رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لبنان: الفراغ الرئاسى يتواصل وسط غياب توافق القوى السياسية

لبنان
لبنان

يتخبّط لبنان في متاهة الفراغ الرئاسي التي شارفت على اتمام العام الأول بشغور منصب رئيس الجمهورية منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون أواخر أكتوبر الماضي، فيما يعاني البلد أزمات اقتصادية واجتماعية وسياسية طاحنة تهدد قدرة اللبنانيين على الصمود، وسط انقسام القوى السياسية المكونة للبرلمان حول اسم الرئيس التالي للبلاد.

ويرى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي اللبناني جورج العاقوري، أن استحقاق رئاسة الجمهورية أضحى مربوطًا بتوقف حزب الله وحركة أمل ومحور الممانعة عن التعنت، والإصرار على دعم مرشحهم سليمان فرنجية للمنصب.

قال العاقوري لـ"الدستور"، إن فرنجية لا حظوظ له؛ لأنه في الجلسة الأخيرة للبرلمان حصد عدد أصوات أقل من الوزير جهاد أزعور، وهو على سبيل التمثيل المسيحي حضوره ضعيف جدًا، ولم يحصد تياره "المردة" سوى مقعد واحد في البرلمان، في حين حقق حزب القوات اللبنانية 19 مقعدا.

أضاف المحلل السياسي اللبناني، أن حزب الكتائب حصد 4 نواب، فضلاً عن أن أغلبية النواب المسيحيين ليسوا مع فرنجية، فالرجل يتباهى أنه جزء من محور الممانعة، والمجموعة التي حكمت لبنان منذ اتفاق الطائف، وليس لديه الخبرة اللازمة لرئاسة الجمهورية، ويجب على حزب الله التوقف عن التعنت كما لو كان قد اختطف البلاد.

وأشار العاقوري، إلى أن إحدى النقاط السيئة والمحزنة، أن لبنان يتأقلم مع كافة الظروف التي يمر بها، وكالعادة اليوم يتأقلم مع الفراغ بتداعياته التراجيدية التي تسرع بالانهيار والانفجار.

ويشهد لبنان منذ صيف 2019 انهيارًا اقتصاديًا متسارعًا هو الأسوأ في تاريخ البلاد، فاقمه انفجار مرفأ بيروت في أغسطس 2020، وإجراءات مواجهة فيروس كورونا، فيما يحول الصراع على الحصص والنفوذ بين القوى السياسية دون انتخاب رئيس جديد للجمهورية خلفًا لـ ميشال عون.

ورجح البنك الدولي في تقرير سابق، من أن هذه الأزمة الاقتصادية والمالية ضمن أشد عشر أزمات، وربما إحدى أشد ثلاث أزمات، على مستوى العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر.

وحذر البنك الدولي من أنه في مواجهة هذه التحديات الهائلة، يهدد التقاعس المستمر في تنفيذ السياسات الانقاذية، في غياب سلطة تنفيذية تقوم بوظائفها كاملة، الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية المتردية أصلًا والسلام الاجتماعي الهش.