رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عيد الأب


عيد الأب هو يوم احتفال اجتماعي عالمي يحتفل فيه العالم بفضل الآباء أو من يقومون مقامهم، يختلف يوم الاحتفال بعيد الأب من دولة إلى أخرى، ولكن الهدف منه هو الاعتراف بالفضل والجميل للآباء في حياة الأبناء.
تحتفل معظم الدول العربية بيوم الأب في ٢١ من يونيو باستثناء بعض الدول، وهي: فلسطين - سوريا - اليمن - موريتانيا - السودان - جيبوتي - الصومال.
 ويعود الفضل في تخصيص يوم للاحتفال بعيد الأب عالميًا إلى الأمريكية (سونورا لويس سمارت دود) بولاية ميتشجان بالولايات المتحدة الأمريكية حين كانت تستمع إلى موعظة يوم الأحد عن الأم، وكانت أم (سونورا) قد توفت وتركتها وأخواتها صغارًا وقد قام برعايتهم الأب وسهر على راحتهم، فأرادت أن تعترف بفضل والدها تجاهها وأخواتها الست، فقدمت عريضة تطالب فيها بتخصيص يوم للأب، وأيد هذه العريضة الكثير من الجهات وتوّجت جهودها بالنجاح في ١٩ من يونيو عام ١٩١٠ عندما احتفلت مدينة سبوكين بأول عيد أب، ثم انتشر الاحتفال بهذا اليوم بعد ذلك عالميًا.
كتبت الكاتبة والصحفية الأمريكية الراحلة "إيرما بومبيك":
لم يكن  أبي يفعل شيئاً، فلماذا افتقدته الى هذا الحدّ؟
عندما كنت صغيرة بدا لي أن الأب مثل مصباح الثلاجة، ففي كل بيت مصباح في الثلاجة لكن لا أحد يعرف تماماً ماذا يفعل حين ينغلق باب الثلاجة.
كان أبي يغادر البيت كل صباح وكان يبدو سعيدا "برؤيتنا ثانية" حين يعود مساء". كان يفتح سدادة قارورة المخللات على المائدة حين يعجز الجميع عن فتحها. كان الوحيد في البيت الذي لا يخشى النزول بمفرده إلى القبو. كان يجرح وجهه وهو يحلق ذقنه، لكن أحداً لم يتقدّم ليقبله أو يهتم بما حصل له. حين يمرض أحدنا  نحن الأولاد كان هو من يذهب للصيدلية لإحضار الدواء.
كان دائماً مشغولاً، كان يقطع أغصان الورد في الممر لباب المنزل ليومين ویعاني من وخزات  الأشواك ونحن نسير للباب الأمامي للمنزل. وهو الذي كان (يُزيت) عجلات مزلاجي كي تجري على نحو أسرع. وحين حصلت على دراجتي الهوائية كان هو الذي يركض إلى جانبي، وقطع ألف كيلومتر على الأقل قبل أن أسيطر عليها وحدي وأتعلم القيادة. 
هو الذي كان يوقع بيانات علاماتي المدرسية. وقد أخذ لي صوراً لا تحصى دون أن يظهر في واحدة منها. وهو الذي كان يشد لأمي حبال الغسيل المرتخية. وكنت أخاف من آباء كل الأولاد، إلا أبي لا أخاف منه. 
أعددت له الشاي ذات مرة وكان عبارة عن ماء فيه سكر دون شاي، ومع ذلك جلس في المقعد الصغير وأخبرني أنه كان لذيذاً، وبدا مرتاحاً جداً. 
عندما كنت ألهو بلعبة البيت كنت أعطي الدمية الأم مهمات كثيرة، ولم أكن أعرف ماذا أوكل من الأعمال للدمية الأب، لذلك كنت أجعله يقول: إنني ذاهب للعمل الآن، ثم أقذف به تحت السرير!
وذات صباح، عندما كنت في التاسعة من عمري لم ينهض أبي ليذهب الى العمل، ذهب إلى المستشفى ووافته المنية في اليوم التالي.
ذهبت إلى حجرتي وتلمست تحت السرير بحثاً عن الدمية الأب، وحين وجدته نفضت عنه الغبار ووضعته على الفراش.
لم أكن أتصور أن ذهابه سيؤلمني الى هذا الحد، لكن ذهابه لا يزال يؤلمني جدا حتى الآن وافتقده.
تحية لكل أب يعمل في صمت وقلبي مع كل إنسان فقد أباه!!