رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العنصرية.. وباء قديم يفتك بشوارع فرنسا

فرنسا
فرنسا

تشهد شوارع مدن فرنسا احتجاجات عارمة أعقاب مقتل الشاب نائل على يد عناصر الشرطة، فيما قررت السلطات إعلان حظر التجوال الليلي في 10 بلديات تابعة للعاصمة باريس، إثر أعمال الشغب التي أرجأت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي كانت مقررة إلى ألمانيا.

وقال المحلل السياسي المقيم في فرنسا نزار الجليدي، إن ما يحدث في باريس نتاج تراكمات قديمة، حيث فقد جيل الشباب الحالي الثقة في السلطات الحاكمة، وهي أحداث لم تتكرر بهذا الزخم منذ العام 2005، حيث تغير الجيل الجديد.

وأضاف الجليدي لـ"الدستور"، أن فرنسا اليوم، وبعد مقتل الشاب نائل بتلك الصورة البشعة تزايدت الاحتجاجات بشكل كبير، فاق التوقعات، حيث لم يحترم الأمن الإنسانية، والقوانينالمنظمه لعمله.

وأشار إلى أن هناك وجهان للاحتجاجات العارمة التي تضرب البلاد، الأول يتمثل في الغاضبين على السلطة وغطرسة الشرطة، والوجه الآخر هم المخربون الذين انجروا وراء دعوات العنف، وهاجموا المقرات الرسمية لمؤسسات الدولة. 

وأوضح أن الأمور تتجه نحو التهدئة، لكن بشكل حذر جدا، بعد ليال عاصفة بالعاصمة باريس، وصلت حد محاولة حرق منزل رئيس إحدى بلديات ضواحي باريس.

وتابع بقوله: يبدو أن هناك فرقا شاسعا بين مكونات فرنسا، بين الشعب والشباب والسلطة والشرطة، فيما يدعو لقراءة أخرى للمشكلة، ولا بد من الابتعاد عن الغطرسة والسلاح الأمني وإعادة مفهوم الاندماج.

ونوه بأن الفئات المستهدفة من هذا العنف الشرطي هم أبناء المهاجرين، لكنهم فرنسيون بالأساس، وأصل المشكلة هو تنامي العنصرية تجاه هؤلاء، وقد حان الوقت للتعامل مع هذه المسألة بمقاربة جديدة.

وكانت مؤسسة مصر السلام للتنمية وحقوق الإنسان، أعربت عن بالغ قلقها إزاء الأحداث المتصاعدة في فرنسا، على خلفية مقتل نائل ذو الأصول الجزائرية برصاص قوات الشرطة الفرنسية، ودخول عدة مدن فرنسية سلسلة من الفوضى وأحداث العنف التي نتج عنها حتى الآن حرق ونهب العديد من الممتلكات العامة والخاصة، واندلاع مواجهات عنيفة بين المحتجين وقوات الشرطة، ومن ثم القبض على مئات المحتجين وسقوط العديد من المصابين، في واحدة من أسوأ الاحتجاجات التي شهدتها فرنسا في الآونة الأخيرة.