رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محلل سياسى سودانى: مصر تحركت لدعم السودان بحكمة وذكاء شديد

علم مصر والسودان
علم مصر والسودان

منذ بداية الأزمة السودانية وتتخذ مصر جانبًا داعمًا لأمن واستقرار السودان بما يضمن سيادتها ويؤكد على رفض أي تدخلات خارجية باعتبار ما يحدث في السودان شأن داخلي.

من جانبه، يقول مجدي عبدالعزيز، المحلل السياسي السوداني، إن مصر ليست مثل أي دولة أخرى بالنسبة للسودان، فالدور المصري يصنف بأنه دور أصيل وليس دور مؤقت أو دور يرتبط بالمصالح العابرة، مضيفًا أن العلاقة القدرية والمصيرية بين السودان ومصر هي علاقات تربط بشكل وثيق الأمن القومي السوداني بالأمن القومي المصري مما جعل القيادة المصرية تتخذ عدة أساليب في دعم السودان.


حكمة وذكاء القيادة المصرية في التعامل مع الملف السوداني


وأضاف “عبدالعزيز”: بدأت مصر في دعم السودان بالحكمة منذ دعمها في أعقاب توقيع الوثيقة الدستورية، خاصة مع ظهور بعض الأصوات، المدفوعة من جهات خارجية، في السودان لتشويه الدور المصري في السودان، موضحًا أن مصر قررت التعامل بالحكمة في التواصل مع كافة الأطراف السودانية بهدف تحقيق الاستقرار في السودان ثم تدخلت مصر بذكاء شديد بمبادرة الحوار السوداني الذي تم عقده في مصر، مشيرًا إلى أن هذا ليس تدخلًا في الشأن الداخلي للسودان؛ لأن مصر كانت ترى بوضوح أن الاتفاق الإطاري حدث فيه اختلاف بين القوى السياسية في السودان، وكان المنطق المصري يقول لو انهارت حكومة بموجب هذا الاتفاق الإطاري، هي ليست حكومة ذات قاعدة عريضة ومعرضة للانهيار في وقت وجيز، آثار هذا الانهيار ينعكس على مصر، لذلك المنطق المصري رأى أن من الضروري أن تلعب مصر دورًا في تقريب وجهات النظر والجمع بين كل الأطراف السودانية للحفاظ على استقرار وأمن السودان.

وأضاف المحلل السياسي السوداني، أن هناك دورًا مصريًا آخر في المحافل الدولية في الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والدول العربية، في اللقاءات الثانية التي يقودها فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، لدعم موقف السودان، وكان للقيادة المصرية بعد اندلاع الحرب موقف قوي في منع أي طرف من التدخل في السودان واعتبرت ما يجري شأنا داخليا سودانيا، مع التأكيد على شرعية ودستورية القوات المسلحة السودانية.

وأضاف "عبدالعزيز" كان لمصر دور إنساني كبير جدًا في استقبال جموع السودانيين الذين زحفوا نحو مصر طلبًا للأمان والاستقرار، فتحت أبوابها وعاملتهم مثل مواطنيها وقدمت لهم كل المساعدات اللازمة وما زلت مصر تقدم الدعم للسودان، ووصلت بدايات الجسر الجوي المصري الذي حمل المواد الطبية ومواد الإغاثة لمطار بورسودان، وتواصل مصر جهودها السياسية والإنسانية لدعم موقف السودان، وهذا أمرا متوقعًا لأن ما بين السودان ومصر من علاقات تكاملية وتنموية واقتصادية ستكون، بعد استقرار السودان، ذات نتائج إيجابية للشعبين السوداني والمصري والمنطقة بأكملها اقتصاديًا وأمنيًا أيضًا.