوريدات لمشروع قناة السويس الجديدة. أما في مجال التصدير، فإنها تصدر المواد الغذائية والسيارات وحديد المباني والأخشاب وغيرها إلى قطاع غزة عن طريق معبر رفح. وفي مجال استخراج الرخام، فتحت الشركة محجرًا لإنتاج الرخام بجبل سحابة بشمال سيناء لاستخرج الرخام واستخدامه في التوريدات وأعمال التركيب.

وأكدت الدراسة ان جهود أبناء وقبائل سيناء نقطة مضيئة إلى تاريخ نضالهم ضد كل من تسول له نفسه الإضرار بأمن سيناء، سواء كان محتل أجنبي أو إرهابي يحمل السلاح ضد أبناء الوطن. وعلى الرغم من أن اصطفافهم إلى جانب الجهود الأمنية والتنموية التي قادتها الدولة المصرية لمحاربة الإرهاب في سيناء وضعهم على الخطوط الأمامية في مواجهة التنظيمات الإرهابية، وجعل أبنائهم ومشايخهم وذويهم عرضة للاستهداف المباشر من العناصر التكفيرية، إلا أن معين عطائهم لم ينضب مستمرين في تقديم أرواحهم وجهدهم في سبيل الحفاظ على أمن بوابة مصر الشرقية وتنميتها.