رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الليلة الموعودة.. كيف يمكن لـ"كولر" العودة بـ"الأميرة السمراء" من "مركب محمد الخامس"؟

كولر
كولر

- العودة إلى «4/4/2» دفاعيًا وقت افتقاد الكرة فى البدايات

- دعم تاو وهانى بـ«ديانج» وعلى معلول بـ«الشحات» ومروان بـ«حمدى»

- بدء الظهور فى نصف ملعب الوداد بعد أول 5 دقائق من اللقاء

- إرسال كرات طولية فى المساحة خلف جبران والحسونى والجعدى 

«أنا أكثر خبرة من كولر فى الكرة الإفريقية».. بهذه الكلمات تفاخر سفين فاندنبروك، المدير الفنى لفريق الوداد البيضاوى المغربى، قبل أيام قليلة من مباراة إياب نهائى دورى أبطال إفريقيا، ويراها أقرب لفريقه وفقًا لنتيجة الذهاب التى انتهت بفوز الأهلى بهدفين مقابل هدف وحيد.

بعد التقدم بهدفى «تاو» و«كهربا» فى القاهرة، لم يلتزم الثنائى ومعهما حسين الشحات بالأدوار الدفاعية، فبقى ثلاثتهم فى الثلث الأخير من الملعب انتظارًا لتسجيل الهدف الثالث، فكان العقاب حاضرًا بهدف «بوهرة»، الطعنة التى حولت «سوشيال ميديا الأهلى» على مدار أسبوع كامل إلى «لطميات»، لم تخفف حدتها كلمات «كولر» فى المؤتمر الصحفى بأن الأهلى هو الطرف الفائز، ولا حملات النادى عبر أدواته الإعلامية فى الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعى.

تعامل جمهور الأهلى مع هدف «بوهرة» وكأنه زلزال دمر كل شىء، ورغم أنه مثّل حالة من الضغط على اللاعبين وصورهم مهزومين رغم الانتصار، إلا أن أثره فى استفزازهم ورفع معدلات التركيز فى الإياب سيكون إيجابيًا بلا شك، فما جرى طيلة الأيام الماضية يجعل اللاعبين يدخلون المباراة غير متكئين على الانتصار المهزوز فى القاهرة، ويدفعهم للعب جولة جديدة بروح أكثر يقظة وطاقة أعلى حدة.

فى المقابل اتسم المعسكر المغربى بالفرح، وعاش «الوداديون» حالة احتفالات مبكرة سيطرت على الأغلبية، وترجمها المدير الفنى فى تصريحاته باعتبار أن نتيجة القاهرة مكسب، وأنها تقربه إلى البطولة أكثر من الأهلى، رغم أنه الفريق الذى فى حاجة للتسجيل والانتصار، وليس منافسه الأهلى.

فى ظل هذه المعطيات.. ما السيناريوهات المحتملة لقمة الليلة؟

فى القاهرة دافع «فاندنبروك» برغبته تارة ورغمًا عنه فى الكثير من الأوقات، فمنطقى أن يترك الكرة والحيازة لفريق الأهلى، لكن الذى كان إجباريًا هو حصاره فى الثلث الأخير طوال الشوط الأول، وفشله فى تمرير الكرة، لدرجة وصلت بالأهلى إلى حيازة بنسبة ٨٢٪، بعد نصف ساعة فقط من هذا الشوط.

لم يكن «فاندنبروك» ولا لاعبوه يتخيلون تلك الحدة والشراسة من أهلى عرفناه مؤخرًا بالتوازن وعدم الاندفاع، تحديدًا بعدما استبدل مدربه السويسرى سياسته المقامرة هجوميًا عقب مونديال الأندية وهزيمة صن داونز القاسية.

لكن ما جرى فى هذه الليلة عبّر عن أهلى متوحش تقدم للهجوم بـ٧ لاعبين، وكان ظهيراه محمد هانى يمينًا وعلى معلول يسارًا، طوال الوقت فى الثلث الأخير من الملعب وعلى مقربة من منطقة الخصم.

سيناريو مفاجئ أربك الوداد، لكن بخبرات لاعبيه كان الصبر مفتاحه، ورغم استقبال هدف واثنين لم يفقد الفريق الاتزان، حتى مع التقدم للأمام فى محاولة لتعويض النتيجة وتقليل الفجوة.

فى الإياب سيختلف الأمر تمامًا، فالوداد مُطالب بالتسجيل، فهل يتقدم ويضغط من البداية؟

المنطق يقول مع حماسة جماهير مركب محمد الخامس وطاقة البدايات، واكتمال المخزون البدنى للفريق، ما يجب أن يفوّت فرصة التقدم والانطلاق والضغط، وهو السيناريو الأقرب، ضغط عالٍ من الدقيقة الأولى ومحاولة خنق الأهلى وحصاره.

التبديل الذى سيُحدث تنوعًا فى خطة الفريق المغربى هو الشكل الذى اختتم به الذهاب، يدخل محمد أوناجم كجناح أيمن، ويعود رضا الجعدى إلى مركزه الطبيعى كمحور على يمين يحيى جبران، ويقابله أيمن حسونى، فيصبح الرسم الخططى «٤/٣/٣».

«فاندنبروك» قد يميل إلى استنساخ ما فعله «كولر» فى القاهرة كمسار يبدأ به المباراة، ظهيران يتقدمان للدعم الهجومى هما أيوب العلمود يمينًا ويحيى عطية الله فى اليسار، وجناح يلعب على الخط هو «أوناجم»، وآخر يقتحم العمق هو «بوهرة»، ويترك الخط الأيسر دائمًا لـ«عطية الله». 

كما سيعول على أدوار متقدمة لكل من أيمن الحسونى ورضا الجعدى، والأخير بالتحديد سيتحول فى البدايات إلى مهاجم ثانٍ بالقرب من «سامبو» لاستقبال العرضيات، التى سيسعى الوداد لظهورها بكثافة غابت فى القاهرة، بينما ستبقى أدوار «الحسونى» فى جزء أقل تقدمًا بحثًا عن التدوير والتحكم والسيطرة.

فى المقابل، فإن «كولر» أمام خيارين، أولهما مطاردة الوداد والبحث عن خطف السيطرة منه عبر نفس سياسة الضغط المتقدم. لكن وسط الصخب الجماهيرى قد تكون هذه السياسة صعبة، فتجعل المسار الثانى أكثر منطقية، وهو التعويل على سياسة الضغط المتوسط، بعد دائرة الوسط بالتحديد.

مُطالب الأهلى فى الجزء الأول من المباراة بالعودة إلى طريقة «٤/٤/٢» دفاعيًا وقت افتقاد الكرة، عبر تحول أليو ديانج إلى جناح أيمن يدافع مكان بيرسى تاو أمام محمد هانى.

ومُطالب، أيضًا، ببقاء «تاو» كمهاجم ثانٍ فى منظومة الضغط مع «كهربا»، وعودة حسين الشحات للالتزام بكامل أدواره الدفاعية مع على معلول، لتأمين الجهتين تمامًا من خطورة الكرات العرضية.

أى سرحان فى البدايات لـ«ديانج» أو «الشحات» أو تقاعس عن تقديم الدعم، وكذلك عدم التزام حمدى فتحى بالعودة لدعم مروان عطية فى الارتكاز، سيخلّف «الثغرة» التى سيبحث عنها الوداد. أما الدفاع بدقة والالتزام الكامل وامتصاص حماسة الانطلاق، فيعنى النجاة من «نصف المعركة».

بعد أول ٥ دقائق لا بد أن يكون للأهلى تواجد فى نصف ملعب الوداد، وهذا يحدث عبر تحرر «تاو» و«الشحات» من الخط، واستلام الكرة خلف يحيى جبران، لاعب الارتكاز، وستظهر تلك المساحة لأن الحسونى والجعدى سيتقدمان وسيتركان المساحة، وكلما جرى ذلك مبكرًا، حضرت الشكوك فى نفوس لاعبى الوداد.

الأهلى بحاجة لتفعيل قوة التحولات التى برع فيها «كولر»، عبر إرسال كرات طولية دقيقة فى المساحات التى ستظهر بين الخطوط وخلف يحيى عطية الله، الذى يواجه نقصًا بدنيًا بسبب أدواره المركبة هجوميًا ودفاعيًا، ولا يوفر له قلب الدفاع زولا الأمان الكامل.

وأكثر ما يحتاجه الأهلى فى تحولاته، الليلة، الدعم الذى سيقدمه حمدى فتحى لثلاثى المقدمة، وحمايتهم من فكرة العزل التى قد يفعلها الوداد، بإبقائه دائمًا فى نصف ملعبه وتغيبه عن الأدوار الهجومية، فتوقيت وصوله وتقدمه سيمثل النقلة التى يحتاجها «المارد الأحمر».

إذا استقبل الأهلى هدفًا مبكرًا فهذا لا يعنى نهاية كل شىء، بل على النقيض قد يكون المفتاح الذى يحرر الفريق من الخوف ويدفعه للعب بشكله الاعتيادى وخروج لاعبيه وظهيريه إلى الأمام مثلما جرى فى القاهرة، وهنا يستطيع تشكيل الخطورة، وهو أقدر على التسجيل مرة واثنتين إذا حدث ذلك.

بينما تأخر الهدف والاتكاء على تقدم القاهرة سيكون خطرًا قد يقتل الأهلى فى الخواتيم، لذلك البحث عن إيجاد المساحة واقتناص الهدف هو فرض على الأهلى بإحدى جزئيات المباراة، ولا غنى عنه.

يتميز الأهلى فى هذه المواجهة بقوة الدكة، فمحمد شريف على سبيل المثال يمكنه أن يحدث تحولًا كبيرًا إذا دخل وجعل الأهلى بمهاجمين صريحين حال تأخر النتيجة.

كذلك بمقدور «كولر» تكثيف عدد مهاجميه بتخليه عن أليو ديانج والدفع بـ«أفشة» فى محور الوسط لصناعة اللعب، مع تقدم أكثر وتحرر حمدى فتحى وتحوله إلى مهاجم.

بينما فى دكة الوداد الأمر مختلف والجودة أقل بعد إصابة زهير المترجى وغياب عبدالله حميود، لذا إذا كانت النتيجة مرهونة بالخطوط، فإن أوراق الأهلى أكثر حسمًا وخطرًا.