رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تُحيي الكنيسة ذكراه اليوم.. من هو مؤسس رهبنة الدومنيكان؟

القديس دومنيك مؤسس
القديس دومنيك مؤسس رهبنة الدومنيكان في العالم

تحتفل الكنيسة الكاثوليكية اليوم الخميس، بتذكار رحيل الآب القديس عبد الاحد (دومنيك)، الكاهن ومؤسس رهبنة الدومنيكان الكاثوليكية في العالم.

ويعتبر اسم الأب  "دومنيك"  من الأصل اللاتيني "دومينيكوس" ومعناه "الأحدي" "المتعبد في يوم الأحد" واختصاراً "عبد الأحد"، وهو اسم عادةً ما يُطلق على الأطفال الذين يولدون في يوم الأحد وهو يوم الربّ.

ووُلِدَ مؤسس رهبنة الدومنيكان الكاثوليك  وفقاً لكتاب السنكسار الكاثوليكي “كتاب سير قديسين الكنيسة الكاثوليكية ” في كليرويجا بشمال إسبانيا عام 1170م، لأبٍ هو "فيليكس جوزمان" وأمٍ هي "خوانا دي أزا" (الطوباوية "خوانا دي آزا" فيما بعد).

كانت "خوانا" والدته عاقراً عندما قررت القيام بحجٍ روحي إلى دير القديس "دومنيك من سيلوز" وهو شفيع للسيدات التي تتوقن للإنجاب، وهناك رأت حلماً تنبأ بميلادها للأب"دومنيك "

وتلقّى "دومنيك" تعليماً  في مدرسة ﭬالنسيا (حالياً هي جامعة)، حيث قضى ستة أعوام في دراسة الفنون، ثم أربعة أعوام في دراسة اللاهوت.

*متى بدأ التفكير في الرهبنة؟

في عام 1191م، حدثت مجاعة بسبب الفقر الشديد في إسبانيا، وامتلأت الشوارع بالفقراء والمتسولين، قرر حينها الشاب دومنيك أن يبيع كل ما يملك، من أثاث منزله ومقتنياته القيّمة، وحتى كتبه النادرة التي كان يحبّها وملابسه الفاخرة أيضاً من أجل إطعام الجياع، إندهش زملاء الدراسة من تصرُّفه، فأجابهم قائلاً: “هل لي أن أدرس وأكتب وأقرأ على هذه الجلود الميتة، بينما الناس تموت جوعاً؟!..

وبدا الآب “دومنيك” التفكير في الرهبنة  عند عمر الخامسة والعشرين ،حيث تكرَّس دومنيك في دير أوزما للرهبان البندكتين، وبعمر الثلاثين رافق "دياجو دي أسيبو" أسقف أوزما في مهمة بجنوب فرنسا لمُباحثة المُنتمين لهرطقة "الكاثار" أو "الكاتاروس" (هرطقة تنكر سرّ الإفخارستيا في المسيحية ).

*تأسيس الرهبنة الدومنيكانية:

 في عام 1215م أسّسَ الأب دومنيك مع ستّة رهبان آخرين رهبنته الخاصة في بيت بمدينة تولوز جنوب فرنسا منحه له "پيار سيلا" وهو أحد أثرياء المدينة.

كان هدف دومنيك من إنشاء الرهبنة الجديدة أن تكون إشارة إلى العودة للحياة النُسكية القديمة التي ربما ظهر بعض رهبان البندكتين بعكسها في عصره، بحيث تكون ظاهرة وليست مغمورة في سياق رهبنة قديمة باتت الأمثلة العادية الغير ساعية للقداسة فيها هي الأكثر ظهوراً.

ورأى أن تكون الرهبنة دمج بين التكريس والدراسات العلمية سواء علم اللاهوت أو العلوم الطبيعية والآداب والفنون، بحيث يصبح الراهب فيها ليس فقط قامة روحية عالية ولكن أيضاً يتمتع بدرجة جيدة من الثقافة والعلم، مع الحِفاظ على تواضعه ونسكه وتقشفه وحياة التوبة المستمرة للسعي نحو القداسة. وهذا يتطلب مرونة في نظام الحياة الديرية بشكل أكبر من المعمول به في الرهبنة القديمة والإكليركيات.

كان عام 1215م يوافق عام إنعقاد المجمع اللاتيراني الرابع على عهد البابا "إنسينت الثالث"، فصاحب الأب دومنيك الأسقف فولك إلى روما لأخذ مباركة البابا الرسمية للرهبنة الجديدة، إلا أن الأمر تأجل للسنة التالية وبالفعل حصل على المباركة من البابا الجديد "هنوريوس الثالث". وكان اسم الرهبنة وقتها "رهبنة الواعظين" (ثم أصبح اسمها "الدومنيكان" للتمييز والشهرة بعد وفاة القديس دومنيك).

وتوفي دومنيك في شهر اغسطس 1221م بعمر الحادية الخمسين، بسبب الحياة التقشفية والإجتهاد في الرسالة، حيث وصل إلى دير القديس نيكولاس بـبولونيا في إيطاليا، منهكاً ومصاب بالحُمّى، فطلب إلى الرهبان ان يضعوه على خرقة قماش في الأرض، ووعظ إخوته عظة أخيرة حسّهم فيها على العيش بالتقشف والإحسان للغير حتى لا يفقدوا تواضعهم ويصيروا صورة مشوهة عن المسيح، وحتى يكون كنزهم في السماء لابد أن يزهدوا في كنوز الأرض، وأن يكون حديثهم إما مع الله أو عن الله.

وتم إعلان قداسته  من الفاتيكان عام 1234م ومزاره الحالي في بازيليكا تحمل سمه ببولونيا – إيطاليا.