الحياة البطيئة.. حلم المرهقين في الألفية الجديدة
العالم هذه الأيام مصاب بصرع التسرع والعجلة والضغوط النفسية المتعددة، ليس في شرقنا الأوسط فقط بل في العالم كله، حيث ذُكر في أحد الأبحاث أنه حوالي 33 في المائة من الناس يشعرون بضغط شديد، و 77 في المائة من الناس يعانون من الإجهاد الذي يؤثر على صحتهم الجسدية. 73٪ من الناس يعانون من ضغوط تؤثر على صحتهم العقلية.
كان العالم أكثر حزنًا وتوترًا في عام 2021 أكثر من أي وقت مضى، وفقًا لاستطلاع أجرته مؤسسة غالوب مؤخرًا ، والذي وجد أن أربعة من كل 10 بالغين في جميع أنحاء العالم قالوا إنهم تعرضوا للكثير من القلق أو التوتر، يمكن أن يكون هذا بسبب الحجر الصحي ولكن بلا شك أستمرار تلك المعدلات من التوتر والقلق ستؤثر علينا جميعا.ولا يمكن إنكار إن هناك أعوام مضت في تاريخ الأرض معدلات القلق والتوتر فيها كان عاليا، مثل الحروب العالمية وغيرها من الأزمات ولكن الفارق أن هذا القلق والتوتر لم يكن عالميا، كان يؤثر فقط على سكان منطقة أو دولة بعينها، على عكس ما يحدث في أيامنا تلك، حيث يبدو الأمر وكأنه حمى أصابت سكان الكوكب معا.
“الهم يجيب المرض” قد تبدو تلك الجملة صالحة للتداول في جلسات النميمة النسائية ولكنها كلها صحيحة علميا حيث أثبتت الدراسات أن الضغوط تسبب الأمراض ولأن بعض الناس قرر “كفاية” ولهذا ظهر لايف ستايل جديد اسمه "الحياة البطيئة" وفي كتير من المؤثرين بل والفنانين والمشاهير قرروا الترويج له طواعية بعدما لاحظوا الفرق في حياتهم بسببه، ومن الجيد في هذا “اللايف ستايل” إنك لا تحتاج إلى التسوق لأجل تبنيه، لأنه ببساطة يعني أن تقوم بنفس مهامك اليومية ولكن بوتيرة هادئة ومريحة، فهو باختصار أسلوب حياة يشجع على اتباع نهج أبطأ في جوانب الحياة اليومية.
تم استلهام هذا المسار من إيطاليا أو للدقة من طريقة الطهي الإيطالية للطعام البطيء، وبالطبع هناك الكثير من مناهضي أسلوب الحياة هذا ومن ضمنهم مروجي تقنيات إنتاج الطعام للوجبات السريعة اللي غزت العالم خلال الثمانينيات والتسعينيات.
انتشر هذا الأسلوب ولم يعد يشمل الحياة المنزلية فقط، بل امتد ليدخل في مجالات أخرى وخلق مفاهيم جديدة مثل المال البطيء والمدن البطيئة، ودول مختلفة رأت أن الطريقة تلك في المعيشة قادرة على حل العواقب البيئية السلبية للرأسمالية مما يساعد في تحقيق أهداف الحركة الخضراء.
يركز اللايف ستايل البطئ على إن الحياة سريعة الخطى فوضوية، في حين أن الوتيرة الأبطأ تشجع على الاستمتاع بالحياة، وتجعل لدينا تقدير أعمق للتجارب الحسية، وتزيد القدرة على "العيش في اللحظة الحالية '' وعلى عكس توقعك فالحياة البطيئة لا تعني منع اعتماد تقنيات معينة مثل الهواتف المحمولة والإنترنت والوصول إلى السلع والخدمات، ولكن تعني أن المستخدم يقوم بأفعاله بهدوء ودون ضغط وليس لنيل انبهار أو جذب نظرات الآخرين.
يستخدم الاختصار SLOW بشكل شائع لتلخيص أهداف أسلوب الحياة البطيء. يشير الحرف "S" إلى الاستدامة ، ويشير الحرف "L" إلى المستوى المحلي ، بما في ذلك استخدام المواد والمنتجات التي يتم إنتاجها محليًا ، ويشير الحرف "O" إلى المنتجات العضوية ، مما يعني تجنب المنتجات التي تمت هندستها وراثيًا أو تم إنتاجها بكميات كبيرة، و يشير W إلى الكل ، بمعنى أنه لم تتم معالجته.
