رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالصلاة عليه.. ثورة في حب النبي بمساجد مصر انتقلت إلى "السوشيال ميديا" (تحليل بيانات)

الصلاة على النبي
الصلاة على النبي في مساجد مصر

أجواء من الإيمان والروحانيات شابهت نشوتها نشوى ذكر في ليلة من ليال الصوفية، تلك هي اللحظات التي عاشها المسلمون اليوم في وقت واحد بصلاتهم على الرسول عليه الصلاة والسلام في مساجد مصر عقب صلاة الجمعة مباشرة، والتي استمرت ما بين ثلاث إلى خمس دقائق متوالية في مشهد مهيب اقشعرت له الأبدان.

وكانت قد أعلنت وزارة الأوقاف، تخصيص وقت من ثلاث إلى خمس دقائق بعد صلاة اليوم الجمعة بجميع المساجد، للصلاة والسلام على سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وهو ما قوبل من الكثيرين بالترحيب باعتباره فرصة للتذكير بالصلاة على أحب المرسلين، بينما أثار البعض الآخر جدلًا حول أهمية ذلك، مستندين إلى أن المصريين لم ينسوا أبدًا الصلاة على النبي الحبيب حتى يتم تخصيص لحظات لهم من أجل ذلك.

وبين هذا الرأي وذاك انطلقت بالفعل اليوم الصلاة على أحب المرسلين وعقب صلاة الجمعة مباشرة في جميع مساجد مصر لتعج بها أرجاء البلاد في مشاهد روحانية تخطف القلوب.

على وسائل التواصل الاجتماعي لم يختلف المشهد كثيرًا بل عجت هي الأخرى بالصلاة الإبراهيمية على الرسول فيما ربما لايقل عن نظيرها على أرض الواقع.

في "الدستور" نكشف كيف تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع هاشتاج #الصلاة_على_النبي.

حسب أداة تحليل البيانات TRACK MY HASHTAG تبين أنه تم تداول 100 تغريدة تحمل هاشتاج الصلاة على النبي وصلت إلى 525176 متفاعل ووصلت ذروة التفاعلات الساعة 12 ظهرًا أي قبل صلاة الجمعة بما يقارب الساعة، كما جاء 86% من التفاعل باستخدام اللغة العربية بينما جاءت بقية نسبة التفاعل بلغات أخرى.

 

أما حسب أداة تحليل البيانات SOCIAL SEARCHER تبين أنه تم تداول 343 منشور يحمل الهاشتاج، ووصل إلى 156 مستخدم.

بينما وباستخدام أداة التحليل  TWEET BINDE تبين تداول 200 تغريدة تحمل  الهاشتاج.

مثلت فيه إعادة التغريد النسبة الأكبر وذلك بنسبة 97%، وتلاها التغريدات التي حملت الروابط والصور بنسبة 60%، ثم جاء بعدها التغريدات النصية التي جاءت بنسبة 40%.

أما عن تعليقات المتابعين فانتشر تداول الصلاة الإبراهيمية على صفحات الفيسبوك من قبلهم في مشاركة روحية مع نظرائهم المشاركين في المساجد.

كما نشر العديد من المتابعين الآية القرآنية " إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56) تضامنًا مع الصلاة على الرسول في مساجد مصر.

وكانت قد قالت دار الإفتاء في بيان لها: "الصلاة على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ من أفضل الذِّكر وأقرب القربات، وأعظم الطاعات؛ فقد فقال تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56]، وقال صلى الله عليه وآله وسلم: {مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى الله عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا} (أخرجه مسلم).. ذِكر الله تعالى والصلاة على نبيِّه من العبادات المطلقة المشروعة في الأصل بدون تقييد؛ فتصح على كل هيئة وحال في أي وقت -إلا ما جاء النهي عنه- وكذلك تجوز سرًّا وجهرًا فرادى وجماعات بكل لفظ وصيغة مشروعة، والاجتماع على الذكر المشروع يعدُّ من قبيل التعاون على البر والتقوى، قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2]".

وتابعت: "وقد جاءت الأدلة من القرآن الكريم والسُّنة المطهرة على الحثِّ على مجالس الذكر، قال تعالى: ﴿وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ﴾ [الكهف: 28] وامتثال الأمر بمعية 

وأضافت: "وقد يحتجُّ البعض على عدم مشروعية الذِّكر الجماعي بما جاء عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- ما يفيد النهي عن رفع الصوت بالذِّكر، وهذا لا يصح عنه؛ قال ابن حجر الهيتمي في [الفتاوى الفقهية الكبرى 1/ 177]: ’وأما ما نُقل عن ابن مسعود أنه رأى قومًا يهللون برفع الصوت في المسجد فقال: ما أراكم إلا مبتدعين حتى أخرجهم من المسجد.

وأجمع العلماء سلفًا وخلفًا على استحباب ذكر الله تعالى جماعةً في المساجد وغيرها من غير نكير، إلَّا أن يشوش جهرهم بالذكر على نائم أو مصلٍّ أو قارئ قرآن .

وقد نُقل عن علماء الشرع الشريف ممَّن يعتدُّ بأقوالهم استحبابُ تخصيص يوم الجمعة وليلته بالإكثار من الصلاة على سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ومنهم الإمام ابن قدامة الحنبلي؛ وذلك لما رُوي عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «أَكْثِرُوا الصَّلَاةَ عَلَيَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ» أخرجه ابن ماجه.. وإيقاع تلك العبادة جهرًا بعد أي صلاة مكتوبة – فضلًا عن كونها صلاة جمعة - أمر مشروع ولا حرج فيه؛ فقد ورد الأمر الربَّانيُّ في الذِّكر عقب الصلاة مطلقًا في قوله تعالى: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا ٱللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِكُمْ﴾ [النساء: 103]، والمُطْلَق يُؤْخَذُ على إطلاقه حتى يأتي ما يُقَيِّده في الشرع".