رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سر السعادة والشباب!!


كان لدى أحد الأمراء حكيما ذكيا 
وكان هذا الأمير يحلم بأن يبقى دوماً شاباً قوياً سعيدا وأن لا تصله الشيخوخة.
فطلب من حكيمه أن يأتيه بدواء يطيل العمر ووعده بأن يعطيه أي شيء يطلبه إن جاء له بطلبه.
فذهب الحكيم يبحث في المدن والقرى عن دواء يطيل العمر ويبقي الإنسان مبتهجا وسعيدا وفي مرحلة الشباب 
وعندما مَرَّ الحكيم بقرية وسأل أهلها عن دواء أو أكلة تطيل العمر، نصحه أهل تلك القرية أن يذهب إلى أعلى الجبل حيث يسكن هناك أخوان، وربما يجد عندهما ما يريد.
ذهب الحكيم إلى حيث يعيش هذان الأخوان، ووصل إلى هناك قبل الغروب بقليل.
كان البيت الأول صغيراً والأشياء من حوله مبعثرة، وأمام باب البيت يجلس رجلا عجوزا (قد أكل الدهر عليه وشرب)، فسلم عليه الحكيم فرد عليه العجوز السلام ورحّب به.
ثم طلب الحكيم من العجوز أن يسمح له بالمبيت عنده حتى الغد. 
وقبل أن يتكلم العجوز
جاء صوت من داخل البيت فإذا هي زوجته تصرخ وتقول: لايوجد عندنا مكان للضيوف!!
ابحث لك عن مكان آخر.
فطأطأ العجوز رأسه واعتذر للحكيم وصرفه.
قام الرجل الحكيم وتوجه إلى البيت الآخر فإذا هو بيت في غاية الجمال والنظافة والترتيب وتحيط به أنواع الزهور والنباتات الجميلة بالإضافة إلى أصوات الطيور والبلابل.
وإذا بشاب جميل الوجه والملبس ينتظره ويرحب به ونادى على زوجته قائلا:
اليوم لدينا ضيف!
فرحبت الزوجة بالحكيم أجمل ترحيب وبات الحكيم ليلته في هذا المنزل الجميل الهادئ
وفي اليوم الثاني أفصح الحكيم للرجل عن سبب زيارته، وسأله لماذا أنت في صحة وشباب بينما أخوك الأكبر قد شاب وهرم.
فضحك الرجل وقال له: أنت مخطيء انه ليس الأكبر هو أخي الصغير وأنا أكبر منه بخمس سنوات!!
تعجب الحكيم وزاد ولعه لإكتشاف سر بقاء الرجل في مرحلة الشباب وطلب معرفة ذلك مقابل أي شيء يطلبه.
فوعده الرجل بذلك ولكن بعد أن يتناولا الغداء وبالفعل قدم الرجل وزوجته أفضل ما لديهما من الطعام ثم جلسا تحت شجرة تطل على الوادي، وطلب الرجل من زوجته أن تذهب إلى بستانهم الذي يقع أسفل الوادي وأن تحضر لهم بطيخة.
فذهبت الزوجة وبعد ساعة جاءت ببطيخة.
نظر زوجها إلى البطيخة وأخذ يضرب عليها ثم قال لزوجته: لا يا زوجتي العزيزة
أرجو أن ترجعي هذه البطيخة وتأتي لنا بواحدة أخرى.
فقالت الزوجة: على عيني!!!
ذهبت الزوجة إلى أسفل الوادي ورجعت ببطيخة أخرى.
ولكن الزوج لم يقتنع وأرسل زوجته للمرة الثالثة وذهبت الزوجة بكل رحابة صدر ونزلت إلى الوادي وجاءت ببطيخة، وفي هذه المرة وبعد أن تفحص الرجل البطيخة فتحها وأكلوا منها.
أعاد الحكيم السؤال وطلب معرفة الأكلة أو الوصفة  التي تحافظ على الشباب.
فأجابه الرجل إنها ليست أكلة أو وصفة سحرية ولكن  زوجتي البشوشة المرحبة هي السر في صحتي وشبابي!!!
فمنذ أن تزوجتها لم أجد منها غير الحب والرحمة والحنان والإحترام والتقدير.
هل تعلم يا حكيم أنه لم تكن في بستاني غير بطيخة واحدة، وأنها نزلت إلى الوادي ثلاث مرات وكانت في كل مرة تأتي لنا بتلك البطيخة نفسها، ولكنها لم تمتعض أو تبدي أي علامة تنقص من شأني أمامك؟؟
إن السعادة وراحة البال والصحة والشباب هي أمور عظيمة تستطيع أن  تصنعها الزوجة الطيبة الصالحة بمحبتها وعطفها واهتمامها وليست بالأدوية أو الأعشاب.
قال الحكيم سليمان : امرأة فاضلة من يجدها فإن ثمنها يفوق اللآلىء.