رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المياه المثلجة.. خطر الموت فى "كوب الحياة"

أرشيفية
أرشيفية

مع بدء دخول الصيف وارتفاع درجات الحرارة، يزداد الإقبال على تناول الماء المثلج خاصة في لحظات ما بعد بذل مجهود كبير تحت أشعة الشمس الحارقة، إذ يكون الأمل بتلك اللحظات الحصول على كوب من الماء المثلج، لكن ما لا يعلمه الكثيرون أن هذا الكوب قد يكون هو الأخير في حياة الشخص، لما قد يسببه من قتل فوري له عقب تناوله.

جمال شعبان: العصب الحائر السبب 

 في تصريحه عن السبب وراء احتمالية قتل الكوب المثلج لمتناوله، سبق وأن قال الدكتور جمال شعبان، عميد معهد القلب السابق، إن ذلك يرجع إلى ما يعرف بالعصب الحائر، موضحًا أن الماء البارد ينشط هذا العصب في جسم الإنسان.

وبيّن شعبان أن هذا العصب يتسبب في بطء شديد في دقات القلب، مما يؤدي إلى هبوط في الدورة الدموية وإغماء ينتج عنه الوفاة المباشرة، مُشيرًا إلى أن في الغالب من يصابون بالوفاة الناتجة عن شرب الماء المثلج بعد بذل مجهود في حرارة الشمس هم أيضًا يعانون من متلازمة اختلال كامن Concealed terminal dysrhythmia في كهرباء القلب التي يتم تنشيطها.

وأضاف شعبان أن الاحتمال الثاني في الوفاة عقب شرب الماء المثلج هو أن يكون aspiration الشرقة وتسرب الماء إلى الرئتين.

ما هو العصب الحائر؟

يعرف العصب الحائر بأنه العصب الذي ينقل الإشارات الحسية والحركية من الجهاز العصبي إلى كل الأعضاء الواقعة بين المخ إلى الأمعاء الغليظة ويتحكم  في سرعة ضربات القلب، وعند الإصابة بهذا العصب يتسبب في إبطاء نبضات القلب، كما أنه يتحكم في حركة الأمعاء الدقيقة والغليظة ويسيطر على  النطق.

لذا فيعرف عن ذلك العصب أنه يتسبب في شعور الشخص بالإحساس الجسدي وخاصة في الأذن والحلق، والحنجرة والمرئ والرئتين، والقلب، وأجزاء من الجهاز الهضمي، كما أنه يعمل على زيادة الشعور بالتذوق.

بالإضافة إلى ذلك فهو يحفز العضلات في الحنجرة والمنطقة اللحمية بالقرب من مؤخرة سقف الفم، ويعمل على تحفيز الانقباضات اللاإرادية في الجهاز الهضمي، بما في ذلك المريء والمعدة ويسمح للطعام بالحركة عبر الجهاز الهضمي.

استشاري المخ والأعصاب: لا يجب تناول الماء المثلج دفعة واحدة خاصة بعد التعرض لأشعة الشمس

من جهته، أكد أحمد إبراهيم، استشاري المخ والأعصاب في حديثه لـ"الدستور"، أنه لا يجب تناول الماء المثلج دفعة واحدة، بل يجب تناوله على ثلاث دفعات وفي وضع الجلوس.

وتابع أن الشرب على ثلاث دفعات يمنح الجسم القدرة على الحصول على الأكسجين بشكل كافٍ، مضيفًا أنه يؤدي كذلك إلى قيام الجسم بفرز الأنسولين، وبالتالي يصل إلى جميع خلايا الجسم.

ونصح إبراهيم بشرب الماء المعتدل الحرارة، أي ليس شديد البرودة أو المٌثلج، وذلك حفاظًا على صحة الجسم، وخاصة الكبد والمعدة والقلب، حتى لا يحدث توقف مفاجئ للقلب.

يُذكر أنه وبين الوقائع التي كانت فيها الماء المثلج هو القاتل “الساقع” ما حدث في يوليو من العام الماضي عندما لفظ طفل في العقد الأول أنفاسه الأخيرة بالغربية إثر تناوله كوبا من الماء المثلج بعد لهوه في درجات حرارة مرتفعة متأثرًا بهبوط بالدورة الدموية في واقعة مأساوية تسببت في أحزان عمت قريته.

العلماء يحذرون

ومن جهتهم، أطلق العلماء تنبيها من خطورة العصب أو ما يمكن ترجمته إلى "النهي العصبي"، مُحذرين من تسببه في الوفاة المفاجئة، ووصفوا أن الإنسان عندما يشعر بالحر الشديد، فإن جسمه حينها يشبه إلى حد كبير الآلة، وحالة العطش هذه تشبه وصول الآلة إلى درجة جهد عالٍ وسخونة شديدة، وهذه الآلة، وهي في تلك الحالة لو تم صب المياه عليها تحدث لها تشققات، وهذا بعينه ما يحدث لجسم الإنسان.