رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تزامنًا مع ذكراه اليوم.. من هو القدّيس أندراوس الأورشليمي رئيس أساقفة كريت؟

كنيسة
كنيسة

تحتفل الكنيسة الكاثوليكية في مصر اليوم بذكرى رحيل القدّيس أندراوس الأورشليمي رئيس أساقفة كريت.

من هو القدّيس أندراوس الأورشليمي رئيس أساقفة كريت
 
ولد القدّيس أندراوس في دمشق حوالي العام 660.

 كان في سنينه السبعة الأولى محرومًا من النطق، ولم ينعتق من هذه العلّة إلّا بمساهمة القرابين المقدّسة،مذ ذاك برزت لديه مواهب غير عاديّة لا سيّما في البلاغة ودراسة الكتاب المقدّس، نذره ذووه لخدمة كنيسة القيامة في أورشليم.

لاحظ قائم مقام البطريرك، ثيودوروس، مواهب أندراوس فجعله ابنه الروحي، وراح يعدّه ليكون خلفًا له، رغم صغر سنّه.
فعيّنه أمينًا للوثائق البطريركيّة ومسؤولاً عن الشؤون الكنسيّة.

بهذه الصفة أُوفد إلى القسطنطينية بمعيّة شيخين قدّيسين ليقدّم للإمبراطور والبطريرك اعتراف إيمان كنيسته دعمًا لإدانة هرطقة المشيئة الواحدة، وفيما عاد الشيخان القدّيسان إلى فلسطين، بقيّ االقدّيس أندراوس في العاصمة المتملّكة حيث توفّرت له ظروف مواتية للصلاة والدراسة والأعمال الرسوليّة.

فضائل االقدّيس أندراوس جعلت بطريرك القسطنطينية يسيمه شمّاسًا في كنيسة القدّيسة صوفيا، كما أوكل إليه مهمّة العناية بدار رعاية القدّيس بولس وملجأ الفقراء.

وعلى مدى عشرين سنة ثابر بغيرةٍ كبيرةٍ على إدارة مؤسستي الإحسان هاتين بحيث نمتا وتحوَّلتا إلى ميناءين للخلاص بفضل حثّه على التوبة والفضيلة.

نجح في عمله حتىَّ أنّه في عام 711 صار رئيس أساقفة على كريت، وبقي اسمه مرتبطًا بها اذ نقول اندراوس الاقريطشي أو الكريتي.

لكن قبل أن يغادر إلى موقعه الجديد انقلبت الأمور في القسطنطينية، فاغتصب فيليبيكوس العرش وأُطيح بالبطريرك كيروس وعُين يوحنا السادس محلّه.

مهمّة هذا الأخير كانت إلغاء قرارات المجمع السادس وإنعاش هرطقة المشيئة الواحدة، ويبدو أن قدّيس الله رضخ في ذلك الحين، لضغط السلطة الجديدة عليه. ولكن ما إن استُبعد فيليبيكوس بعد سنتين حتى عاد اندراوس إلى نفسه تائبًا معترفًا بمشيئتين في المسيح.

ورد أنّه ردّ بصلاته هجمة للعرب المسلمين ضد جزيرة كريت ونجّى الجزيرة من موجة جفاف بالدعاء والدموع وصدّ وباءً ضرب البلاد.

كان الكل لكل واحد، غادر كريت إلى القسطنطينية وعزّز الدفاع عن الإيمان القويم في شأن الإيقونات وإكرامها.

- رمّم القدّيس اندراوس الكنائس والأديرة وأسّس كنيسة لسيّدة بلاشيرن ذكرًا للكنيسة التي تحمل الاسم نفسه في القسطنطينية.
- نظَّم ملجًأ للمرضى والعجرة والمعوزين. دعمه له لم يكن بالمال وحسب، بل بالحضور الشخصي، بالدرجة الأولى، هكذا وجد معتنيًا بذوي العاهات بنفسه بالعمل اليدوي الطيّب وكلمة العزاء معًا، وكتب عدد كبير من الكتب والمقالات الليتورجيا.

ورقد القدّيس أندراوس الأورشليمي في 4 يوليو سنة 740 أثناء رحلته إلى جزيرة ميتيلين. المفارقة أنّه عرف مسبقًا ساعة انتقاله من هذا العالم بنعمةٍ من الله.