رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل تشهد الأزمة السورية انفراجة عقب مؤتمر جدة؟.. خبراء يجيبون

سوريا
سوريا

قال النائب السوري حسين راغب، إن بيان الاجتماع التشاوري لاجتماع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي بمشاركة مصر والعراق والأردن في جدة كان بيانا إيجابيا وتعبيرا عن وجود إرادة عربية مشتركة في وحدة سوريا والحفاظ على سيادتها، وتقديم المساعدة لدمشق لمواجهة تداعيات الإرهاب والحصار الاقتصادي والزلازل المدمر.

وأضاف راغب في تصريحات صحفية لـ"الدستور"، أن هذا الاجتماع سبقه أجواء إيجابية وتحركات عربية في اتجاه ترتيب البيت العربي الداخلي في ظل ظروف إقليمية ودولية استثنائية مستجدة، خاصة الاتفاق السعودي الإيراني والانفتاح السعودي على تركيا، والحديث عن تقارب سوري تركي بوساطة بعض الأشقاء والأصدقاء.

وأعرب النائب السوري عن توقعاته بأن المرحلة القادمة ستشهد مزيدا من التطورات الإيجابية والانفراجة بشكل عام في المنطقة وسوريا تحديدا، فالمؤشرات تتحدث عن دعوة سوريا لحضور القمة العربية المزمع عقدها في مايو المقبل  بالرياض.

وأكد راغب أن حضور سوريا واستعادة دورها في النظام الرسمي العربي سيحمل بلا شك انعكاسات سورية عربية مهمة، كعودة إحياء محور ثلاثي عربي "سوريا ومصر والسعودية"، الذي كان له دور ومكانة وقيادة تاريخية في النظام الإقليمي العربي وتوافقاته التي لعبت أدوارا استراتيجية خطيرة وحاسمة في أزمات وصراعات عربية وإقليمية.

الجفا: ما تشهده من حراك دبلوماسي بداية حقيقية مدعما بنوايا صادقة

من جانبه، قال الباحث السياسي السوري محمد كمال الجفا، إن مسار حل الأزمة السورية شاق ومعقد وأمامه عقبات كثيرة إن كان على الصعيد الداخلي أو الخارجي وما أفرزته هذه الحروب من شروخات وتكتلات وانكسارات عامودية وافقية داخل المجتمع السوري وليس من السهولة تجاوزها ضمن مدة زمنية قصيرة أو متوسطة بل تحتاج لجهود مضنية وشاقة على الجميع المشاركة بها ولا يمكن لسوريا وحدها أن تتجاوزها.

وتابع الجفا في تصريحات خاصة للدستور: “إذا الملف السوري مركب ومعقد وبالتالي هناك مسؤوليات جسام تقع على عاتق السوريين ومسؤوليات أيضا ضخمة ومعقدة تقع على عاتق المجتمع الدولي عامة والمحيط العربي خاصة لوضع هذا الملف على مسار التسوية”.

وأشار الجفا إلى أن ما تشهده من حراك دبلوماسي متعدد الاتجاهات إن كان على المستوى العربي أو الدولي هو بداية حقيقية مدعما بنوايا صادقة تقوم بها عدد القيادات العربية مدعومة ومغطاة أيضا من قبل بعض الدول في المجتمع الدولي أي لا يمكن أن يكون هناك قرارات تعسفية أو ملزمة تقوم بها بعض الدول لوقف هذا المسار التصالحي مع سوريا.

وأوضح الجفا أنه إذا كان هناك عدة مسارات سياسية ومرحلة مخاض ربما يتعثر أحيانا في بعض المحطات المتعلقة بالحصول على الإجماع العربي اللازم لعودة سوريا الى شغل مقعدها في الجامعة العربية، لكن الأسهل والأكثر ارتياحا بالنسبة للقيادة السورية هو عودة العلاقات العربية البينية على مستوى الدول وليس عبر ممر جامعة الدول العربية.

وتابع الجفا: “من خلال اطلاعي على مسارات التفاوض والتنسيق ما بين سوريا والإمارات والسعودية ونضيف لهم الجزائر وتونس والأردن والعراق فنحن نسير في الطريق السليم وحتما سنصل الى حلول مرضية لجميع الأطراف ضمن مدة زمنية مقبولة لا تقل عن أشهر ولا تتعدى سنوات”.

وأوضح الجفا أن الحلول المطروحة معظمها يريد تحديد فترة زمنية ووضع استراتيجيات الحل على السكة مع ربطه بمبدأ المقايضة أو الخطوة خطوة أي ربط الانفراجات الاقتصادية بانفراجات السياسية وعلى أسس ومرتكزات القرارات الدولية وخاصة القرار 2254 والذي يختلف الجميع على آليات تنفيذه.