رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"نساء معلقات".. حكايات من دفتر الطلاق الشفهي في مصر

جريدة الدستور

يعد الطلاق الشفهي أحد القضايا المثيرة للجدل في مصر، والتي تخلف ضحايا من النساء كل عام، لا يعرفون ما مصيرهم أو وضعهم لا سيما القانوني والحكومي، في وقت تطالب فيه النساء بوضع قانون واضح لمكافحة الطلاق الشفهي.

وتعتبر مصر واحدة من الدول التي ترتفع فيها معدلات الطلاق، إلا أن الحكومة تحاول ضبط فكرة الطلاق الشفهي حفاظًا على حقوق النساء ممن تم تطليقهن دون علم.

الطلاق الشفهي يُثير الجدل

الإعلامي عمرو أديب علق في تصريحات له، على الجدل المثار حول قضية الطلاق الشفهي، قائلًا: «الرجل لما يطلق زوجته يوم الخميس ما وضعها يوم الجمعة، وحتى الآن دار الإفتاء تستقبل العديد من الأسئلة عن الطلاق الشفهي ووقوعه من عدمه.

وتابع: "دار الإفتاء تبحث دائمًا عن مخرج حتى لا يتعرض كيان الأسرة للهدم، وتلجأ إلى التدقيق في نية الزوج وقت الطلاق تُهدم الأسرة ومن ضمنها  هذه المخارج أن يكون الرجل غضبانا أو لا يقصد أو الزوجة في فترة الدورة الشهرية».

وتابع: «نحن ليس في سويسرا لو المرأة إتطلقت اليوم تجد منظمات حقوق المرأة توجد لها مكانا يطل على غابات، نحن في مصر يتم تطليق المرأة فتلقى في الشارع، وتغادر منزلها».

مريم زوجها يطلقها ويسافر دون توثيق

مريم مجدي، إحدى النساء اللاتي ذقن مرارة الطلاق الشفوي، والتي تزوجت في سن الـ25 عامًا، وبسبب عمل زوجها اكان يسافر كل فترة إلى السعودية، وبعد عامين دون إنجاب قرار الانفصال بسبب كثرة المشاكل بينهما.

تقول: «لما نزل أجازته حدث الطلاق الشفوي، ووقتها سافر تاني بدون ما نوثق عملية الطلاق وقالي أن في الأجازة التانية لما يجي هيوثق الطلاق، عشان أعرف وقتها أخد كل حقوقي وأثبت إني حالتي الاجتماعية مطلقة».

فوجئت مريم بأنه مر شهر وثلاثة حتى 6 أشهر دون أن يوثق الطلاق، وفي كل مرة تسأله يؤكد لها أنه يعاني من ضغط في العمل ولا يستطيع السفر والأجازة: «طلبت منه يشوف حل قانوني أو يعمل توكيل لحد هنا أقدر أثبت بيه طلاقي إلا أنه رفض».

تشعر مريم بأن زوجها السابق يريد أن تظل هي هكذا دون طلاق أو زواج، وحتى لا تتمكن من الحصول على مستحقاتها كافة: «أنا مستنيه الطلاق الرسمي اللي هقدر أثبت بيه حقوقي وحريتي وإني أتجوز تاني».

 

  • كشف  كتاب الإحصاء السنوي الصادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أن عدد حالات الطلاق بلغت 254 ألف و777 حالة طلاق خلال عام 2022.
  • وكانت أعلى المحافظات: «القاهرة 54 ألف و293 حالة، الجيزة 23 ألف و626حالة، الإسكندرية 22 ألف و364 حالة، الشرقية 17 ألف و545 حالة، الدقهلية 17 ألف و158 حالة، البحيرة 13ألف و 619حالة، الغربية 13ألف و259حالة».

نفس الأزمة تعرضت لها أمنية. ق، 32 عامًا، والتي طلقها زوجها شفهيًا من أجل التهرب من نفقة ابناءه الثلاثة، إذ حاوت إثبات الطلاق الذي تم بينهما دون جدوى: «هو قال وقتها كلمة إنتي طالق لكن متسجلتش في الأوراق الرسمية».

 

أمنية تخلع زوجها لإثبات الطلاق

لم تستطع أمنية نيل حقوقها بسبب أن الطلاق تم بشكل شفهي: «لفيت على كل المحاكم عشان أثبت أن الطلاق تم بينا وأن فيه حقوق ونفقة للأولاد عشان أخدها معرفتش لكن لجأت لأحد المحامين عشان يحل المشكلة».

توضح أن الأزمة تم حلها وإثبات الطلاق بعدما رفعت قضية خلع على زوجها وطالبت بخلعه أمام المحكمة، ما دفعه مجبورًا لتوثيق الزواج بسبب صورته الاجتماعية بعدما طالبت بخلعه أمام الجميع: «وبدأت رحلة المعاناة لدفع النفقة كل شهر بعد توثيق الطلاق».