رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من الكتابة القصصية إلى تصميم الأزياء نجوى عتيبة: الأناقة هي ارتداء ما يناسب الشخصية

بورتريه للكاتبة ومصممة
بورتريه للكاتبة ومصممة الملابس نجوى منير عتيبة

تقول الكاتبة ومصممة الأزياء نجوى عتيبة إنها لا تتوقف عن القراءة، لكنها توقفت عن الكتابة منذ وجدت شغفها في تصميم الأزياء، وعندما سألتها: ألن تعودي إلى الكتابة مطلقًا؟ قالت: الكتابة نداهة، إذا ندهتني أعرف أنني سأستجيب، لكني مشغولة عنها كليًا بالأزياء في الفترة الحالية. وتضيف: القراءة والكتابة علماني النظر إلى الأمور في عمقها، ومعرفة معانيها البعيدة، حتى لو كانت تخص أشياء تبدو من المظاهر مثل الأزياء.


مصممة الأزياء الشابة نجوى عتيبة بحثت عن شغفها كثيرًا، مارست الكتابة الأدبية حتى وصلت إحدى قصصها إلى القائمة الطويلة لجائزة غسان كنفاني، لكنها شعرت أن روحها تتوق لأمر آخر، حتى طلبت منها أختها الطالبة بقسم اللغة الإنجليزية بكلية التربية تنفيذ فستانين لشخصية ديدمونة التي تقوم الأخت بتمثيلها باللغة الإنجليزية بالكلية. صممت نجوى الفستانين ونفذتهما في ليلة واحدة، واكتشفت أن هذا ما تبحث عنه، وأن تصميم وتنفيذ الملابس هو شغفها، وأن لديها تلك الموهبة، وعليها أن ترعاها بالدراسة.


تقول نجوى عتيبة: أنا مدمنة قراءة، ودائمًا كنت أتخيل الشخصيات التي أقرأها في روايات أو كتب تاريخ بملابس أصممها لها من خيالي، لكني عرفت أن الموهبة وحدها لن تصمد طويلًا، فقررت الاتجاه إلى الدراسة العلمية للمجال الذي وجدت ذاتي فيه، فحصلت على كورس تفصيل الملابس الكاجوال، وكورس تصميم الأزياء، وكورس ملابس الأطفال، وكورس تشكيل على المانيكان، وكورس السوارية، إضافة إلى دورة تدريبية فى الباترون وتصميم الأزياء أون لاين على موقع إدراك الأردنى. 

 

صورة بعد نهاية آخر ليلة فى عرض مسرحية هاملت ب ملابس من تنفيذ نجوى عتيبة

وتضيف: يظن البعض أن الأناقة هي اتباع أحدث الموضات، لكني أعتقد أن الأناقة الحقيقية أن يلبس الشخص ما يعبر عن شخصيته، وتكون روحه مرتاحة لما يرتديه، وقد لاحظت هذا في الأعمال الأولى التي صممتها ونفذتها، كانت بالطبع لأفراد أسرتي، أنا أعرف كل شخصية وطباعها وما تحبه وما تكرهه، لذلك كنت أقدم لها ما يناسبها، وكانوا يشعرون بالسعادة وهم يرتدون ما أقدمه لهم، لذلك احب أن أتحدث مع من أصمم لها فستانًا، لأعرف ما هي الألوان التي ترتاح إليها والخطوط التي تناسبها. وأن تكون بدايتي غير الاحترافية بتصميم فستانين لديدمونة مثل لي معنى كبيرًا، فالزي المسرحي يتجاوز كونه قماش وخطوط تفصيل إلى أن يكون إضافة إلى الشخصية تساعد الجمهور على التعرف على طبيعتها والتفاعل معها حبًا وتعاطفًا أو بغضًا وتنافرًا ولو بشكل غير مباشر وغير محسوس. لقد تأملت كثيرًا تصميمات شادي عبد السلام للأزياء التاريخية، وبهرتني، وكانت دائمًا ملهمة لي.

 

صورة من العرض المسرحي هاملت والذي عرض بالاسكندرية شهر مايو الماضي

وعن تجربتها الاحترافية الأولى في الأزياء المسرحية تقول نجوى عتيبة: رشحتني صديقة للمخرج د.أحمد بركات لتنفيذ أزياء مسرحية (هاملت ومناورة العرش) شعرت بالرهبة، لكن حديثي مع المخرج طمأنني، فلم يبخل بشرح التفاصيل، وإعطائي الوقت الكافي للعمل (تضحك) لكننا بعد أن دخلنا المعمعة بدأ يضغطني بالوقت كما كان هو وباقي فريق العمل مضغوطين، لكنني بصراحة أعمل تحت ضغط وأنجز أكثر. استقبال المخرج للقطعة الأولى التي نفذتها أشعرني بالراحة، فقد قدمت له ما تصوره وأكثر، وهو ما دفعني للتجويد في باقي القطع، عرضت المسرحية لجمهور الإسكندرية في مايو2023، وكانت رؤية ملابسي على أجساد الممثلين، تتحرك وتؤدي دورها معهم، متعة لا يحسها إلا من جربها. وكان نجاح هذه المسرحية بكل عناصرها دافعًا لعروض قدمت لي لتصميم أو تنفيذ أزياء في مسرحيات أخرى، وأنا بالفعل أعمل الآن في ملابس مسرحية جديدة للأطفال ستعرض قريبًا إن شاء الله، كما أنني اتجهت إلى السوشيال ميديا لعرض شغلى.

 

 

صورة للمخرج ومصمم الملابس الراحل شادي عبد السلام.