رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

احتفال سفارة جمهورية فنزويلا البوليفارية بذكرى ميثاق الاستقلال الوطنى


فى يوم الخميس الموافق السادس من يوليو ووسط حشد من ممثلى عدد من السفارات ومجموعات التضامن مع الشعب الفنزويلى، والأحزاب السياسية، والصحفيين والإعلاميين أصدقاء جمهورية فنزويلا البوليفارية وشعبها. كان اللقاء مع السيد ويلمر أومار بارينتوس سفير دولة فنزويلا بالقاهرة، والسيدات والسادة أعضاء السفارة، للاحتفال بالذكرى السنوية "212" لتوقيع الميثاق الوطنى ويوم القوات المسلحة الوطنية البوليفارية. وتم الاحتفال بهذه الذكرى بعرض فيلم "المحرر" فى مركز الإبداع بدار الأوبرا المصرية.
بدأت الاحتفالية بعرض فيلم "المحرر"، وهو فيلم رائع متدفق الأحداث مع تصوير وإضاءة عالية التقنية، وموسيقى ملائمة للأحداث يحكى عن المحرر سيمون بوليفار وتصديه لمحاولة تقسيم وفصل فنزويلا عن كولومبيا الكبرى، ويستعرض الفيلم مدى شعبية هذا المحارب وحب الشعب له، وإصراره على خوض معارك التحرير لطرد الاستعمار الإسبانى، ورفضه أن يتوج ملكًا على بيرو عندما عرضوا عليه ذلك، وكان رده "إما أن أكون المحرر وإما أن أموت". 
قامت الثورة البوليفارية على قيم الحرية والمساواة والعدالة والسلام الدولى، وأصبح سيمون بوليفار رمزًا للوحدة الوطنية، والنضال المستمر، والتضحية بالنفس، من أجل الحرية والعدالة والأخلاق العامة ورفاهية الشعوب.
ويعتبر سيمون بوليفار، الذى ولد فى مدينة كاراكاس بفنزويلا فى 24 يوليو 1783 وتوفى عام 1830 عن 47 عامًا هو الأب الروحى والفاعل الأساسى فى التحرر الأمريكى ضد الإمبراطورية الإسبانية لـ 6 دول فى أمريكا الجنوبية "بوليفيا، وكولومبيا، والإكوادور، وبنما، وبيرو، وفنزويلا"، كما كان له الأثر الأكبر فى تحرر الأرجنتين وشيلى.
إن معركة الاستقلال بدأت فى 19 أبريل 1810 حين أسس مجلس كاراكاس حركة ناجحة من أجل خلع الحاكم الإسبانى وسرعان ما حذت حذوه مقاطعات فنزويلية، وبدأت حركة الاستقلال فى كل أنحاء فنزويلا، وحينها اندلعت حرب أهلية بين من يؤيدون الاستقلال، ومن يعتبرون أنفسهم ما زالوا جزءًا من الملكية الإسبانية، ولكن قاد سيمون بوليفار معركة الاستقلال التام متأثرا بأفكار عصر التنوير وقدوة الثورة الفرنسية، وتم إعلان استقلال فنزويلا فى 5 يوليو 1811 وتأسست بذلك جمهورية فنزويلا الأولى، وسقطت هذه الجمهورية فى 1812.
بعد ذلك قاد سيمون بوليفار حملة كبيرة بهدف استعادة فنزويلا، مؤسسًا جمهورية فنزويلا الثانية عام 1813، ولم تصمد أيضًا هذه الجمهورية وسقطت جراء مجموعة من الانتفاضات المحلية وإعادة الغزو الملكى الإسبانى.
ولم تحقق فنزويلا استقلالا مستمرا عن الاستعمار الإسبانى باعتبارها جزءًا من كولومبيا الكبرى إلا حين اندرجت ضمن أهداف حملة بوليفار للتحرير، ففى 17 ديسمبر 1819 أعلن "مؤتمر إنجوستورا "كولومبيا الكبرى" دولة مستقلة، وبعد عامين من الحروب نالت الدولة استقلالها عام 1821 تحت قيادة المحرر سيمون بوليفار وشكَّلت فنزويلا مع كولومبيا، وبنما، والإكوادور وبيرو دولة "كولومبيا الكبرى" حتى عام 1830، وهو العام الذى انفصلت فيه فنزويلا عن كولومبيا الكبرى وأصبحت دولة مستقلة ذات سيادة.
وعلى خطى المحرر بوليفار سار الرئيس هوجو شافيز، الذى عاش من أجل تحسين الأحوال المعيشية لشعبه، وإنصاف الفقراء، وتحقيق العدالة الاجتماعية، وأسس نموذجا للديمقراطية التشاركية، كما وقف ضد الإمبريالية الأمريكية وضد هيمنتها وسيطرتها على العالم وعلى المناطق النفطية والثروات والأسواق، واستطاع مع عدد من حكومات أمريكا الجنوبية من برجواى ونيكاراجوا وبوليفيا والبرازيل مواجهة الاحتكارات البترولية مما جعل الولايات المتحدة الأمريكية تضغط على حكومات أمريكا اللاتينية وتدعم المعارضة اليمينية لضمان مصالحها. كما تبنى الرئيس هوجو شافيزالقضايا العربية الهامة ومنها دعم القضية الفلسطينية ضد الوحشية الصهيونية.
ومازال الشعب الفنزويلى بقيادة الرئيس نيكولاس مادورو صامدا ويواجه بكل شجاعة ما فرضته الولايات المتحدة الأمريكية من عقوبات جائرة على فنزويلا من أجل تركيع شعبها ومن أجل فرض حكومة خاضعة وتابعة لأمريكا. 
إن الفنزويليين يحيون بفخر وطنى الذكرى 212 لتوقيع معاهدة استقلال فنزويلا التى تضمنت "نعلن نحن- ممثلي مقاطعات فنزويلا الموحدة- أن المقاطعات ستكون بالواقع والقانون دولا حرة ذات سيادة ومستقلة، وأن تكون معفاة من كل خضوع وتبعية".
لقد خلد التاريخ سيرة المحررسيمون بوليفار باعتباره أحد قادة حروب الاستقلال العظماء وباعتباره رمزًا قاد معارك استقلال دول أمريكا اللاتينية ضد الاستعمار الإسبانى. 
إن اللجنة الشعبية لدعم فنزويلا فى الذكرى "212" لتوقيع الميثاق الوطنى، ويوم القوات المسلحة الوطنية البوليفارية، تعلن تضامنها مع دولة فنزويلا دولة وشعبًا ورئيسًا، ضد هيمنة القطب الأمريكى وسياساته الرأسمالية المتوحشة التى تقوم على نهب ثروات الشعوب، وفرض العقوبات الاقتصادية لإخضاعها. كما تطالب اللجنة الشعبية برفع العقوبات الجائرة عن فنزويلا وكل الدول من أجل عالم يسوده الاستقرار، ومن أجل نهضة وتقدم البلاد لتحقيق مصالح الشعوب فى النمو والرخاء والعدالة الاجتماعية ومن أجل عالم خالً من العنف، يسوده السلام.