رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"اصطحبني لزيارة ملك الترسو".. محمد جبريل يتحدث عن السيناريست أحمد عبد الوهاب

الكاتب محمد جبريل
الكاتب محمد جبريل

كشف الكاتب محمد جبريل في كتابه "ناس من مصر" الصادر عن المجلس الأعلى للثقافة، تفاصيل علاقته بكاتب السيناريو أحمد عبد الوهاب، فقال: "زارنى عبد الوهاب في مكتبي ليناقش ملاحظاتي حول أول أفلامه "شهر عسل بدون إزعاج" وهي الأفلام التي سجلت اسمه كاتبًا للسيناريو، وكان قبلها قد شارك في كتابة العديد من السنياريوهات السينمائية ضمن مساعدي السيناريست عبد الحي أديب، والذين كانوا يحيطون بطاولة ينشغلون بإعداد ما فوقها من أوراق السيناريوهات، وكان أديب يرعى أداءهم ويبدى الرأي ويعتز بالمحاولات الناضجة أو يشير بالتعديل.

ويكمل جبريل: كان أحمد عبد الوهاب واحدًا من مجموعة مساعدي عبد الحي أديب سبقه بعضهم مثل رؤوف حلمي في التأليف الفردي اكتملت موهبته بما أتاح لاسمه أن يحتل موضعه بين كتاب السيناريو.


وأشار إلى أن اللافت في أعمال أحمد عبد الوهاب أنه استفاد من دراسته الجامعية في علم الاجتماع وعلم النفس، بالإضافة إلى قراءاته الموسعة في الأنثربولوجيا في تقديم مجموعة من الأفلام تؤرخ في غالبيتها لتاريخ مصر الاجتماعي كما صورته السينما المصرية.

 

وأضاف جبريل، أن آخر أعماله السينمائية ومحوره "فدان أرض" فقد ظل صامدا بالخضرة وسط تغول التجريف في شارع الهرم حتى ابتلعته النهاية المتوقعة وفي "انتبهوا أيها السادة" تحققت الهزيمة أمام السطوة المادية لـ"زبال الحي" و"الحفيد" امتدادا لفيلم عبد الحميد السحار "أم العروسة" و"عنوان" بيت القاصرات "إشارة" إلى المعنى الذي يتضمنه التسلية الموجودة والحس الفكاهي قائم لكن الدلالة الاجتماعية ظاهرة الملامح.


سمات شخصية أحمد عبد الوهاب
يواصل جبريل: كان من عادة أحمد عبد الوهاب أنه لا يسأل عن الظروف الشخصية لغير القريبين منه ما لم يبدأ المرء الكلام ويسترسل بدافع الرغبة في الفضفضة إنه يحاول أن يسأل، حياته الشخصية ملك له من حقه أن يحتفظ بأسرارها تغيظه الأسئلة التي لا إجابة لها يفاجئك أحدهم بالسؤال: لماذا أنت طويل؟ لماذا أنت قصير؟ أين ذهب شعر رأسك؟ لماذا ذبلت عينيك؟ أسئلة يؤطرها السخف ولا أظن أنها تتوقع إجابات إنما هي مجرد رغبة في الثرثرة وممارسة الميول العدوانية، كان ذلك في الحقيقة هو مدخل فهم شخصية أحمد عبد الوهاب واتساع علاقاته بالآخرين.


ذكريات أحمد عبدالوهاب مع محمد جبريل
ويتحدث جبريل عن المواقف التي جمعته بعبد الواهاب فيقول: "صحبني ذات مساء إلى بناية سينما ميمامي بشارع طلعت حرب صعدنا إلى طابق علوي لا أذكره تحديدا الشقة تطل على المفارق بين طلعت حرب وعدلى استقبلنا بود مجامل ملك الترسو فريد شوقي له في ذاكرتي قصص وحكايات قوامها هزيمته لمحمود المليجي في كل المعارك التي خاضها أحدهما ضد الآخر، يمثل الميليجى القوة التي يصعب مغالبتها حتى ينهزم في لحظة يختارها المخرج، يتنهد وحش الشاشة وهو يتلفت حوله في هيئة المتحز من يريد عراكي؟ أتاحت لي مشاهدة ذلك كله أبواب الدرجة الثالثة في دور عرض ريتس وفريال وروكس والأفنوشى.

كواليس فيلم تركى

وتابع: شغلني التحقيق في ملامح وجهه وتعبيرات يديه بأكثر مما تابعت حواره مع عبد الوهاب وإن عرفت أن محوره الفيلم القادم للملك شرح لي عبد الوهاب ونحن نتجه في ظلمة قاعة سينما المهندسين بشارع رمسيس إلى مقعدين خاليين في صف خلى من الجلوس، الفيلم الذي يعد فريد شوقي لإنتاجه مأخوذ عن السينما التركية شاهده فريد فترة تسويق فنية في الأفلام التركية للتغلب على واحدة من أقصى فترات السينما آنذاك. 

 

ولأن الفيلم كان يعرض ضمن أفلام السينما التركية بالقاهرة فقد طالب عبد الوهاب بأن يضع سيناريو يشار فيه إلى الفيلم الأصلي والنسخة المأخوذة عنه وأوكل لي عبد الوهاب مهمة لم أجد فيها ما يخالف القيم الأخلاقية فالنسخة الجديدة يتشارك في نجاحها في المال تركي وعربي يضاف النص الأصلي إلى النص المتمصر سلطت بطارية على أوراق بيد عبد الوهاب يكتب فيها بسرعة املائية ما يطالعنا على الشاشة من مشاهد وما يستطيع التقاطه من حوار.

 

انتهت العملية بسلام، تابعت بالفضول وبإحساس المشاركة تطورات إنتاج الفيلم حرصت على حضور العرض الأول لأدهش ظني، أن ذلك كان هو أيضا شعور عبد الوهاب بأن قصة الفيلم نسبت إلى وحش الشاشة باعتبارها منتزعة من حياتنا المصرية.

أدركت ما يعانيه أحمد عبد الوهاب في الفيلم الذي كتب له سيناريو منقول بفصله ونصه عن فيلم تركي لكنه نسب إلى مؤلف مصري وقد حقق الفيلم في وجدان مشاهديه نجاحا لافتا كعمل فني متميز دون التفات إلى بقية التفاصيل كما مثل الفيلم إلى ذلك بداية اتجاه فريد شوقي إلى الأدوار الإنسانية فلم يعد بحاجة إلى مفردات وخناقات يعبر بها عن شخصية الفتوة.

من هو الكاتب أحمد عبد الوهاب؟

يذكر أحمد عبد الوهاب من مواليد 15 يونيو 1934، ورحل عن دنيانا عام 2003، وهو مؤلف وكاتب سيناريو مصري، بدأت ميوله الأدبية في الظهور منذ الصغر، وفي أثناء دراسته الجامعية كانت له عدة محاولات لكتابة الشعر والقصة القصيرة.