رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البابا فرانسيس: السيد المسيح فتح لنا جسرا نحو الحياة

 البابا فرنسيس
البابا فرنسيس

بمناسبة عيد القيامة المجيد أطل قداسة البابا فرنسيس من على شرفة البازيليك الفاتيكانية كما هي العادة في كلِّ عام ومنح بركته مدينة روما والعالم والغفران الكامل.

ووجّه البابا فرنسيس رسالة قال فيها: المسيح قام! نعلن اليوم أنَّ، رب حياتنا، هو قيامة العالم وحياته، إنه عيد الفصح، الذي يعني "العبور"، لأن من خلال السيد المسيح، تم العبور الحاسم للبشرية: من الموت إلى الحياة، من الخطيئة إلى النعمة، من الخوف إلى الثقة، ومن اليأس إلى الشركة. فيه، هو رب الزمن والتاريخ، أريد أن أقول للجميع بقلب مفعم بالفرح: فصحًا مجيدًا!

وتابع البابا فرنسيس: " ليكُن لكل واحد منكم، ولاسيما للمرضى والفقراء، للمسنين وللذين يختبرون لحظات مِحَنٍ وإرهاق، عبورًا من الضيق إلى العزاء. نحن لسنا وحدنا: الله معنا إلى الأبد. لتفرح الكنيسة والعالم، لأن آمالنا اليوم لم تعد تتحطَّم على جدار الموت، لكن السيد المسيح  فتح لنا جسراً نحو الحياة. نعم، في عيد القيامة تغيَّر مصير العالم، واليوم، إذ يتزامن أيضًا مع التاريخ الأكثر احتمالية لقيامة المسيح، يمكننا أن نفرح بالنعمة الخالصة بالاحتفال بأهم وأجمل يوم في التاريخ.

أضاف البابا فرنسيس، المسيح قام، حقًّا قام، كما يُعلَنُ في كنائس الشرق، وأن مسيرة البشريّة من عيد الفصح فصاعدًا، المطبوعة بالرجاء، تسير بشكل أسرع. وهذا ما يُظهره لنا بمثالهم أول شهود للقيامة.

واستكمل: " تخبرنا الأناجيل عن السرعة التي بادرت فيها المرأتان إلى التلاميذ تحملان البشرى. ومن بعد أن أسرعت مريم المجدليّة وجاءت إلى سمعان بطرس، أسرع يوحنا وبطرس السير معًا لكي يبلغا إلى المكان الذي دُفن فيه يسوع. ومن ثمَّ، في مساء عيد الفصح، بعد أن التقيا بالقائم من بين الأموات على طريق عماوس، قام التلميذان في تلك الساعة نفسها ورجعا وسارعا إلى السير لعدة كيلومترات صعودًا وفي الظلام، يحرِّكهما فرح الفصح الذي لا يمكن احتواؤه والذي كان يتّقد في قلبيهما". 

ولفت:  لنسرع لكي نتخطّى النزاعات والانقسامات ونفتح قلوبنا لمن هم في أمسِّ الحاجة. لنسارع إلى السير على دروب السلام والأخوّة. ولنفرح لعلامات الرجاء الملموسة التي تصلنا من العديد من البلدان، بدءًا من تلك التي تقدم المساعدة والضيافة للذين يهربون من الحرب والفقر. ومع ذلك، لا يزال هناك على طول الطريق، العديد من العقبات، التي تجعل إسراعنا نحو الرب القائم من بين الأموات مُتعِبًا وشاقًا. إليه نوجه نداءنا: ساعدنا لكي نجري للقائك! ساعدنا لكي نفتح قلوبنا!

أضاف الأب الأقدس ، ساعد الشعب الأوكراني الحبيب في مسيرته نحو السلام، وأفِض النور الفصحي على الشعب الروسي. عزِّ الجرحى والذين فقدوا أحباءهم بسبب الحرب واجعل الأسرى يعودون بأمان إلى عائلاتهم. افتح قلوب المجتمع الدولي بأسره لكي يجتهد من أجل إنهاء هذه الحرب وجميع الصراعات التي تُدمي العالم، بدءًا من سوريا التي ما زالت تنتظر السلام. أُعضد المتضررين من الزلزال العنيف في تركيا وسوريا. ولنصلِّ من أجل الذين فقدوا عائلاتهم وأصدقائهم وتُركِوا بلا مأوى: لكي ينالوا العزاء من الله والمساعدة من عائلة الأمم.

واختتم البابا فرنسيس، لنجد نحنُ أيضًا مجدّدًا طعم المسيرة، ولنُسَرِّع نبضات الرجاء، ونتذوق مُسبقًا جمال السماء! لنستمِدَّ اليوم الطاقات لكي نمضي قدمًا في الخير للقاء الخير الأعظم الذي لا يُخيِّب. وإذا كانت، كما كتب أحد الآباء القدامى "أعظم خطيئة هي عدم الإيمان بطاقات القيامة"، فنحن نؤمن اليوم أنَّ "المسيح قامَ حقًّا، إنَّا لَواثِقون". نحن نؤمن بك، السيد المسيح ونؤمن أن معك يولد الرجاء مُجدّدًا وتستمرُّ المسيرة.