رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كشف السبب وراء احتفال المصريين القدماء بـ"شم النسيم"

المصريون وشم النسيم
المصريون وشم النسيم

"يجمع المؤرخون على أن يوم شم النسيم عيد مصري قديم، إنه يوم مصري الهوية، مثله مثل يوم وفاء النيل".. بهذه الكلمات جاءت مقدمة كتاب "شم النسيم.. أساطير وتاريخ وعادات وطقوس" للكاتب عصام ستاتي، والصادر عن الهيئة العامة لقصور الثقافة عام 2006.

وكشف الكتاب، أن عيد شم النسيم الذي يحتفل به جميع المصريين منذ عصر قدماء المصريين وحتى الآن هو عيد قومي مصري؛ لأنه ليس عيدا دينيا، بل عيد من أعياد الطليعة، وشم النسيم يسمى في اللغة الهيروغليفية باسم "شمو" وهى تسمية تطلق على أحد فصول السنة المصرية القديمة، وبمرور الزمن تغير هذا الاسم من شمو إلى شم خاصة في العصر القبطي، ثم أضيفت إليه كلمة النسيم فأصبح شم النسيم، وتعني كلمة شمو في الهيروغليفية فصل الحصاد.

وشم النسيم هو الاحتفال بمجيء فصل الحصاد الذي تبعث فيه الحياة من جديد، وتتكاثر فيه الكائنات وتزدهر فيه الطبيعة، لذلك اعتبر المصري القديم ذلك اليوم رأسًا للسنة المدنية، وكما جاء في كتابه المقدس أنه أول الزمان، أو بدء خلق العالم.

وخلال صفحات الكتاب؛ قال إن سبب اختيار القدماء لهذا اليوم، أنهم تعودوا ربط أعيادهم بالظواهر الفلكية وعلاقتها بالطبيعة ومظاهر الحياة، فقد كان احتفالهم بعيد الربيع أو فصل الحصاد الذي حدد ميعاده بالانقلاب الربيعي، وهو اليوم الذي يتساوى فيه الليل بالنهار وقت حلول الشمس في برج الحمل، وكانوا يحددون ذلك اليوم والاحتفال بإعلانه في ليلة الرؤية، أو لحظة الرؤية عند الهرم الأكبر الذي يصفونه بقولهم: "عندما يجلس الإله على عرشه فوق قمة الهرم" وهى تمام الساعة السادسة مساء ذلك اليوم؛ حيث يجتمع الناس في احتفال رسمي أمام الواجهة الشمالية للهرم، فيظهر قرص الشمس قبل الغروب وخلال دقائق محدودة وكأنه يجلس فوق قمة الهرم، وتظهر معجزة الرؤية عندما يقسم ضوء الشمس وظلالها واجهة الهرم إلى شطرين، وهنا يتبين مدى ارتباط هذا العيد بمعنى الشمس المشرقة من تلك النقطة المنفردة على الأفق وهى نقطة الاعتدال.

ظهور الشمس بهذه الهيئة إنما يربطها ربطا معماريا فيزيقيا بهياكلها الأرضية وهي المباني الهرمية، فالهرم هو بيت الشمس على الأرض، أو هو الكيان أو الصرح أو الهيكل المستور لظهورها وحلولها، فكيف يكون ذلك؟ إن الآلهة عند القدماء لا تظهر بحقيقتها الشكلية أو تشخيصها البصري، ولكن في تجسيد وتوضيح لمفاهيمها الوظيفية المنوطة بها، ولا يمكن التعرف على المعبود عندهم إلا بشكل ناقص أو من خلال انعكاساته.