رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ملتقى الصحبة.. معرض أبوظبى الدولى للكتاب «5-2»

قدّمت من أبوظبى حلقة خاصة من برنامج «أطياف» المذاع على شبكة تليفزيون الحياة، وقد سعدت فى هذه الحلقة بالحوار مع دكتور على بن تميم، رئيس مركز أبوظبى للغة العربية، وهو الجهة المنظمة للمعرض، وقد ذكّرنى الدكتور على بلطفه المعهود عندما سجلت معه حوارًا فى القاهرة وحيّانى فى النهاية بـ«شكرًا دكتورة سناء» فضحكنا لتذكره هذا الموقف، وفى تقدمة الحوار قدمته على أنه مدير مركز أبوظبى للغة العربية، فصحح لى الكاتب الصديق وليد علاء الدين الذى حضر التسجيل: «رئيس وليس مديرًا». مثل هذه المواقف التى لا يراها المُشاهد على الشاشة هى جزء مهم يبقى فى ذهن الكاتب أو المحاور، أكثر مما تبقى البيانات، والأرقام، لما فيه من روح إنسانية وبصمة خاصة لا يمكن للذكاء الاصطناعى تقليدها. تحدث الدكتور على بن تميم عن المعرض الذى بدأ عام ١٩٨١ وكيف تحول على مدى اثنين وثلاثين عامًا لمنصة عالمية لصناعة النشر والإبداع الثقافى، وهذه حقيقة يدركها ويلمسها كل من يحضر أنشطة وفعاليات المعرض التى تزيد على ٢٠٠٠ فعالية يقف خلفها دعم وتشجيع الدكتور على بن تميم الذى يحرص على حضور معظم الندوات والفعاليات ويرحب بضيوف المعرض فى حفاوة تليق بشخصه الكريم.

شعار معرض أبوظبى هذا العام «القصص لا تنتهى»، وهذا الشعار تمت ترجمته من خلال عشرات الندوات التى كانت تعقد على منصتين رئيسيتين فى المعرض، هما منصة بورصة ومنصة آيا صوفيا، وما يميز هاتين المنصتين أنهما مفتوحتان على قاعة المعرض، فليستا غرفًا مغلقة، مما يجعل هناك سهولة لوصول الجمهور من القراء إليهما وحضور الفعاليات بتلقائية، فهناك تجانس بين الندوات وإطار العرض العام ككل، وهذه الميزة يقلل من فاعليتها فى بعض الندوات حدوث تشويش متبادل عندما يقيم أحد الأجنحة القريبة من المنصة فعالية أو ندوة فى التوقيت نفسه، ويمكن حل هذا الأمر بمراعاة توزيع الأجنحة التى تقيم ندوات شعرية وغنائية بعيدًا عن المنصتين الرئيسيتين. 

وقد سمحت لى ندوات المعرض بتسجيل لقاء مع الدكتورة حياة القرمازى، وزيرة الشئون الثقافية التونسية، بحضورها الهادئ الواثق، وفاعليتها وخبرتها الكبيرة فى الشأن الثقافى العربى من خلال عملها السابق فى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وقد تركز حديثها عن أهمية ابن خلدون فى الفكر العالمى، وأفصحت عن خطة تونسية بدعم من مركز أبوظبى للغة العربية لتطوير بيت ابن خلدون فى تونس وتحويله إلى متحف يخلّد إرث ابن خلدون ويكون منارة للباحثين فى المشروع الفكرى لابن خلدون، الذى أجمع الحضور فى الندوات التى أقيمت احتفاء به على أن فكره العالمى لم يدرس بطريقة وافية، وأن منهج ابن خلدون الفكرى المتبنى لإعمال الفكر والعقل هو المفتاح لحل كثير من المعضلات التى تواجه عالمنا العربى. من المنتظر أن يتم الانتهاء من ترميم البيت وتحويله لمتحف ومكتبة خلال عامين. 

العلامة ابن خلدون كان أيضًا محور حوارى مع الصديق الدكتور هيثم الحاج على، رئيس الهيئة العامة للكتاب سابقًا، وأهمية اختيار المعرض للعلامة العربى ابن خلدون كشخصية العام، وتفنيد بعض محاولات الغرب للتقليل من ريادة ابن خلدون فى تأسيس علم الاجتماع. والمجموعة المصرية التى كانت دينامو البرنامج المهنى للمعرض بتنظيم وإدارة ندواته والمشاركة كمتحدثين رئيسيين أو المشاركة بالمداخلة وطرح الأسئلة للنقاش: دكتور أحمد السعيد، مؤسس بيت الحكمة، والذى أطلق عليه السفير المعتمد للثقافة الصينية فى المنطقة العربية، بدأبه وحرصه على فتح آفاق التبادل الثقافى بين اللغتين، وشريف بكر، المدير التنفيذى لدار العربى للنشر والتوزيع، وشقيقته الأنيقة رنا بكر، وعلى عبدالمنعم، نجم صناعة الكتب الرقمية والصوتية، المسلح دائمًا بالبيانات والجداول، وأحمد رشاد، الرئيس التنفيذى للدار المصرية اللبنانية، الذى صرّح لى فى حواره عن استعداد الدار لإصدار مذكرات الجراح العالمى الكبير دكتور مجدى يعقوب. وجود هذه المجموعة جعلنى أشعر أننا فى رحلة جامعية، وأننى لم أغادر حرم جامعة القاهرة، خاصة مع حرص شريف بكر على توثيق تواجدنا فى المعرض بالتقاط الصور الجماعية لنا، حتى أصبح طقسًا يوميًا، وإصراره عندما يقدمنى لكاتب أو ناشر على أننا دفعة واحدة لكنه خريج كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وقد قضيت السنة الأولى من دراستى بكلية الإعلام فى الدور الرابع فى كلية الاقتصاد وبعدها انتقلنا للمبنى الجديد لكلية الإعلام، الذى كان مزارًا سياحيًا لطلبة جامعة القاهرة منتصف التسعينيات يتطلعون له من الخارج بطرازه شديد الحداثة، دون أمل فى دخوله، بسبب إجراءات الأمن الشديدة، التى لم تكن تسمح سوى لطلبة إعلام بدخول المبنى. 

كما سعدت بلقاء عدد من الأصدقاء الإعلاميين الذين حضروا لتقديم ندوات بالمعرض أو للتغطية الإعلامية: الكاتب الصحفى سيد محمود رفيق البدايات الأولى فى جريدة «الدستور» فى إصدارها الأول، ورفيق الدراسة الصحفى النشيط رقميًا وورقيًا: محمد عبدالرحمن، وزميلتى فى كلية الإعلام المذيعة: منى سالمان، والصحفية الرقيقة: سهى السمان، والمذيع المجتهد والمتميز: خالد منصور، والشاعر المذيع: محمود شرف، والشاعر: عزمى عبدالوهاب، ورفيق السفر الأهرامى: محسن عبدالعزيز. 

لقد يسّر مهمتى فى تقديم حلقة خاصة من معرض أبوظبى جهود الصديق العزيز الكاتب: زين خيرى شلبى، رئيس تحرير البرنامج، ودعم الصديقة الغالية دكتورة برلنت نزيه، مديرة التخطيط والبرامج فى المعرض، والصديق الأردنى: مالك أبوعقل، مدير المركز الإعلامى، وكل الشباب والشابات العاملين بالمركز الإعلامى للمعرض، الذين لم يدخروا جهدًا لتذليل كل الصعاب وأحاطونى بمحبة غامرة: غازى، إياد، غيث، نواف، شمسة، عائشة، ذكرى، أسماء... الذين أوجه لهم تحية تقدير واجبة. 

تحية محبة لمعرض أبوظبى الدولى للكتاب وللحفاوة الجلية بالثقافة المصرية.

القصص لا تنتهى وللحديث بقية..