رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

القمة الروسية الإفريقية.. ماذا تريد موسكو من القارة السمراء؟

القمة الروسية الأفريقية
القمة الروسية الأفريقية

تتجه الأنظار إلى روسيا التي تحتضن القمة الروسية الإفريقية الثانية، في الفترة من 26 إلى 29 يوليو في سان بطرسبورج، بعد دعوة قادة 54 دولة إفريقية إليها. 
وقال الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن القمة مرتب لها من قبل الجانب الروسي جيدا، في إطار عدة أهداف، أولها مناكفة السياسية الأمريكية في مناطق تموضعها في مناطق مختلفة من العالم، وكما هو معروف يوجد فيلق جنوبي تابع للقيادة الأمريكية، والروس يسجلون حضورا مبهرا الآن في مناطق متعددة، سواء كان في السودان وليبيا وسوريا، كما يبحثون عن موضع قدم في الخليج.

وأضاف فهمي لـ"الدستور"، أن القمة تأتي أيضا في إطار محاولة التنسيق مع الصين في إفريقيا، والروس يتحركون من خلال أذرع متعددة مثل شركات الأمن، ويقدومون وجها جديدا من الدبلوماسية الهادئة، سواء أمنية أو استراتيجية.

وتابع بقوله: القمة تأتي أيضا في ظل شروط حلف الناتو القوية لدفع روسيا إلى الهاوية، ومحاصرة وتطويق موسكو في مناطق متعدد من العالم.

واستطرد: الروس يحاولون الدخول في لعبة مقايضة سياسية مع الولايات المتحدة والصين، وتخفيف العقوبات المفروضة على موسكو بشكل أو بآخر، وهناك أهداف متعلقة بتطبيق عالم متعدد الأقطاب، لمواجهة ما يجري، وسط السيولة السياسيىة التي يعيشها العالم.

وأشار إلى أن الدول الإفريقية ستواجه مشكلة العقوبات المفروضة على روسيا، وربما تتعرض لعقوبات، لكن هذ الدول لها حساباتها في التحرك، ولا تنظر كثير للتحذيرات الأمريكية في هذا الإطار، وسوف تبحث عن مكاسبها الواعدة.

وحول قدرة الدول الإفريقية على إحداث اختراق في الأزمة الروسية الأوكرانية، يرى فهمي، أنه كانت هناك محاولة سابقة من المجموعة التي زارت البلدين، لكنها لم تنجح، مثلها مثل فكرة المبادرات الأخرى المطروحة.

ونوه بأن القارة لها ارتباطات بالدول الغربية وروسيا، والأزمة الأوكرانية أقوى من أي طرف آخر، والصين وحدها من ستحدد منظومة المقايضة السياسية والاستراتيجية، ربما بعد أن نرى حسما لملف تايوان  وبحر الصين الجنوبي.

واختتم بالقول: الأفارقة يسجلون حضورا في العالم، وعلى أية حال، القمة الروسية الإفريقية ستحدد أطرا جديدة ومناخا جديدا في العلاقات مع موسكو، وسوف تبنى عليها رؤى مختلفة لاحقا في إطار علاقاتها مع روسيا والدول الأوروبية الأخرى.