رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحثة: القمة الروسية الإفريقية ستركز على ملفات استراتيجية وبحث استبدال الدولار

رحمة حسن
رحمة حسن

تنطلق القمة الروسية الإفريقية في الفترة من 26 إلى 29 يوليو الجاري، بمشاركة 49 دولة، وفقًا لما أعلنه نائب مدير إدارة إفريقيا بوزارة الخارجية الروسية، ألكسندر بولياكوف.

وفي هذا السياق، قال رحمة حسن الباحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن القمة تأتي تنفيذًا لإعلان القمة الروسية الإفريقية المنعقدة في سوتشى أكتوبر ٢٠١٩ برئاسة مصرية روسية، لكون مصر رئيس الاتحاد الإفريقي لنفس العام، وذلك في ظل الإعلان عن إنشاء آلية مشتركة للحوار على أن تنعقد القمة كل ثلاث سنوات تتخللها، خلال ذلك، قمم وزيارات متبادلة بجانب التعاون على مستوى البرلمانات الروسية الإفريقية، ولعل تلك النقطة ظهرت في إسقاط الرئيس الروسي لديون على الدول الإفريقية بقيمة ٢٠ مليار دولار، وذلك خلال أعمال الجلسة العامة للمؤتمر البرلماني الدولي "روسيا وإفريقيا في عالم متعدد الأقطاب" في مارس الماضي. 

 

دلالات عقد القمة الروسية الإفريقية

وقالت "حسن" في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إن القمة الحالية التي اتخذت من "السلام والأمن والتطور" عنوانًا لها والمقرر لها البدء من ٢٦ يوليو وعلى مدار ثلاثة أيام، ومن المقرر أن ينعقد على هامش القمة المنتدى الاقتصادي والإنساني الروسي الإفريقي، تنبع أهميتها لكونها تأتي في أعقاب تأثير أزمة استيراد القمح بعد الأزمة الروسية الأوكرانية، وكذلك محاولة الغرب والولايات المتحدة تقويض الدور الروسي في إفريقيا، للحد الذي اتهمها فيه وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف بأنها تحاول عرقلة القمة الحالية.

وأضافت: "كما تأتي في ظل تمرد جماعة فاجنر الروسية التي على إثرها خرجت فرنسا من دول وسط وغرب إفريقيا، وبالتالي فإن الحديث عن تعاون عسكري أمني، وتعميق فكرة عدم التدخل في الشأن الداخلى، والحفاظ على سيادة الدول، واعتبار حل النزاع أمرًا إفريقيًا لا يجوز التدخل فيه، وبالتالي تختلف الاستراتيجية الروسية التي نصت عليها الخارجية الروسية منذ عام ٢٠١٦ في محاولة لمواجهة ضغوط الغرب، خاصة بعد أزمة القرم، وهو ما انعكس على موقف الدول الإفريقية من الأزمة الروسية الأوكرانية أمام الأمم المتحدة كذلك". 

وأشارت "حسن" إلى أن روسيا تحاول التشابك مع قضايا القارة من خلال مفهوم المصالح المشتركة، وبالتالي العمل على زيادة التبادل التجاري في مجالات الطاقة والأمن الغذائي والتسليح ونقل التكنولوجيا، بجانب استخدام الطاقة النووية في أعمال التنمية وأخيرًا العمل على تحقيق المساواة والاستفادة من الشباب باعتبار القارة تمتلك ما يزيد علي ٦٠٪ منها من الشباب.

وقالت الباحثة في المركز المصري، إن روسيا تسعى لتعزيز التعاون والتكامل الاقتصادي لوجود نحو ٦٠٪ من الأراضي الأفريقية صالحة للزراعة لا يتم استخدامها، وبالتالي لتحقيق الأمن الغذائي للقارة يجب إبراز هذا التعاون، حيث يمثل ٢.٥ مليار من قيمة الصادرات الروسية لافريقيا في القمح، حيث تمثل الصادرات الروسية الأوكرانية من القمح نحو ٢٣٪ من السوق العالمية، ويمثل حجم التبادل التجاري مع مصر وحدها ٤٠٪ من قيمة التبادل الكلي للقارة بقيمة ٧.٧ مليار دولار وفقاً لكلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي وبوتين في افتتاح قمة ٢٠١٩.
 

أجندة القمة الروسية الافريقية

وأوضحت "حسن" أن القمة ستعمل أيضًا على استبدال الاعتماد على الدولار في التبادل بين دول القارة وروسيا، وهو بالفعل ما تمت مناقشته مع مصر بالتعامل بالروبل مقابل الجنيه، ومن المتوقع أن تشهد العلاقات المصرية الروسية تعاونًا أكبر في ظل مرور ٨٠ عامًا على العلاقات المصرية الروسية أغسطس المقبل، ونظرة العالم لمصر باعتبارها بوابة العالم للقارة السمراء. 
وأضافت "حسن" أن العلاقات الروسية الإفريقية تقوم من خلال عدم التدخل في الشأن الداخلى، وبالتالي فمن المتوقع أن تشهد القمة حلحلة سياسية للنزاعات الداخلية في ظل الانحياز الذي كانت تقوم به روسيا في السابق، ولعل بدا ذلك واضحًا في الحديث عن حضور عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس السيادى السوداني لأعمال القمة التى تمت فيها دعوة ٥٤ دولة إفريقية، خاصة في ظل الانفتاح المتبادل بين الطرفين التى ظهرت في سلسلة الجولات المكوكية لوزير الخارجية الروسي للدول الإفريقية، والمبادرة الإفريقية لحل الأزمة الأوكرانية.