رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إعلامى سودانى لـ"الدستور": مصر وضعت أسسًا لحل أزمة السودان فى قمة دول الجوار

قمة دول جوار السودان
قمة دول جوار السودان

أكد الإعلامي والصحفي السوداني، عثمان فضل الله، أن مصر بمؤتمر دول جوار السودان قطعت ٥٠% من الطريق ووضعت أساسا جيدا للمضي إلى الأمام من خلال تمكنها من صنع اصطفاف مع إثيوبيا.

وقال فضل الله في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إنه يمكن وضع رؤية تجد القبول من طرفي النزاع إذا استصحبت مخاوف ومطامع ومصالح كل طرف.

وأشار إلى أن الجيش السوداني يرغب بشدة في إزالة قوات الدعم السريع ودمجه للوصول إلى جيش وطني واحد إضافة إلى المحافظة على مؤسساته الاقتصادية، وتأثيره على القرار السياسي وهيمنته الكاملة على القرار الأمني إلى جانب عدم ملاحقة قيادته العليا بجرائم فض الاعتصام وقتل المتظاهرين بعد انقلاب ٢٥ أكتوبر.

 الجيش السوداني يرغب بشدة في إزالة قوات الدعم السريع ودمجه للوصول الي جيش وطني واحد

وتابع: “بينما تتلخص مطامع ومطامح الدعم السريع أولا في المحافظة على مملكة آل دقلو التجارية وعدم المساس بنفوذها فيما يتعلق بصناعة وتجارة الذهب إلى جانب عدم الملاحقة القانونية في ذات الجرائم التي تخشاها قيادة الجيش”، موضحا أن كل تلك المطامع والمصالح يصعب تحقيقها في ظل دولة مستقرة لأنها ستواجه برفض واسع من قبل الشارع الثوري السوداني الذي احتفظ بمساحة بينه وبين هذه الحرب واعتبر قطاع عريض منه أنها مجرد حرب عبثية وأن طرفيها يداهما ملطختان بدماء السودانيين ولا يستحقان النصرة.

وأوضح فضل الله، إن مصر وإثيوبيا إن إرادتا استقرارا حقيقيا  في السودان فعليهما إقناع قيادة المؤسستين بالتنحي والابتعاد عن المشهد السياسي وإفساح المجال أمام قيادة جديدة تعمل على ردم الهوة بين المؤسسات الأمنية والشارع الذي لم يعد يثق في كليهما.

وأضاف: "رغم أن الناظر إلى هذا السيناريو يجده بعيدا عن التحقق ولكن بما تملكه مصر من نفوذ وثقة لدى الجيش وما تملكه إثيوبيا من ثقة لدى الدعم السريع يمكنهما إقناع الطرفين بتقديم هذا التنازل مقابل الاستقرار وعدم الملاحقة القانونية"، لافتا إلى أن طرح التنحي كان قد قدمه رئيس مجلس السيادة في وقت سابق للحرب  ورفض من قبل قائد قوات الدعم السريع.

واختتم فضل الله تصريحاته قائلا: “يصبح لتحقيق ذلكم التصور وتحويله إلى تسوية سياسية شاملة لابد من خطوتين أساسيتين أولاهما التنسيق المحكم مع المجتمع الدولي وعدم إظهار جهد دول الجوار كجهد مواز لمنبر جدة ومساعي إيجاد وإنما مكمل لهما وهذه تساعد في إنجاح التسوية وإبطال الملاحقات الدولية لقيادتي الجيش والدعم السريع، والخطوة  الثانية هي لابد من أن تعيد مصر النظر في مقاربتها لمدى تأثير منسوبي جماعة الإخوان في السودان على القرار في المؤسسة العسكرية وتعمل مع السودانيين لتخليصها من ذلك التأثير الذي بلا شك يضر بمصالح مصر بالقدر الذي يضر فيه بتماسك الدولة السودانية، ومحاولة مسح الصورة التي ابتسمت في أذهان الكثير من قوى الثورة والتي تضع مصر في خانة الداعم لتنظيم الإخوان في السودان ومعاد لقوى الثورة وهذه نقطة بالغة الأهمية وإن لم تنتبه لها من شأنها أن تهدم كل الجهد الذي قامت به”.