رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من هي ماري ماكيلوب أول قديسة استرالية؟

القديسة ماري ماكيلوب،
القديسة ماري ماكيلوب، أول قديسة استرالية.

أن ماري ماكيلوب القديسة الاسترالية الاولى "كرست فترة صباها لتعليم الفقراء في الأرياف الاسترالية وعملها ألّهم نساء أخريات انضممن إلى أول جمعية دينية نسائية تأسست في البلاد". وكانت ماكيلوب رائدة في مجال التعليم وأسست عشرات المدارس في كافة أنحاء استراليا.
تُعتبر ماري ماكيلوب أول قديسة أسترالية كرّست حياتها لخدمة الفقراء والأميين، وهي مُؤسّسة لجمعية راهبات مار يوسف في أستراليا، وقد تم تطويبها عام 1995 على يد البابا الراحل يوحنا بولس الثاني في سدني، تلك المدينة التي تحتضنُ معبدها في ضاحية شمال المدينة، وقد تركت لنا هذه الطوباوية تراثاً رائعاً يشهد على سخائها وتصميمها على الاستجابة، محبةً بالمسيح، على جميع احتياجات قارة استراليا الواسعة.
عُرفت الطوباوية ماري ماكيلوب باسم الأم ماري للصليب، وقد وُلدت في ميلبورن يوم 15 يناير عام 1842 من عائلة مهاجرين من اسكتلندا. وهي بكر إخوتها، وكانت تحمل مسؤوليات بيتها. وعندما تعرّف الأب جوليان تفيسون وودس على ماري عام 1861 تأثر من رغبتها في أن تتكرس لخدمة الله، وتشارك الاثنان على فكرة، غير معتادة في ذلك العهد، وهي أنَّ التعليم الكاثوليكي يجب أن يكونَ في مُتناول جميع الأطفال. هكذا عملت ماري في خدمة المسيح وكنيسته في جميع انحاء استراليا ونيوزيلندا. وكانت تتنقل على ظهر حصان، لكي تستقر في نهاية المطاف في سدني. وفى بينولا نراها تعتني بفتاة صغيرة مهاجرة ومتروكة، ثم نراها تسافر في الليل لكي تكون الى جانب أخت تنازع في ميناء أغوستا، وفى منطقة كينكومبر غامرت بحياتها عندما اجتازت المياه العاتية لكي تصل الى طفل كان على وشك الموت.
اشتهرت ماري أيضاً لكونها مُؤسسة مع الأب جوليان لجمعية راهبات مار يوسف للقلب الأقدس، وكانت رسالتهم الرئيسية تأمين التعليم للأطفال، مع اهتمام خاص بالتعليم المسيحي، سواء على مستوى المعرفة أو الممارسة أيضاً. هكذا وعلى امتداد القرن اللاحق لها، افتتحت راهبات مار يوسف العديد من المدارس في جميع أنحاء أستراليا ونيوزيلندا. وقد عملن أيضاً مع الأقل حظاً والأكثر فقراً وبطرق عديدة. إلا أن غيرة الأشخاص القديسين تثير انتقادات الآخرين وحسدهم. فلم تنجُ ماري من هذا، حيث كانت ضحية لشكوك وحسد الذين يعملون معها، ومن ضمنهم رجال الإكليروس المحلي وبعض الراهبات من جمعيتها. إلى أن وصل الأمر بالأسقف لأن يُصدر الحرمان الكنسي بحقها، وقد تلقت الأخت ماري هذا الحرمان بكل طاعة، ولياقة وثقة بالعناية الإلهية. إلا أن جاء يوم قام فيه نفس الأسقف بإعادتها إلى حظيرة الكنيسة قبل أن يموت، معترفاً وبكل تواضعٍ بخطئه وتسرّعه بأخذ القرار.
تدهورت صحة الأخت ماري بعد تقدّمها في العمر، ولكنها لم تسمح للمرض أن يُبعدها عن عملها من أجل الفقراء مع الراهبات أخواتها. وبينما كانت في زيارةٍ للأديرة في نيوزيلاندا تعرّضت لذبحةٍ صدرية أجبرتها على العودة إلى سدني. فرقدت في الرب بعطر القداسة في 8 أغسطس عام 1909م.
ولكل ما سبق تُعتبرُ الطوباوية ماري ماكيلوب شعاراً لكنيسة أستراليا. ومنذ وفاتها استمرت راهباتها في العيش بحسب شعارها: "يجب ألا يكونَ هناك أية حاجة من دون العمل على تلبيتها".
وإن حياة الطوباوية ماري تشهدُ على انفتاحها على عمل الروح القدس: فقد عاشت ثمار موهبة الطيبة والمحبة والسيطرة على الذات في وجه العديد من العقبات. لذلك نطلبُ من هذه الطوباوية أن تساعدنا على نيل نعمة الاستجابة إلى قوة قداسة الله في هذه الأرض، قداسة الله المتجلية بالروح القدس.
تم تطويبها عام 1995م على يد البابا الراحل يوحنا بولس الثاني في سدني.
ثم أعلنها البابا بنديكتوس السادس عشر في ١٧ أكتوبر 2010 قديسة الأولى بأستراليا وشفيعة استراليا.