رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"مقبرة القديسين".. مجموعة قصص تحكى عن المقابر الفرنسية

غلاف مقبرة القديسين
غلاف مقبرة القديسين

عن المؤسسة العربية الحديثة صدرت قصص "مقبرة القديسين"، وهي القصص التي تطرحها المؤسسة ضمن سلسلة ميتافيزيقا، للمؤلف أحمد فكري.

تضمن الإصدار أربع قصص متفاوتة الطول، جاءت عناوينها كالتالي: "مقبرة القديسين، 1943، لوحة مرجان، لايكانثروبي، علامات".

ما يجمع القصص بين بعضها هو اهتمامها بالجانب الميتافيزيقي أو ما وراء الطبيعة، وجاءت القصص في 240 صفحة من القطع المتوسط.

تدور أحداث أطول القصص "مقبرة القديسين" وهي العمل الرئيسي بالمجموعة حول ماجدة التي تتزوج ثم تسافر للمغرب ومن بعدها فرنسا، وهناك تتعرف على جارتها "نتالي" التي تحكي لها عن المقابر الفرنسية "الكاتاكومب"، وتشرح لها أنها وفريق معها يقومون بزيارات سرية للمقابر التي جمعت رفات الفرنسيين وتاريخ المقبرة.

والزيارات غير المشروعة يطلق عليها "الكاتافيل" وهم مجموعات استكشافية تقوم بزيارات للـ"كاتاكومب"، وهوما أطلق على المقابر الجماعية التي تم نقل رفات الفرنسيين إليها، وذلك لمعرفة أنفاق جديدة، وهي محرمة قانونا، ومن هنا فإن ماجدة تنزل للمقابر بطريقة غير شرعية، ومن هنا تنقلب حياتها رأسا على عقب.

كانت ماجدة تمتلك موهبة كبيرة وهي أنها تعيش حيوات في أزمنة سابقة، وهذا ما اكتشفته في زيارتها للمقابر الفرنسية، كما أنها تستطيع معرفة حيوات من قتلوا عبر أزمنة سابقة.

وتتعرف ماجدة على إبراهيم الشاب المصري في فرنسا، وذلك عن طريق الصدفة البحتة وتكشف له ما تراه فيعرف أنها مستبصرة بطريقة ما، ومن حكاياتها يعلم حجم موهبتها ويقرر مساعدتها بعيدا عن الشرطة التي علمت بانضمامها للـ"كاتافيل" وراحت تطاردها ومن معها.

وفي القصة يقوم المؤلف بافتراض أنه يتحدث مع القارئ فيسرد الحكاية بشكل يبدو وكأنه شفهي، ومن حين لآخر يخاطب القارئ حتى لا ينفلت الامر او تضيع بعض التفاصيل، فيكرر من آن لآخر مفردات تجعل القارئ مركزا في العمل.

"أنت تعرف القصة بالمناسبة، وتعرف قواعد اللعبة ايضًا، كل شئ يبدو وكانه حدث منذ زمن بعيد والآن يتكرر، لا ليس "ديجافو" إن كنت تظن ذلك، بل هي تلك القصة التي تتكرر".

هكذا يبدأ المؤلف أحمد فكري القصة ليضمن إثارة الكثير من الأسئلة في نفس القارئ ويضمن تواجد عامل التشويق بشكل أكبر، فيقبل القارئ على العمل بقوة.

يسرد المؤلف الحكاية بشكل مشوق ويتتبع بأسلوب علمي ظاهرة الرجوع في الزمن وتعرف ماجدة على العديد من الحيوات، فما ان تضع ماجدة يدها على جدار او أرض حتى تبدأ في الغياب وتجسدها في إحدى الشخصيات فترى رأي عين كل ما يحدث، ومن هنا كان طبيعيا اكتشافها لمقتل الطفل في حجرة الفندق واين دفن ايضًا، والعديد من الحكايات التي تضمنها العمل.