رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أبرز شهداء المسيحية.. قصة حياة الشهيد مارجرجس

الشهيد مارجرجس
الشهيد مارجرجس

تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الإثنين 1 مايو، بذكرى استشهاد، أحد أبرز الشهداء فى المسيحية، والذى لقبته الكنيسة القبطية بـ«أمير الشهداء»، نظرًا لما تحمّله من عذابات أليمة لمدة ٧ سنوات كاملة، على يد الإمبراطور الرومانى دقلديانوس فى أوائل القرن الرابع الميلادى، ليترك إيمانه المسيحى، وهو ما رفضه متمسكًا بإيمانه حتى الموت.

ومع ذكراه ترصد الدستور في سطور قصة الشهيد مارجرجس بحسب ما رواه كتاب “السنكسار ” الكنسي.

في عام 307 ميلادية استشهد القديس العظيم في الشهداء مارجرجس، وقد ولد بالقبادوقية من أب أسمه أنسطاسيوس وأم تدعي ثاؤبستا، ولما صار ابن عشرين عام مات والده، فذهب إلى دقلديانوس ليتقلد وظيفة والده فوجد أن الملك قد كفر وأمر بعبادة الأصنام فحزن وفرق كل ماله وأعطاه للمساكين وصرف غلمانه وتقدم إلى الملك معترفًا بالسيد المسيح.

وكان ذلك بعد أن رأي منشورات الإمبراطور فصرخ في وسطهم قائلا " إلى متي تصبون غضبكم علي المسيحيين الأبرار وتكرهون الذين عرفوا الإيمان الحقيقي علي أن يتبعوا الديانة التي أنتم في شك منه لأنه غير حقيقية ؟ فأما أن تؤمنوا بهذه الديانة الحقيقية أو علي الأقل لا تقلقوا بحماقة أولئك المتمسكين بها . فأشار الملك إلى مفنانيوس ، أحد وزرائه لتهدئته فقال له : " من علمك هذه الجرأة " فأجابه : " هو الحق " ثم بدأ يشرحه له ، فتدخل الملك وأخذ يذكره بالرتب التي أنعم بها عليه ويعده بالمزيد منها إذا جحد مسيحه فرفض بآباء هذه العروض الزائلة ولم يلتفت إليها فعذبه كثيرا وكان الرب يقويه ويشفي جميع جراحاته .

ويستكمل "السنكسار" ولما حار الملك في تعذيبه أستحضر ساحرا أسمه أثناسيوس وهذا أحضر كأسا ملأنا وتلا عليه من أقواله السحرية ، وقدمه للقديس فشربه بعد أن رسم عليه علامة الصليب ، فلم ينله آذى ، مما جعل أن الساحر نفسه يؤمن بالسيد المسيح ، ونال إكليل الشهادة فاغتاظ الملك وأمر بعصر جاؤرجيوس حتى يسلم الروح فطرحوه خارج المدينة ولكن السيد المسيح أقامه حيا وعاد هذا الشهيد إلى المدينة فرآه الجميع وآمن بسببه في تلك اللحظة ثلاثة آلاف وسبعمائة نفس . فأمر دقلديانوس بقطع رؤوسهم جميعا فنالوا إكليل الشهادة .

ويتابع "السنكسار" ، وكان بحضرة دقلديانوس بعض من الملوك فقالوا للقديس " نريد أن تجعل هذه الكراسي تورق وتثمر " . فصلي القديس إلى السيد المسيح فاستجاب طلبه . وأخذه مرة إلى مقبرة وطلبوا إليه أن يقيم من بها من الموتى ، فصلي إلى السيد المسيح فأقامهم الرب وبعد أن تحدثوا إليهم عادوا فرقدوا . 

وقدمت له امرأة فقيرة ابنها وكان أعمي وأصم وأخرس فصلي إلى السيد المسيح ورشم الطفل بعلامة الصليب فشفي من جميع أمراضه . وكان دقلديانوس مستمرا في تعذيبه فلما تعب من ذلك ومل صار يلاطفه ، ويعده أن يزوجه من أبنته إذا بخر للآلهة فخادعه ، جاؤرجيوس وأوهمه أنه قبل ذلك ففرح وأدخله إلى قصره وبينما كان يصلي سمعته الملكة وهو يقرأ المزامير فطلبت إليه أن يشرح ما كان يقوله . فبدأ يفسر لها كل الأمور من أول خلقة العالم إلى تجسد السيد المسيح فدخل كلامه في قلبها وآمنت بالمسيح له المجد .

وكان الملك قد أمر أن ينادوا في المدينة باجتماع الناس ليروا جاؤرجيوس يبخر لآلهة الملك , فلما اجتمع جمع كبير عند الأصنام وقف جاؤرجيوس وصرخ في الأصنام باسم الرب يسوع مخلص العالم . ففتحت الأرض فاها وابتلعت جميع الأصنام فخزي الملك ومن معه ودخل حزينا إلى قصره فقالت له الملكة : ألم أقل لك " لا تعاند الجليليين لان إلههم قوي ؟ " فعلم أن جاؤرجيوس قد أمالها هي الأخرى إلى أيمانه ودفعه الغيظ إلى أن أمر بتمشيط جسمها وقطع رأسها فنالت إكليل الشهادة .

 وأخيرًا رأي دقلديانوس أن يضع حدًا لتلك الفضائح التي تلحقه فقرر قطع رأس القديس جاؤرجيوس فنال إكليل الشهادة وأخذ أحد المسيحيين جسده ولفه في أكفان فاخرة ومضي به إلى بلده وبنوا علي اسمه كنيسة عظيمة .