رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الذكرى الخامسة والسبعون للنكبة الفلسطينية

فى الخامس عشر من مايو 2023؛ تحل الذكرى الخامسة والسبعون لـ"النكبة"، نكبة نشأة الكيان الصهيونى على حساب الشعب الفلسطينى والأرض الفلسطينية العربية، نكبة نشأة الكيان العنصرى مهدِدًا الأمن القومى العربى والمصرى.

خمسة وسبعون عامًا من مواجهة الشعب الفلسطينى البطل، للكيان الصهيونى المحتل العنصرى.. خمسة وسبعون عاما ما بين العدالة الدولية الغائبة، والضمير العالمى الصامت، والدعم والمساندة من الدول الاستعمارية الرأسمالية الكبرى، وفى مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، لهذا الكيان المجرم، والكيل بمكيالين تجاه المجازر والمذابح والانتهاكات، والاعتداءات اليومية لحكومة وجنود الاحتلال، فى حق الشعب الفلسطينى، من مذبحة دير ياسين لمذبحة صابرا وشاتيلا، لمذبحة جنين ومذابح قانا، للعدوان الوحشى المستمر على غزة وعلى مدن الضفة الغربية، واستمرار هجوم المستوطنين المتوحشين على أصحاب الأرض الفلسطينيين لقتلهم وتدمير بيوتهم وحرق ممتلكاتهم.

خمسة وسبعون عامًا من محاولة تهويد القدس وتهويد المدن الفلسطينية والاعتداءات المستمرة على المسجد الأقصى.
تجىء الذكرى المشئومة هذا العام وسط التصعيد غير المسبوق من الحكومة اليمينية المتطرفة تجاه الشعب الفلسطينى الأعزل، فمنذ بداية هذا العام وحتى كتابة هذا المقال وصل عدد الشهداء إلى أكثر من 130 شهيدًا وشهيدة منهم ستة وعشرون طفلًا وست سيدات.

وها هى دول العالم تشاهد وتتابع بصمت الضمير وعمى البصر وصم الأذن، ما حدث فى صباح التاسع من مايو من هجوم وحشى صهيونى على قطاع غزة نتج عنه سقوط 15 شهيدًا وشهيدة، ثلاثة من قادة المقاومة فى حركة الجهاد الإسلامى وستة أطفال وأربع سيدات، هذا بجانب عشرات المصابين الذين بينهم حالات حرجة، وذلك وسط تصريح وزير الأمن القومى الصهيونى المتطرف بن غفير، بأن الغارات على قطاع غزة "بداية جيدة"، بل وهدد بن غفير بإسقاط حكومة نتنياهو إذا لم تتبن خطًا يمينيًا متطرفًا.

وقبل هذه المجزرة استُشهد الأسير خضر عدنان داخل سجون الاحتلال بعد خوضه بكل شجاعة وإصرار معركة الإضراب عن الطعام لمدة 86 يومًا احتجاجًا على الاعتقال الإدارى (غير القانونى). لقد تم اغتياله جراء سياسة القتل المتعمد والبطش التى تتبعها إدارة سجون الاحتلال الفاشية بحق الأسرى.

خاض خضر عدنان معركته بصلابة، لكن محكمة الاحتلال ومصلحة السجون، تعمدت إعدامه برفضها الإفراج عنه وهى تعلم أن حياته فى خطر وشارفت على النهاية، كل التحية لروح الشهيد عدنان الذى كرس حياته من أجل حرية وطنه، وكان رمزًا لصلابة الأسرى وشاهدًا على أن الشعب الفلسطينى لن تنكسر إرادته.

لقد اقترب عدد الأسرى فى سجون الاحتلال من 5000 أسير منهم 41 سيدة و160 طفلًا و600 معتقل إدارى.

إن الحكومة الصهيونية الحالية اليمينية المتطرفة تهدد على لسان وزير الأمن القومى الصهيونى إيتمار بن غفير بمزيد من المجازر والمذابح لمحو القرى الفلسطينية ومحو الشعب الفلسطينى، ويرتكب المستوطنون اليهود المتطرفون كل يوم اقتحامًا لباحات المسجد الأقصى ويمارسون شعائر ورقصات استفزازية بغرض إشعال حرب دينية وإقامة دولة يهودية خالصة.

وتهدف الجكومة اليمينة المتشددة إلى تصفية القضية الفلسطينية، عن طريق شرعنة البؤر الاستيطانية، وإنهاء وضعية الأراضى الفلسطينية كأراضٍ محتلة وضمها كجزء من أراضى "إسرائيل".

وفى هذه الأيام يدعو الفلسطينيون لإحباط مخططات المستوطنين لتنفيذ أكبر اقتحام "مسيرة الأعلام" فى ذكرى يوم توحيد القدس فى الثامن عشر من مايو 2023، فى إعلان سافر لحرب دينية.

يرتكب الكيان جرائمه اليومية، وسط مساندة ودعم الولايات المتحدة الأمريكية ووسط هرولة عدد من الأنظمة العربية نحو التطبيع المجانى مع الكيان الصهيونى الذى ازداد توحشًا بعد التطبيع.

فى تقرير صدر 21 فبراير 2022 خلصت منظمة العفو الدولية، إلى أن معاملة السلطات الإسرائيلية للفلسطينيين، ترقى إلى نظام الفصل العنصرى. ويعرف نظام الفصل العنصرى بأنه جريمة ضد الإنسانية تتميز بارتكاب أفعال لا إنسانية مثل القتل غير المشروع والتعذيب والنقل القسرى والتى تلتزم بالإبقاء على نظام مؤسسى قوامه الاضطهاد المنهجى والسيطرة المنهجية من جانب جماعة عرقية واحدة إزاء جماعة عرقية أخرى.

آن الأوان للتحرك لفضح جرائم هذا الكيان المجرم فى المحافل الدولية ومحاكمته أمام المحكمة الجنائية الدولية.

وآن الأوان لوحدة وطنية فلسطينية تتفق على الأهداف والوسائل لمواجهة المحتل واستعادة الحق الفلسطينى، حق التحرير والعودة، حق إقامة الدولة الفلسطينية على كامل التراب الفلسطينى وعاصمتها القدس الشريف.

وآن الأوان لوقفة أمام العدو من الأنظمة العربية بوقف التطبيع وإغلاق سفارات العدو الغاشم ولتستمر الشعوب فى مقاطعتها للعدو الصهيونى ومن يدعمه ويسانده.. المجد والخلود للشهداء والحرية للأسرى والنصر للمقاومة.