رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مواطنون عن ذكرياتهم مع 30 يونيو: كان يوم الخلاص ونبكى عندما نتذكره

٣٠ يونيو
٣٠ يونيو

بعد 10 سنوات من انطلاق ثورة 30 يونيو التي هبت لنزع فتيل الجماعة الإخوانية من الحكم، مازالت ذكريات الكثير من المصريين مع هذا اليوم محفورة بكافة تفاصيلها كذلك لم تجف مشاعرهم التي صاحبت أحداثه، وكأنه لم يمر عليها سوى لحظات وليس العديد من الأعوام.

عدد من المواطنين استرجعوا ذكرياتهم مع "الدستور" حول يوم 30 يونيو، والثورة ضد حكم الجماعة الإرهابية.


مصطفى: لم أتردد لحظة في النزول والمشاركة

مصطفى فرج 40 عامًا يعمل بشركة تأمين أوضح أنه في يوم 30 يونيو لم يتردد لحظة للنزول إلى ميدان التحرير، والثورة ضد حكم الإخوان حتى إسقاطهم قائلًا: "كنت حاسس إن البلد خربت بسببهم، وإنهم ما ينفعش يستمروا يوم واحد تاني في الحكم".

وتابع أنه أدرك حينها أن الأمر لم يقتصر على المُشكلات المحلية بل والكوارث التي نشأت عن حكم الإخوان فقط، بل أنه تعدى إلى ما هو أخطر من ذلك، وهو أرض الوطن نفسها التي أصبحت في خطر حينما حاول الإخوان بيعها للأعداء الخارجيين "كانوا عايزين يبيعوا البلد".

وأضاف أنه وعلى الرغم من أن أصغر بناته كانت لا تزال رضيعة حينها، إلا أنه لم يخش النزول وقتها للثورة ضد هذه الجماعة الإرهابية فهو يخاف على مستقبل ابنته أكثر من خوفه على حياته، وحينها أدرك أن مستقبل ابنته في خطر محدق، بل أنه لا يوجد لديها خطر من الأساس إلا الدمار مع تلك الجماعة الإرهابية الدموية.
 

حياة السيد: كنت أتابع عبر شاشات التلفاز وأبكي

السيدة حياة السيد ربة منزل 60 عامًا أوضحت أنه نتيجة مرضها وإجرائها إحدى العمليات الجراحية في ساقيها قبل ثورة 30 يونيو بأيام، لم تستطع المشاركة الفعلية في ثورة 30 يونيو، وهو الأمر الذي أحزنها كثيرًا إلى اليوم.

وأوضحت أنها تابعت عبر شاشات التلفاز لحظة بلحظة ملايين المصريين الذين خرجوا في مشاهد مهيبة قائلة: "كنت أبكي من فرحتي بالشعب المصري، وأبكي في الوقت نفسه خوفًا على الوطن من هؤلاء، وخوف من ألا تنجح الثورة في إسقاط هذا الحكم الظالم".

أضافت أنه عند نجاح الثورة في إسقاط حكم الإخوان، أخذتها الفرحة لتوزيع مشروبات غازية على جيرانها احتفالًا بهذا الأمر، موضحة أن ثورة 30 يونيو ستظل واحدة من أهم الثورات ليس في مصر فقط بة في العالم، مشيرة إلى أنها تابعت ردود أفعال العالم حول هذه الثورة وضرب كثير من الدول المثل بهذه الثورة كنموذج للثورات العظمى.

 

منال: "رددنا شعارات من القلب غير متفقين عليها"

منال ابراهيم سيدة ثلاثينية قالت في حديثها لـ"الدستور"، إنها نزلت إلى الشارع في يوم 30 يونيو على الرغم من خوف أهلها في البداية عليها ومحاولة منعها ذلك، مشيرة إلى أنها لم يصبها حينها التردد لحظة للتواجد داخل الميدان مهما كانت المخاطر.

وتابعت أنه وعلى الرغم من أنها في البداية كانت لا تهتم بالأمور السياسية إلا أن ما شهدته من أفعال عنف وجهل من هذه الجماعة تجاه الشعب المصري ومصر جعلتها لا تكف عن مواجهتها، وشعرت حينها أن ذلك واجب عليها وفرض، وذلك إلى أن جاء يوم 6/30 الذي وصفته بيوم الخلاص الأكبر.

وأضافت بقولها: “كنا نردد شعارات داخل الميادين تنبع من قلوبنا غير متفقين عليها، شعار بشهدائنا الذين راحوا على يد هذه الجماعة دون رحمة أو هوان، شعار يندد بالدم الرخيص الذي أراقته هذه الجماعة لكل معارض لم يقبل فكرها المتطرف وحاول منعها ذلك الفكر الذي وصفته بأن واحدًا من أهدافه الأولى هو إشعال نيران الطائفية في مصر إلى أن يتم إسقاطها، والسيطرة عليها وكأنها ولاية أو إمارة إسلامية”.

 

فاطمة: "اصطحبت أطفالي وفوجئت بخوفهم على الوطن"

فاطمة الزهراء سيدة خمسينية ربة منزل تصف أنها كانت تنزل إلى الشارع منددة بحكم جماعة الإخوان ومطالبة بإسقاطه وتصطحب أولادها الأربعة معها وذلك قبل ثورة 30 يونيو حتى يوم الثورة.

تصف شعور أولادها قائلة: “فوجئت إن أولادي خايفين على مصر كده”، مشيرة إلى أن ابنها الأكبر والذي كان عمره 27 عامًا قال لها وقتها “أنا حاسس إني مش في مصر.. حاسس إن أنا في دولة إرهابية من أول ما الناس دي مسكوا البلد”، لافتة إلى أنه لذلك أصر على النزول والتعبير عن رأيه بالثورة ضد تلك الجماعة.

كما قالت فاطمة إن أطفالها الثلاثة الآخرين عندما كانوا يروا في التلفاز مشاهد العنف والقتل التي قامت بها الجماعة وشركاؤها حينها كانوا يتوجهون لها بالسؤال قائلين: "ليه ده بيحصل في مصر؟" وصفت أنها كانت ترد عليهم بأن هناك جماعة تدعي الحق والدين حكمت الدولة وتحاول قتل أبنائها ظلمًا ولن تستمر، لذا شارك أطفالها في الثورة بكل حماس، وهم إلى الآن لن ينسوا تلك المشاهد وهذه اللحظات.


سيد: "أسعد لحظات حياتي وسأظل أحكيها لأولادي"

سيد فرج مهندس زراعي 45 عامًا، أوضح أن يوم 30 يونيو سيظل واحدًا من أسعد أيام حياته، مشيرًا إلى أنه كان قد شعر بإحباط واكتئاب منذ تولي الإخوان الحكم، نظرًا لأنه يعلم تاريخهم الأسود، وما فعلوه من كوارث داخل وخارج مصر.

وتابع أنه بعد تولي تلك الجماعة الحكم تأكد له يوم بعد يوم انطباعاته عنها مما جعله يتيقن أنه أصبح فرضًا على كل مصري التحرك لخلعها من على كرسي الحكم إنقاذًا لدولته وشعبها.

وأضاف أنه لذلك نزل إلى ميدان التحرير وجاب مع باقي الثائرين شوارع وكباري مصر، وكان ضمن الجموع الغفيرة الملاينية التي خرجت في صورة تشرف مصر بأبنائها الذين وقفوا أمام أعدائها وعلى رأسهم هذه الجماعة المسمومة.  

وتابع: “كنت فرحان جدًا وأنا ماشي وباهتف ضد الجماعة” يقولها سيد موضحًا أنه سيظل يروي لأولاده عن هذه اللحظات، وعن بسالة شعب مصر وجيشها.