رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"القبة الحرارية".. ظاهرة حذرت منها الأمم المتحدة ومصر ضمن ضحاياها

أرشيفية
أرشيفية

على مدار هذا الأسبوع وحسب ما أدلت به المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، سيكون العالم العربي على موعد مع حدوث ظاهرة مناخية تعرف بـ"القبة الحرارية"، والتي ربما تأتي بتأثيرات غير محمودة على العديد من الأصعدة. 

وفقًا للمنظمة هناك 7 دول عربية هي المعرضة خلال هذه الفترة لحدوث تلك الظاهرة، وهما مصر والعراق والسعودية وسوريا ولبنان والأردن وفلسطين، وحسب تصريحها فإن هذه الظاهرة ستتسبب في المزيد من ارتفاع درجات الحرارة بتلك الدول لتصل إلى 50 درجة مئوية في بعضًا منها.

 ولكن ما تلك القبة الحرارية، ولماذا إذن تتسبب في ارتفاع الحرارة؟

يُعرّف خبير الأرصاد الجوية جمال عبدالحليم في حديثه لـ"الدستور" بأنها عبارة عن مرتفع جوي يحتفظ بحرارة الشمس ثم يسقطها ثانية إلى الأرض مما يزيد من درجات الحرارة بها، وبالتالي يتسبب كذلك في الشعور بالارتفاع الكبير في الحرارة عن أي وقت مضى.

وتابع أن دون وجود هذا المنخفض تتمكن الأرض من التخلص من درجة الحرارة وذلك بمجرد غروب الشمس، ولكن ما يحدثه هذا المنخفض من احتفاظه بالحرارة أنه يسقطها مرة أخرى على  الأرض حتى بعد غروب الشمس، مما يجعل الشعور بالحرارة غير مرتبطًا بوجود الشمس من عدمه فهي في كلا الحالات مرتفعة.

أكد عبد الحليم أن ظاهرة القبة الحرارية كذلك ليست بالظاهرة الجديدة على الإطلاق بل إنها تحدث كل عام، وتتعرض لها جميع البلدان، مشيرًا إلى أن التعرض لها أمر طبيعي ولا خوف منه.

وأضاف أن ما يجعل الشعور بالحرارة هذه الأيام مرتفعًا بصورة كبيرة غير معتادة هو نسبة الرطوبة التي تحدث نتيجة هبوب منخفض جوي حار من منطقة شبه الجزيرة في مثل هذا التوقيت من العام ومروره على البحر المتوسط، مما يجعله محملًا ببخار المياه الذي يتسبب في رفع نسبة الرطوبة وبالتالي يتسبب أيضًا في الشعور بالحرارة بصورة أكبر.

حسب رأيه، أوضح خبير الأرصاد الجوي أن ما يجعل العالم هذه الأيام يشعر بارتفاع كبير في درجات الحرارة كذلك  هو الزيادة الكبيرة في عدد السكان وما ينتج عن تلك الزيادة من تأثيرات مناخية كزيادة في استهلاك السيارات وبالتالي زيادة العوادم، وغيرها من الأمور المشابهه، مما يشعر بارتفاع شديد وغير معتاد في درجات الحرارة مشيرًا إلى أن الظواهر الطبيعية مثل ظاهرة القبة الحرارية ليس لها ذنب في الشعور بالارتفاع  المبالغ فيه في درجات الحرارة فهي تحدث من قديم الأزل، ولكن سلوكيات الإنسان هي التي يصيبها التغير.     

 جدير بالذكر أن تصريحات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، التابعة للأمم المتحدة حول ظاهرة القبة الحرارية تأتي تزامنًا مع تحذيرات الأمم المتحدة من أن العالم ككل بدأ في تسجيل أعلى درجات حرارة مرصودة في تاريخه.

المنظمة العالمية للأرصاد الجوية: الأسبوع الأول من شهر يوليو هو أشد الأسابيع حرارة على الإطلاق هذا العام.

إذ سبق وأن أظهرت بيانات أولية نشرتها المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، التابعة للأمم المتحدة أن الأسبوع الأول من شهر يوليو هو أشد الأسابيع حرارة على الإطلاق هذا العام.

ووفقًا لقياسات أولية أجراها خبراء أرصاد جوية أمريكيين كان يوم الاثنين 3 يوليو هو أكثر الأيام حرارة في العالم على الإطلاق، إذ تجاوز متوسط 17 درجة مئوية "62.6 درجة فهرنهايت) لأول مرة،وبذلك تجاوز هذا القياس الرقم القياسي اليومي السابق (16.92 درجة مئوية) الذي تم تسجيله في 24 يوليو من العام الماضي، وذلك وفقًا لبيانات من المراكز الوطنية للتنبؤ البيئي التابعة للإدارة.

أطباء: التعرض للحرارة الشديدة قد يؤدي إلى الوفاة 

أكد الأطباء أن التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة يسبب ما يعرف بالإنهاك الحراري والذي تتمثل أعراضه في التعرق بغزارة وتسارع نبضات القلب، وهو يعد واحدًا من الأمراض الثلاثة المتعلقة بالحرارة، الذي يمثل أخفها التقلصات الحرارية وأشدها ضربة الشمس.

وأضافا أن الإنهاك الحراري يزداد خطورته مع زيادة درجة الرطوبة وممارسة نشاط بدني شاق، كما أنه يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بضربة شمس حال عدم علاجه، وهي حالة قد تؤدي إلى الوفاة.

الظاهرة قتلت 10 آلاف شخص في أمريكا في أسبوع واحد

في السياق، سبق وأن تسببت ظاهرة "القبةالحرارية" عام 1980 في قتل حوالي 10 آلاف شخص في الولايات المتحدة الأمريكية خلال أسابيع نتيجة ما أحدثته من ارتفاع شديد في درجات الحرارة ما أثرت  على صحة المواطنين الذين لم يتحملوا هذا الارتفاع.