رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شم النسيم.. والقيامة!!

يتساءل الكثيرون: لماذا يأتي يوم شم النسيم يوم الإثنين الذي يلي يوم أحد الاحتفال بعيد القيامة؟
أولًا: عيد شمّ النسيم هو عيد مصري قديم، من حوالى 2700 قبل الميلاد، أي أنه عيد عمره أكتر من 4700 سنة. وكان أجدادنا المصريون يحتفلون به مع مطلع فصل الربيع.
وكلمة "شم النسيم" swm `nnicim هي كلمة قبطية (مصرية)، ولا تعني "استنشاق الهواء الجميل"، بل تعني: "بستان الزروع".. "شوم" swm تعني "بستان"، و"نيسيم" nicim تعنى "الزروع".. وحرف "إن" بينهما للربط مثل of في الإنجليزية.. فتصير الكلمة "شوم إن نسيم" بمعنى "بستان الزروع".. وقد تطوَّر نطق الكلمة مع الزمن فصارت "شم النسيم" التي يظن الكثيرون أنها كلمة عربية، مع أنها في الأصل قبطية (مصرية).
ثانيًا: بعد انتشار المسيحية في مصر حتى غطتها بالكامل في القرن الرابع، واجه المصريون مشكلة في الاحتفال بهذا العيد (شم النسيم)، إذ إنه كان يقع دائمًا داخل موسم الصوم الكبير المقدس الذي يسبق عيد القيامة المجيد.. وفترة الصوم Fasting تتميَّز بالنُسك الشديد والاختلاء والعبادة العميقة، مع الامتناع طبعًا عن جميع الأطعمة التي من أصل حيواني.. فكانت هناك صعوبة خلال فترة الصوم في الاحتفال بعيد الربيع، بما فيه من انطلاق ومرح وأفراح ومأكولات.. لذلك رأى المصريون المسيحيون وقتها تأجيل الاحتفال بعيد الربيع (شم النسيم) إلى ما بعد فترة الصوم، واتفقوا على الاحتفال به في اليوم التالي لعيد القيامة المجيد، والذي يأتي دائمًا يوم أحد، فيكون عيد شم النسيم يوم الإثنين التالي له.
كل عام وكل العام وأنتم في بهجة وهناء وسعادة.