رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بالتزامن مع انعقادها اليوم .. موضوعات لجان المحور المجتمعي على طاولة خبراء العنف الأسري

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

في إطار تكليف الرئيس عبد الفتاح السيسي للمؤتمر الوطني للشباب خلال إفطار الأسرة المصرية بالتنسيق مع كافة تيارات وفئات المجتمع لإدارة حوار وطني حول أولويات العمل خلال المرحلة الراهنة، وبالفعل تتم الجلسات أيام الأحد والثلاثاء والخميس من كل أسبوع لمناقشة العديد من القضايا الهامة والمحورية في البلاد.

وفيما يخص لجنة الأسرة والتماسك الاجتماعي وهي لجنة ضمن لجان المحور المجتمعي شملت الحديث عن عدد من الموضوعات كظاهرة الطلاق، والعنف الأسري، وكذلك المخاطر الإلكترونية على التماسك المجتمعي.

"الدستور" حاورت مع عدد من الخبراء للوقوف على قضايا تمت مناقشتها تمس هذه المحاور ولابد من التركيز عليها .

إحصائيات تدق ناقوس الخطر عن نسب الطلاق والزواج في مصر:

وفقًا لآخر الإحصائيات، فهناك بعض الأرقام والنسب التي توضح حالات الطلاق والزواج في مصر خلال العام 2021، فقد ارتفعت حالات الطلاق بنسبة 14.7% خلال العام 2021 مقارنة بالعام السابق عليه، وبلغ عدد حالات الطلاق 245 ألفا و777 حالة.

كما أن أعلى نسبة طلاق في الفئة العمرية من 30 إلى أقل من 35 سنة، وبلغ عدد الإشهادات بها 48 ألفا و342 إشهادا بنسبة 19.8% من جملة الإشهادات، وأعلى نسبة طلاق بين الحاصلين على شهادة متوسطة، بعدد إشهادات 86404 تمثل 35.5% من جملة الإشهادات.

وفي الآونة الأخيرة زاد عدد عقود الزواج بمعدل 880 ألفا و41 عقدا، بنسبة زيادة 0.5% عن العام السابق عليه 13، وكانت أعلى نسبة زواج في الفئة العمرية من 25 إلى أقل من 30 سنة، بإجمالي 352 ألفا و259 عقدا، تمثل 40% من جملة العقود.

فيما كانت أعلى نسبة زواج بين الحاصلين على شهادة متوسطة، بلغ عدد العقود بها 331 ألفا و742 عقدا بنسبة 37.7% من جملة العقود.

المشاكل المادية والملل أكثر أسباب الطلاق:

هناك العديد من الأسباب التي ذكرتها الدكتورة صافيناز عبد السلام، استشاري الصحة النفسية والعلاقات الأسرية، حيث أكدت لـ"الدستور" أن الإهمال والتراكمات من أكثر الأسباب الشائعة للانفصال، فلا تتغافل عن المشاكل والخلافات بينك وبين زوجك، بل حاولي حلها بالحوار الصريح والمودة والرحمة.

أضافت "عبد السلام" أن فارق السن بين الزوجين سبب آخر، بالإضافة إلى تسرب الملل في الحياة الزوجية، لذا دعت بضرورة احترام اختلافات الطرف الآخر ويكون على طاولة النقاش ضمن الحوار الوطني كيفية تحقيق هذا بين الزوجين.

ويعتبر أكبر مؤشر على مشاكل الزواج هو ضعف التواصل  أو الاتصال السلبي، حيث أكدت خبيرة العلاقات الأسرية، أن التواصل السلبي مدمر للعلاقة الزوجية، فالتواصل الصحي هو المفتاح لتحقيق الزواج السعيد.

ميادة عابدين: السوشيال ميديا ساهمت في زيادة نسب الطلاق 

في هذا الصدد أوضحت ميادة عابدين الكاتبة وخبيرة الإرشاد التربوي والأسري، أن أحد أسباب زيادة نسبة الطلاق من البداية هي التربية غير السليمة في توعية الآباء والأمهات لمفهوم الزواج حيث تم اقتصاره على الأشياء المادية فقط حيث يقوم الأبوين من ولادة أبنائهن بتجهيزهم المادي من المفروشات والمسكن فقط ولا يلتفتوا للتجهيز المعنوي وهو الأهم.

وأشارت "عابدين" إلى أنه يوجد خلل كبير في الأسرة المصرية، أدى إلى زيادة نسب الطلاق وعدم احترام قدسية العلاقة التي كرمها الله في كتابه الكريم.

وأشارت عابدين، إلى استيائها مما يفعلوه المتخصصون حيث يقوموا بالحديث دائما عن أسباب تزايد أعداد الطلاق ولا يقدمون حلول لما قبل المشكلة كنوع من أنواع المزايدة على الحدث، مضيفة أن السوشيال ميديا ساهمت وبقوة في زيادة نسب الانفصال.

اقتراح حلول للأزمة 

وعن الحلول أكدت ميادة عابدين أن الحلول تتمثل بتكثيف حملات التوعية الأسرية للمقبلين على الزواج، وفي حال طلب أحد الزوجين الطلاق، يجب أن يخضع لحلقات ومحاضرات توعية قبل تسجيل دعوى طلاق، مع استحداث مناهج دراسية مبسطة للمرحلة الثانوية لتوعية المراهقين بقدسية العلاقة الزوجية.

طالبت "عابدين" بضرورة وضع الكثير من الخطط بالتعاون مع مؤسسات الدولة لتوعية المواطنين بالمرض النفسي وكيفية التعامل معه، بالإضافة للكشف النفسي على المقبلين على الزواج، وذلك للحد من المشكلات التي تزيد من العنف الزوجي، بالإضافة إلي عمل دورات تأهيل أيضا للمقبلين علي الزواج من الجنسين, وإعطاء الأهل أيضا محاضرات في توعية أبنائهم بالحياة الزوجية في ظل التغيرات المجتمعية القائمة.

«الابتزاز الإلكتروني جريمة لابد التعامل معها بحسم»

ومن جانبها قالت الدكتورة ريهام عبد الرحمن الباحثة في علوم الإرشاد والتطوير الذاتي بجامعة عين شمس، إنه يتعرض العديد من الأشخاص لعمليات الابتزاز الإلكتروني، وبالفعل أصبح هذا الأمر الشغل الشاغل للعديد من الجهات الفترة الأخيرة خاصة مع انتشاره داخل المجتمع، موضحة انه تعرض العديد من الأشخاص له من ضعاف النفوس الذين يتخذون الابتزاز وسيلة للحصول على مكاسب مادية أو معنوية عن طريق تهديده بفضح أسراره أو معلومات خاصة بهن من خلال تهديدهم نشر صور خاصة أو فبركة الصور، مما يكون له أثر سيء على المتعرض للابتزاز وهذا ما نوضحه خلال السطور التالية.

وتابعت أنه في ظل تطور وسائل التواصل الاجتماعي وانتشار التكنولوجيا ظهرت مشكلة الابتزاز الإلكتروني وهي إحدى المشاكل التي تواجه الكثير من الأشخاص على مستوى العالم وليس في مصر فقط وهناك روشتة يجب أن يتبعها الأشخاص لمواجهة الابتزاز الالكتروني.

وأضافت أن في البداية يجب على الشخص ألا يتعامل مع أشخاص لا يعرفهم ويثق فيهم من وراء الشاشة فهناك الكثير من ضعاف النفوس ما يستغلون ذلك من خلال اختراق الهواتف واللاب توب والعمل على مساومتك في النهاية وتقع فريسة لهم .

وأشارت إلى ضرورة الاستعانة بالمقربين وإيجاد حلول والمختصين ايضًا، وحماية الحسابات الخاصة بك بشكل إلكتروني واستخدام القانون وإبلاغ الجهات المختصة كمباحث الإنترنت للمساعدة في حل هذه المشكلة .

 

ـ حلول للبنات والشباب والأطفال للتصدي للابتزاز الإلكتروني 

وتعتبر من أكثر الفئات التي تتعرض للابتزاز الالكتروني الفتيات والأطفال لذا يقدم المهندس وليد حجاج خبير أمن المعلومات بعض الحلول لمثل هذه المشكلة التى يجب أن نضع أيدينا عليها ضمن مناقشات الحوار الوطني 

قال المهندس وليد حجاج، خبير أمن المعلومات، إن قضية الابتزاز الإلكتروني هي إحدى القضايا التي لازالت تحتاج مزيد من الوعي والقوانين لتوعية الشباب قبل البنات.

وأضاف المهندس وليد حجاج، أن هناك عمليات اختراق تحدث للبنات والشباب والأطفال ليست مع السيدات فقط من خلال اختراق الحساب الشخصي عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، من خلال الدخول رابط مجهول أو التصفح عبر مواقع إباحية، لذلك يجب على الضحية  التعامل في حالة التعرض للابتزاز التوجه إلى مباحث الانترنت، وتقديم بلاغ وقد يأخذ وقت إذا لم تكن القضية رأي عام، بالتالي النساء أحيانًا يفقدن الثقة ولا يتحملن الضغط من المبتز حتى تأخذ المباحث أي رد اتجاه المجرم.

ووجه المهندس وليد حجاج، روشتة نصائح للبنات والشباب والأطفال بعدم الدخول عبر المنصات غير المعروفة أو إرسال صور خاصة لشخص مجهول حتى لا يتم ابتزازك إلكترونياً، أو المشاركة في الألعاب الإلكترونية التي تجبرك على فتح الكاميرا أو الميكروفون لأنك ستكون أكثر عرضة للاختراق، لذلك تجنب الحديث مع أشخاص مجهولين حتى لا تكون الضحية.

 

العنف الأسري على مائدة الحوار الوطني وخبراء يقدمون أبرز المحاور 

قال الدكتور علي عبد الراضي، استشاري الطب النفسي، إن الأسرة ليست مجرد مجموعة من الأشخاص يجلسون في مكان واحد، لكنها مبنية على مجموعة من المبادئ، وبالتالي عندما تكون الأسرة سوية وسليمة وعندها نوع من النضج الاجتماعي والتربوي والثقافي والنفسي سيكون لديها قدرة على الحفاظ على الوطن والانتماء والمواطنة.

وأضاف أن الأسرة مسئولة عن تربية الطبيب والمهندس والمعلم والضابط والقاضي، فأهم القيم والعادات والتقاليد للشخصية المصرية تتم من خلال الأسرة، وعندما يكون لدى الأسرة تشوه معرفي وأخلاقي وبعض أنواع العنف والتنمر والانهيار اللفظي الذي يقوم به أحد الوالدين، والنقد والتحكم فيه أو العنف البدني أو الاستغلال في العمل وبعض أنواع التوسل.

كل ذلك يقوم بتكسير عمود الشخصية المصرية، لذلك يجب أن نكون على وعي بكل تلك الأمور، وما نحتاج إلى التركيز عليه في جلسة الحوار الوطني المعني بالأسرة محاولة الحد من العنف الأسري من خلال الحد من السوشيال ميديا وهوس الشهرة.

يرى عبد الراضي أن الشخص من حقه أن يتزوج لكن ليس من حقه أن ينجب قبل أن يعرف أسس التربية السليمة، وأن يدرك ما معنى قيمة العبء الأسري، ومهارات حل المشكلات والأزمات وهذا لن يتحقق إلا بتكاتف جميع الجهات بدءا من وسائل الإعلام ودور العبادة وحملات السوشيال ميديا.

النظر لقوانين الأسرة 

لذا لابد من وضع حلول مبتكرة وواقعة للحد من المشكلات والعنف الأسري، كما يجب النظر إلى قوانين الأسرة على مستوى الأم الحاضنة وحالات الانفصال، كما أنه من الضروري نشر مراكز التوعية الأسرية والإرشاد في مختلف المحافظات تحت مظلة الحكومة.

يجب ضرورة النظر إلى المشاكل الأب والأم، وعدم التدخل بين المتزوجين الجدد حتى لا يحدث الانهيار، كذلك يجب وضع رقابة شديدة على المواد المخدرة التي يتعاطاها أحد الآباء والحد منها، لأنها السبب في نشر العنف الأسري.

يمكن أن يكون للعنف المنزلي آثار كارثية وطويلة الأمد على الأطفال، الأطفال الذين ينشئون في أسر معنية بالعنف المنزلي هم أكثر عرضة للإصابة بمجموعة متنوعة من مشكلات الصحة العاطفية والسلوكية والعقلية من بينها الاكتئاب والقلق وضعف الثقة بالنفس والغضب وصعوبة تكوين علاقات صحية.

ومن جانبها تقول الدكتورة مايسة كمال، استشاري العلاقات الأسرية والنفسية، إن الآثار الجسدية المحتملة للعنف المنزلي شملت الأعراض المتعلقة بمشاكل القلب والأوعية الدموية ومشاكل الجهاز الهضمي والقضايا الجنسية الإنجابية، فالأطفال الذين يكبرون في وجود العنف المنزلي هم أكثر عرضة لتجربة ذلك بأنفسهم بمجرد بلوغهم سن الرشد، الأولاد من هذه البيئات هم أكثر عرضة لأن يصبحوا مرتكبي أعمال العنف، بينما الفتيات أكثر عرضة للوقوع ضحية في مرحلة البلوغ.

الحل في الدعم الأسري 

واختتمت: يمكن أن يؤثر العنف المنزلي على العلاقات خارج المنزل، يمكن للدعم من الأسرة  والأصدقاء والمجتمع حماية شخص ما من العنف المنزلي فالدعم الاجتماعي مهم لأن الناس يتعافون من آثار العنف، ومع ذلك غالبًا ما يعزل المعتدون الضحايا عن العائلة والأصدقاء في محاولة للسيطرة عليهم.