رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف كشفت حادثة نائل عن الانقسامات داخل المجتمع الفرنسى؟

ماكرون
ماكرون

أكدت شبكة "إيه بي سي نيوز" الأمريكية، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون كان بحاجة إلى مساعدة الحلفاء في حكم فرنسا حتى في الأوقات العادية.

وتابعت أنه لإنجاز بعض الأمور، عمل الرئيس الفرنسي مع اليمين التقليدي، حيث ساعده يسار الوسط على تحقيق أهداف أخرى، حيث كان التحدي أكبر من أي تحدٍ واجهه زعيم فرنسي منذ أكثر من عقدين، فقد كان عليه إقناع السياسيين في جميع أنحاء الجمعية الوطنية في البلاد بدعم حتى المشاريع المحلية الصغيرة.

استقطاب سياسي وتوترات داخلية

وأضافت أن فرنسا أصبحت في حالة استقطاب سياسي ومن المستحيل على ماكرون التعامل مع الأزمة بسهولة، حيث أدت لاضطرابات في جميع أنحاء البلاد.

وتابعت أنه في غضون ذلك، أصبح خصوم ماكرون من اليمين المتطرف أكثر جرأة، حيث بدأت شخصية يمينية متطرفة مثيرة للجدل، حملة عبر الإنترنت لجمع التبرعات لعائلة ضابط الشرطة الذي أطلق النار على المراهق، مادحة إياه باعتباره شخصًا "قام بعمله ودفع ثمنًا باهظًا مقابل ذلك"، وسرعان ما جمعت الحملة أكثر من 1 مليون يورو من عشرات الآلاف من الناس، الأمر الذي صدم الكثيرين وأثار نداءات من الجماعات المناهضة للعنصرية والسياسيين اليساريين لإغلاقه، وتخشى الحكومة من أن ذلك يؤجج التوترات.

تحديات ماكرون

وأشارت الشبكة إلى أن ماكرون يواجه تحديات كبرى وصعوبات بالغة منذ فوزه في الانتخابات الرئاسية خلال العام الماضي، حيث كان هدفه الكبير الأول هو رفع سن التقاعد من 62 إلى 64، وهو ما كان عليه أن يفرضه على البرلمان، ثم كان يأمل في إعادة تصنيع فرنسا وتحسين ظروف العمل ووضع اللمسات الأخيرة على مشروع قانون جديد للهجرة، وفي الخارج ، دافع ماكرون عن السيادة الأوروبية والاستقلال في مجالات تتراوح من الاقتصاد والطاقة إلى الدفاع.

وتابعت أنه يبدو أن هذه الأحلام تتساقط الآن، مع تفاقم الأزمات الداخلية سواء السياسية أو الاجتماعية أو الاقتصادية، حيث قطع زيارته لقمة أوروبية في بروكسل الأسبوع الماضي لعقد اجتماع أزمة مع حكومته، وخلال الأسبوع الحالي، كما طالب بتأجيل زيارته الرسمية   إلى ألمانيا كان من المفترض أن تظهر قوة الصداقة الثنائية على الرغم من الخلافات حول الطاقة والدفاع والاقتصاد، من بين قضايا أخرى.

أزمات متتالية لماكرون

وأوضحت الشبكة أن التغيرات المتتالية على أجندة الزعيم الفرنسي الخارجية، تعكس الحالة غير المريحة والأزمات التي يواجهها ماكرون منذ 3 أشهر، خصوصًا بعد تأجيل زيارة الملك تشارلز الثالث لفرنسا بسبب الاحتجاجات العنيفة ضد تغييرات المعاشات التقاعدية.

وقال المستشار الألماني أولاف شولتز إنه يراقب الوضع في فرنسا بقلق.

وتابعت أن السؤال المطروح الآن على ماكرون هو ما إذا كان بإمكانه حشد ما يكفي من التحمل لمواجهة الوضع السياسي في الداخل.

قال لوك روبان، باحث أول في المركز الوطني للبحوث العلمية (CNRS): "المشكلة هي أنه لا يزال أمامه أربع سنوات أخرى".

وأشار إلى أن ماكرون واجه سلسلة من الاحتجاجات واضطرابات الشوارع، بدءًا بحركة السترات الصفراء ضد الظلم الاجتماعي الذي اندلع في 2018.

وقال روبان إن ماكرون "ليست لديه فرصة كبيرة لرفع شعبيته مرة أخرى باستثناء توزيع الدعم"، وهو أمر صعب أيضًا بسبب عبء الديون الثقيل على فرنسا.