رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

استقبلها المصريون بالعريش.. حكاية السيدة الملقبة بـ"نفيسة العلوم"

ضريح السيدة نفيسة
ضريح السيدة نفيسة رضي الله عنها

افتتح اليوم مسجد السيدة نفيسة بعد أعمال تطويرات كبيرة، شملت المسجد من الداخل والخارج والمنطقة المحيطة به وسط اهتمام بالغ من أجهزة الدولة على رأسهم الرئيس عبدالفتاح السيسي بحضور مراسم الافتتاح.

ويستعرض “الدستور” في تقريره، السيرة الذاتية للسيدة نفيسة رضي الله عنها حفيدة الرسول صلوات الله وسلامه عليه. 

ولدت السيدة نفيسة بنت الحسن الأنور بن زيد الأبلج بن الحسن بن علي بن أبي طالب في مكة في 11 ربيع الأول 145 هـ.

انتقل بها والديها إلى المدينة المنورة وهي في الخامسة من عمرها فكانت تذهب إلى المسجد النبوي وتستمع إلى شيوخه، وتتلقى الحديث والفقه من علمائه، حى لقبها الناس بـ “نفيسة العلم” قبل أن تصل لسن الزواج.

وقدم الكثيرون للزواج من السيدة نفيسة لدينها وعبادتها، إلى أن قبل أباها بتزويجها بإسحاق المؤتمن بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن على بن أبى طالب وتم الزواج في رجب 161 هجريا، فأنجبت له القاسم وأم كلثوم في عام 193 هـ. 

رحلت السيدة نفيسة مع أسرتها إلى مصر، مروا في طريقهم بقبر الخليل، وحين علم أهل مصر بقدومهم خرجوا لاستقبالهم في العريش ووصلت السيدة نفيسة رضي الله عنها إلى القاهرة في 26 رمضان 193 هـ ورحب بها أهل مصر، وأقبلوا عليها يلتمسون منها العلم.

ازدحام المريدين كاد أن يشغلها عما اعتادت عليه من عبادات، فخرجت عليهم قائلة: "كنت قد اعترمت المقام عندكم، غير أني امرأة ضعيفة، وقد تكاثر حولي الناس فشغلوني عن أورادي، وجمع زاد معادي، وقد ا زاد حنيني إلى روضة جدي المصطفى"،  ففزعوا لقولها ورفضوا رحيلها، هنا تدخل والي مصر حينها السري بن الحكم وقال لها: "يا ابنة رسول الله إني كفيل بإزالة ما تشكين منه"، فوهبها دارا واسعة وحدد يومين في الأسبوع يزورها الناس فيهما طلبا للعلم والنصيحة، لتتفرغ هي للعبادة بقية الأسبوع فرضيت وبقت.

ولما وفد الإمام الشافعي إلى مصر عام 198 توثقت صلته بالسيدة نفيسة بنت الحسن واعتاد أن يزورها وهو في طريقه إلى حلقات درسه في مسجد الفسطاط، وفى طريق عودته إلى داره، كان يصلي بها التراويح في مسجدها في رمضان، وكلما ذهب إليها سألها الدعاء.

وأوصى الإمام الشافعي أن تصلي عليه السيدة نفيسة في جنازته، فمرت الجنازة بدارها حين وفاته عام 204 هجريا، وصلت عليه إنفاذا لوصيته.

وفي رجب 208 هجريا أصابها المرض، واشتد عليها حتى توفيت في مصر في رمضان سنة 208 هجريا فبكاها أهل مصر وحزنوا لموتها حزنا شديدا.

ويقال بعد وفاة السيدة نفيسة أراد زوجها أن يحملها إلى المدينة المنورة كي يدفنها بالبقيع فعرف المصريون بذلك فهرعوا إلى الوالي عبد الله بن السري بن الحكم واستجاروا به عند زوجها ليرده عما أراد فأبى فجمعوا له مالا وفيرا وسألوه أن يدفنها عندهم فأبى أيضا، فباتوا منه في ألم عظيم لكنهم عند الصباح في اليوم التالي وجدوها مستجيبا لرغبتهم، فلما سألوه عن السبب قال: رأيت الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يقول لي رد عليهم أموالهم وادفنها عندهم.