رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صاروخ يوم الشمس!

يوم الشمس، ١٥ أبريل، هو الذكرى السنوية لميلاد كيم إيل سونج، الزعيم المؤسس لكوريا الشمالية، جد الزعيم الحالى كيم جونج أون، وعادة ما يشهد عروضًا عسكرية تتم خلالها اختبارات أسلحة جديدة. واستباقًا للاحتفال بهذا اليوم، أطلقت بيونج يانج، الخميس الماضى، نوعًا جديدًا من الصواريخ الباليستية العابرة للقارات تعمل بالوقود الصلب، التى يؤكد الخبراء أنها أرخص وأكفأ وأكثر ثباتًا من نظيرتها ذات الوقود السائل، لافتين إلى أن سرعة تحضيرها للإطلاق تقلل فرص رصدها وتدميرها قبل إطلاقها.

إلى جوار جثمان ابنه، الزعيم السابق كيم جونج إيل، والد الزعيم الحالى، يرقد جثمان الزعيم المؤسس محنطًا فى «قصر كومسوسان»، قصر الشمس، بالعاصمة بيونج يانج، ويزوره الكوريون الشماليون، فى هذا اليوم، الذى يُعد أبرز أيام تقويمهم السياسى، أو أعيادهم، كما يتوجهون أيضًا إلى تلّ مانسو، لوضع أكاليل الزهور على تمثالين برونزيين عملاقين للزعيمين الراحلين يطلان على العاصمة، تقديرًا لدورهما فى بناء الدولة الاشتراكية القوية وسعيهما لتوحيد شبه الجزيرة الكورية.

منذ ثلاث سنوات، أثار غياب «كيم جونج أون» عن احتفالات يوم الشمس، شائعات عديدة، حول صحته، بدأت بخبر نشره موقع «ديلى إن. كيه» الكورى الجنوبى، عن خضوعه لإجراء طبى يتعلق بالقلب والأوعية الدموية، و... و... وظل سقف الشائعات يتصاعد حتى نشرت جريدة «نيويورك بوست» خبر وفاة الزعيم الكورى الشمالى. وعلى الخط، دخلت شبكة «سى إن إن» الأمريكية، ونقلت عن مسئول أمريكى «مطلع» أن واشنطن «تدرس معلومات» تفيد بأن كيم «فى خطر شديد بعد عملية جراحية». غير أن الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب، شكك فى تقرير «سى إن إن» ووصفها بـ«شبكة الأخبار المزيفة»، وشدّد على «العلاقة الجيّدة» التى تربطه بالزعيم الكورى الشمالى، وأشار إلى أنّه قد يتّصل به للاطمئنان على صحّته.

المهم، هو أن وسائل الإعلام الكورية الشمالية الرسمية نشرت، أمس الأول الجمعة، صورًا يظهر فيها «كيم» مبتسمًا برفقة ابنته، خلال مشاهدتهما صاروخًا باللونين الأبيض والأسود ينطلق وسط سحابة دخان. وذكرت وكالة أنباء كوريا الشمالية أن الصاروخ الجديد اسمه «هواسونج ١٨»، وسيكون «أداة رئيسية للقوة العسكرية الاستراتيجية»، ونقلت عن «كيم» أن هذا السلاح الجديد «سيعيد تنظيم الردع الاستراتيجى بعمق ويعزز فاعلية الهجوم النووى المضاد». وأضاف: «سنرد بقوة ونضرب بشكل قاتل حتى يتخلى العدو عن استراتيجيته العقيمة وسلوكه الغبى». والإشارة هنا قد تكون مهمة إلى أن الخبراء كانوا قد وصفوا الصاروخ السابق، «هواسونج ١٧»، بأنه أكبر صاروخ يعمل بالوقود السائل يتم إطلاقه من منصة متنقلة على الطريق.

الصاروخ الجديد، الذى يعمل بالوقود الصلب، Solid-Fuel Rocket، يأتى بعد عدد قياسى من الصواريخ اختبرتها كوريا الشمالية، خلال عرض عسكرى، فى فبراير الماضى، وبعد «الغواصة النووية المسيرة» التى أعلنت بيونج يانج عن إجراء ثلاثة اختبارات لها، وأكدت أنها تستطيع أن تحدث «تسونامى إشعاعيًا واسع النطاق»، كما كشفت صور التقطتها الأقمار الصناعية منذ أسابيع عن مستوى عالٍ من النشاط فى المجمع النووى الكورى الشمالى الرئيسى فى «يونجبيون»، حسب منظمة «نورث ٣٨» الأمريكية أو التى يقع مقرها فى الولايات المتحدة. وردًا على المناورة الواسعة التى نفذتها الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، وتكثيف التعاون العسكرى بينهما، دعا «كيم»، الإثنين الماضى، إلى زيادة القدرات الردعية لبلاده «لمواجهة المناورات المتزايدة للاستعماريين الأمريكيين والدمى الخونة فى كوريا الجنوبية».

.. أخيرًا، وبمناسبة «يوم الشمس»، يوم مولد الزعيم المؤسس لكوريا الشمالية، نشير إلى أن الشهر الجارى تمر الذكرى الأربعون على منح كيم إيل سونج قلادة النيل، أعلى وسام مصرى، تقديرًا لمواقفه المساندة للدولة المصرية خلال عدوان ١٩٥٦ الثلاثى، ونكسة ١٩٦٧، ونصر أكتوبر ١٩٧٣. وبهذه المناسبة السعيدة، أيضًا نؤكد أن ٩٩٪، على الأقل، مما تتداوله وسائل الإعلام الغربية، والعربية أحيانًا، عن كوريا الشمالية وعن زعيمها الحالى، كاذب، زائف، أو مفبرك، ويخرج عادة من أجهزة مخابرات دول معادية تتزعمها الولايات المتحدة.