رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

موقع "أكسيوس"

تداعيات كارثية.. ماذا يعني انسحاب روسيا من صفقة الحبوب بالنسبة للعالم؟

الحبوب
الحبوب

حذرت الأمم المتحدة ومنظمات إغاثة إنسانية، من أن قرار روسيا الانسحاب من صفقة الحبوب التي سمحت لأوكرانيا بتصدير الحبوب عبر البحر الأسود، قد يكون له عواقب عالمية بعيدة المدى، خاصة بالنسبة للفئات الأكثر ضعفاً في العالم.

وأوضح موقع "أكسيوس" الأمريكي في تقرير له، الثلاثاء، أن اتفاق الحبوب كان صفقة حاسمة في استقرار أسعار الغذاء العالمية، لا سيما في المناطق التي يعاني فيها الملايين من الجوع وعدم الاستقرار الغذائي حيث يخشى الخبراء الآن أن يؤدي انتهاء الصفقة إلى دفع المزيد من الناس إلى الأزمات.

- أهمية مبادرة حبوب البحر الأسود

وكانت مبادرة حبوب البحر الأسود عبارة عن مجموعة من الاتفاقيات التي توسطت فيها الأمم المتحدة وتركيا العام الماضي بعد العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا والحصار المفروض على موانئ البحر الأسود مما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية في جميع أنحاء العالم، حيث وفرت أوكرانيا وروسيا في أوقات ما قبل الحرب أكثر من ربع إمدادات القمح في العالم.

- المبادرة في خفض أسعار المواد الغذائية بأكثر من 23% 

وبحسب التقرير ساعدت المبادرة في خفض أسعار المواد الغذائية بأكثر من 23% منذ مارس 2022، وفقًا للأمم المتحدة، فيما غادرت الموانئ الأوكرانية أكثر من 32 مليون طن متري من السلع الغذائية منذ توقيع الاتفاق.

وكان الكرملين، قد أعلن أمس انسحاب روسيا من المبادرة ، مؤكدا لم يتم الوفاء ببعض الشروط المتعلقة بالاتفاق، حيث شكت موسكو من أن الصفقة أفادت أوكرانيا، فيما قيدت العقوبات الغربية في الوقت نفسه تدفق الأسمدة والقمح الروسي إلى الأسواق الخارجية.

- تداعيات انسحاب روسيا من اتفاقية الحبوب

وبحسب الخبراء وجماعات الإغاثة الإنسانية من المرجح أن يكون لنهاية الاتفاق آثارا فورية وطويلة الأمد على المستوى العالمي، حيث قفزت العقود الآجلة للقمح لكنها أنهت جلسة التداول الأمريكية منخفضة أكثر بقليل من 1%.

ومن المتوقع وفقا لـ "أكسيوس" أن يرتفع انعدام الأمن الغذائي، مما يشكل ضغطاً على نظام المساعدات الإنسانية المتوتر بالفعل والذي يستجيب للنزوح القياسي وزيادة الجوع على خلفية النقص الكبير في التمويل.

وقالت كيت فيليبس باراسو، نائبة رئيس منظمة "Mercy Corps" لـ"أكسيوس" إن القرار الروسي قد يجبر مجموعات الإغاثة على اتخاذ قرارات أكثر صعوبة بشأن من يحصل على المساعدة.

ومن المحتمل أن تشعر أجزاء من إفريقيا والشرق الأوسط بتأثيرات قرار روسيا بشدة خاصة بسبب اعتمادها على القمح من البلدين المتحاربين روسيا وأوكرانيا.

وقال التقرير الأمريكي إن نحو 80% من واردات شرق إفريقيا الغذائية تأتي من روسيا وأوكرانيا، فيما يواجه أكثر من 50 مليون شخص في جميع أنحاء المنطقة الجوع وفقًا للجنة الإنقاذ الدولية.

وقال رئيس المركز ديفيد ميليباند في بيان "أي تعطيل إمدادات الغذاء العالمية في وقت تشتد الحاجة إليه يمكن أن يكون له عواقب وخيمة".

وأوضح "أكسيوس" أنه من المحتمل ألا يكون للقرار الروسي تأثير فوري على أسعار الغذاء العالمية بقدر تأثير بداية الغزو والحصار الروسيين ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن موردي الحبوب الآخرين، بما في ذلك البرازيل وروسيا نفسها، زادوا من إنتاجهم.

كما زادت أوكرانيا من حجم صادراتها من الحبوب عبر دول الاتحاد الأوروبي عبر الطرق البرية والنهرية، على الرغم من استمرار المشكلات اللوجستية وارتفاع التكلفة مقارنة بما يتم شحنه عن طريق البحر.

وتظهر بيانات الأمم المتحدة أيضًا أن الشحنات عبر مبادرة حبوب البحر الأسود كانت تنخفض بالفعل قبل إعلان روسيا.