رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قسطنطين كفافيس.. الشاعر اليوناني الأصل السكندري "الهوى والهوية"

قسطنطين كفافيس
قسطنطين كفافيس

قسطنطين كفافيس الشاعر اليوناني الأصل السكندري الهوى والهوية، والذي يتزامن تاريخ اليوم مع ذكري ميلاده ووفاته. حيث ولد كفافيس في مثل هذا اليوم من العام 1863 في مدينة الإسكندرية، ورحل في نفس اليوم من العام 1923 بداخل المستشفى اليوناني بالإسكندرية . 

ويعد قسطنطين كفافيس أحد أبرز الشعراء اليونانيين المعاصرين، قدم مجموعات شعرية تمزج بين اليونان الكلاسيكية، والشرق الأوسط القديم تحديدا الأدب السكندري، والإسكندرية التي تغني بها في قصائده ودواوينه الشعرية والتي نذكر من بينها: “المدينة” والتي يؤكد فيها أن مصير الناس في الإسكندرية مشابه لمصير أهل “طروادة” المحاصرة، فهم يعيشون سطوتها حتى الثمالة وهم مجبولون على البقاء فيها بحسب الناقد الدكتور شوقي بدر يوسف.  

بدأ قسطنطين كفافيس، محاولاته الشعرية في العام 1886، ونشرت أول قصائده في مجلة “المساء” عام 1891. وقد استلهم كفافيس موضوعاته الشعرية من العصور التاريخية المختلفة وبخاصة تاريح الإسكندرية. كما تحدث عن وقائع حياته الشخصية، وتعتبر قصيدته “إيثاكا” من أشهر قصائده في هذا الصدد.

عشق قسطنطين كفافيس مدينة الإسكندرية وظل فيها طوال حياتها لم يغادرها سوي مرة واحدة إلي أثينا، وعندما عاد منها إلي الإسكندرية اكتشف إصابته بسرطان الحنجرة. وقد تحول منزله في الإسكندرية إلي متحف يحمل اسمه.

نشر قسطنطين كفافيس، أول مجموعة مطبوعة من أشعاره وهو في الـ 41 من عمره تحديدا في سنة 1904، ونشر ثاني مجموعاته الشعرية والتي ضمت الـ 14 قصيدة كان قد نشرها في مجلات ودوريات أدبية، مضاف إليها 12 قصيدة جديدة لم تكن قد نشرت من قبل. وفي العام 1908 نشرت له مجلة “الحياة الجديدة” قصائده التي كتبها خلال الفترة من 1908 وحتي 1918، ومع مرور السنوات طبقت شهرته الآفاق داخل مصر لينطلق نحو العالم. 

 

ــ  قسطنطين كفافيس شاعر الإسكندرية

وفي كتابه “كفافي شاعر الإسكندرية”، يذهب مؤلفه الكاتب الراحل وسام الدويك، إلي أن كفافيس: "عاين كفافيس في صباه غزو الإنجليز للإسكندرية وقذفها بالقنابل عام 1882، فكان علي خلاف كثير من أجانب ذلك الوقت قد تألم لضرب مدينته العريقة، ولم تطاوعه نفسه ــ عندما شب عن الطوق ــ علي الهجرة من الإسكندرية الحبيبة رغم الدعوات التي وجهت إليه للإقامة في أثينا.

ويؤكد الناقد دكتور “شوقي بدر يوسف”، علي أن قسطنطين كفافيس أصبح من أهم شعراء العالم قاطبة بفضل فتنة وغواية الإسكندرية، وكانت الإسكندرية هي عالمه الشعري الأثير ومهبط إبداعه، وقاتنته الساحرة لذا فهو يقول عنها في قصيدته “البحر في الصباح”: فلأقف هنا، ولأري الطبيعة مليا، شاطئ بحر رائع، أزرق أصفر، في صباح سماؤه صافية، كل شئ جميل، مفعم بالضياء، فلأقف هنا، ولأخدع نفسي بأني أري هذا حقا، ولا أري خيالاتي ومتعة وهمية.

ويلفت “يوسف” إلى أن مدينة الإسكندرية عند قسطنطين كفافيس عندما عاصر ضرب الاحتلال الإنجليزي لها بالقنابل في العان 1882، أسطورة يونانية ضخمة تتولد من خلالها أخيلة وحكايات تستعيد الماضي بكل ما فيه من رموز ومعان وتاريخ، كما أنها أيضا في واقعها المعاش آنئذ ليست سوي أرض ثابتة تحت الأقدام تؤجج في نفسه مشاعر إنسانية متضاربة خاصة وهي ترزح تحت برابرة الاستعمار البريطاني في ذلك الوقت.