رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من القاهرة إلى طهران.. قصة زواج لم يستمر بين الأميرة فوزية وشاه إيران

الأميرة فوزية وزوجها
الأميرة فوزية وزوجها ساه إيران

"شقيقة الملك فاروق فوزية امرأة صاحبة جمال نادر غامض يجبرك أن تتمعن فيه بلا ملل ولا كلل إنها منحوتة فائقة الجمال".. هكذا وصفها الزعيم البريطاني ونستون تشرشل، الأميرة فوزية ابنة الملك أحمد فؤاد الأول والملكة نازلي.

عُرفت الأميرة فوزية، بجمالها وثقافتها العالية، ليصفها الكثير من الكتاب والمؤرخين، بأجمل بنات الملك على الإطلاق، هذا الجمال الرباني جعل ألسنة رجال السياسة تتحدث عنها، حيث قيل إنها أجمل أميرات العالم التي جمعت بين الغموض الشرقي والوضوح الأوروبي.

زواجها من شاه إيران

ذاع صيت جمالها، حتى سمع عنها شاه إيران رضا بهلوي، وسرعان ما طلب يدها لابنه محمد رضا بهلوي ولي العهد، من شقيقها الملك فاروق، وعندما عرض عليها "فاروق" فكرة الزواج من ولي عهد شاه إيران وافقت بناءًا على موافقة أخيها التي كانت تثق يرأيه.

وفي عام 1939، تم إجراء الخطبة ثم الزواج وأقيمت عدة ولائم وزفاف أسطوري، سافرت بعده الأميرة فوزية إلى إيران وهناك تم الاحتفال مرةً أخرى وصارت الأميرة فوزية إمبراطورة لإيران بدءً من 1941 م،  ورزق الزوجان بابنة وحيدة هي الأميرة شاهيناز بهلوي.

وكان للأسرة الملكية الإيرانية، سعادة بالغة بهذا الزواج، من الأميرة المصرية الحسناء، خاصة بعدما قيل إن الشاه رضا بهلوي "الوالد" أحب الأميرة فوزية حبَا كثيرًا وكان يعاملها كابنته وأحاطها بعنايته وحنانه وكان يحرص على وجودها بالقرب منه، أثناء تناول طعامه.

لماذا لم يستمر الزواج طويلًا؟

لم يستمر هذا الزواج، بسبب الخلافات بين الزوجين، حتى وصل تقريرًا سريًا إلى الملك فاروق من طهران، من أحد رجال الملك أن الإمبراطورة فوزية تعيش حياة غير سعيدة بل تعيسة جدا في حياتها مع الشاه، ويملأ الحزن قلبها داخل أرجاء القصر بإيران، ولما تمتكله فوزية من مكانة خاصة في قلب شقيقها الملك فاروق، سرعان ما طلب من الشاه أن يسمح لها بزيارة مصر لقضاء بعض الأيام ولتهنئة شقيقتها الأميرة فايزة على زواجها، فوافق "الشاه" وأرسل معها حاشية كبيرة إلى مصر ليحيطها بأكبر قدر من الإجلال كامبراطورة إيرانية.

وحينما علم الملك فاروق بالخلافات بينها وبين زوجها شاه إيران محمد رضا، قرر  الملك تطليقها من الشاه وقد بعث فاروق إلى السفير المصري في طهران بتسوية الأمور مع شاه إيران مع تبليغه ان سعادة الأميرة فوزية هي أهم شيء في الدنيا بالنسبة للملك.

مما أدى في النهاية إلى وقوع الطلاق بينهما سنة 1945م، وقد حجب الملك فاروق كل أخبار إيران عن الأميرة فوزية ومنع عرض أي فيلم تأتي فيه سيرة إيران عنها.

ماذا قال عنها شاه ايران" محمد رضا بهلوي"؟

وفيه مذكراته " التي كتبها بعد سنوات من طلاقه من "الأميرة فوزية"، قال عنها: كانت زوجتي الأميرة "فوزية" مؤنسة ومرحة، وكانت ذات ثقافة مصقولة تتقن الفرنسية والإيطالية والإسبانية والبرتغالية والإنجليزية والألمانية واليونانية والروسية والتركية بطلاقة بينما أنا ‏وأشقائى لا نتقن غير الفارسية والإنجليزية والفرنسية.

وأضاف: "بعد عشر شهور فقط من زواجنا استطاعت فوزية تعلم اللغة الفارسية إلا أنها كانت تتكلمها بلكنة فرنسية محببة للغاية.. وكانت فوزية فاتنة الجمال ولو أراد "بوتشيللي" أن يرسم لوحة لڤينوس مرة أخرى لن يجد أجمل من ملامحها فقد كانت صاحبة عينان ‏يتحالف فيهما اللونان الأخضر والأزرق بشكل خيالى كما كانت تمتلك وجه على شكل قلب بملامح رقيقة ومريحة".

وعن رحلتها من القاهرة إلى إيران، قال: عندما جاءت "فوزية "من القاهرة إلى طهران كانت كمن إنتقل من باريس إلى قرية صغيرة نائية حيث كانت القاهرة مدينة عالمية ذات مباهج كثيرة متنوعة الحركة والثقافة بينما كانت طهران ‏بالمقارنة بالقاهرة مدينة منسية.

وأيضًا وصف وجودها بالقصر الإيراني: "فوزية" جاءت وحملت معها رياح التغيير؛ فنساء البلاط الشاهنشاهى أصابهن الذهول من جمال الوافدة المصرية وأناقتها.. وأحدثت "فوزية "حالة بينهن من التنافس الخفى لمواكبة موضتها من أزياء وعطور ومجوهرات لكى يكونوا فى جمالها وأناقتها ولكن كل محاولاتهن باءت بالفشل.