رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحثون مصريون: استقرار السودان جزء رئيسى من محددات الأمن القومى المصرى

السودان
السودان

 

نسرين الصباحى: القاهرة تقرب وجهات النظر بين الفرقاء السودانيين للتوصل لصيغة توافقية 

 

قالت نسرين الصباحى، باحثة بوحدة الدراسات الإفريقية بالمركز المصرى للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن العلاقات بين مصر والسودان تشهد حراكًا إيجابيًا يتجلى فى مجموعة من التفاعلات والزيارات المتبادلة على فترات متقاربة بين البلدين، انطلاقًا من الروابط التاريخية والأزلية بينهما، وفى ظل عمق الثقافات والمصالح المشتركة بينهما.

وبينت أن أمن واستقرار السودان يُمثلان جزءًا رئيسًا من محددات الأمن القومى المصرى، وتأسيسًا على الشراكة الاستراتيجية والتنسيق المشترك فى مواجهة التحديات والمخاطر، مضيفة: «تعمل مصر على تقريب وجهات النظر وتهيئة المناخ الملائم لأطراف العملية السياسية فى السودان للحوار السودانى- السودانى، للتوصل إلى صيغة توافقية بشأن القضايا الخلافية والعالقة».

وقالت إنه فى ضوء ذلك، استضافت القاهرة، فى فبراير الماضى، ورشة عمل بعنوان «آفاق التحوّل الديمقراطى نحو سودان يسع الجميع»، وشهدت الورشة مشاركة واسعة النطاق من الأطراف الفاعلة فى المشهد السودانى، ونتجت عنها مجموعة من المخرجات والتوصيات شملت التأكيد على بنود الاتفاق الإطارى الذى تم التوقيع عليه مؤخرًا فى ديسمبر الماضى.

وذكرت أن المبادرة المصرية عملت على تحريك الجمود فى العملية السياسية، وشكّلت اختراقًا ونقلة نوعية فى مسار استعادة عملية التحوّل الديمقراطى فى السودان، والتقدم نحو تشكيل حكومة مستقلة ذات كفاءات وطنية وتجاوز المرحلة الانتقالية.

وقالت إن السودان يشهد حالة من الحراك بين كل القوى السياسية والمؤسسة العسكرية خلال الفترة الأخيرة، وتحديدًا بعد التوقيع على الاتفاق الإطارى وما تبعه من مباحثات وجولات التفاوض بين أطراف العملية السياسية، وآخرها ورشة الإصلاح الأمنى والعسكرى فى مارس ٢٠٢٣، بدعم من الشركاء الإقليميين والدوليين والآلية الثلاثية «الاتحاد الإفريقى، ومنظمة الإيجاد، وبعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم مرحلة الفترة الانتقالية (يونيتامس)».

وتابعت: «كل ذلك ساهم فى تسهيل النقاط الخلافية المتباينة بين الفرقاء السودانيين، بهدف استعادة مسار التحوّل المدنى الديمقراطى، وتحقيق شعارات الثورة (حرية، وسلام، وعدالة)». 

وقالت: «لا تزال هناك قضايا عالقة وتحديات متشابكة فى مسار العملية السياسية النهائية، ومن أبرزها؛ مشكلات دمج قوات الدعم السريع فى الجيش السودانى، وتحديات قضايا العدالة الانتقالية، وتصاعد أزمة شرق السودان، وتفاقم أبعاد الأزمة الاقتصادية، وعقبات تفكيك وإزالة بنية مؤسسات نظام البشير».

إيمان الشعراوى: العلاقات قوية وعميقة والقاهرة لا تغيب عن شئون السودان أبدًا

أكدت إيمان الشعراوى، مدير وحدة الدراسات الإفريقية بمركز «المستقبل» الإقليمى للدراسات الاستراتيجية، أن العلاقات المصرية- السودانية قوية وعميقة، وتحرص القاهرة على ألا تغيب عن السودان وشئونه، فى إطار العلاقات الأخوية المتميزة والتاريخية بين الشعبين، وذلك من خلال إطلاق عدد من المبادرات وسعيها لبناء جسور الثقة مع معظم أطراف العملية السياسية فى السودان.

وأشارت إلى حرص مصر على تحقيق مصلحة الشعب السودانى وعدم التدخل فى الخلافات الداخلية بين القوى السياسية السودانية، وأن تبنى علاقة طيبة قدر الإمكان مع معظم القوى السياسية، وذلك عكس التدخلات الدولية الأخرى، والتى تعتبر أحد المعطيات الرئيسية المؤثرة فى التفاعلات السياسية السودانية الداخلية، خصوصًا بعد ثورة ديسمبر ٢٠١٨، وسعى هذه القوى لتحقيق مصالحها وأهدافها على حساب مصلحة الشعب السودانى.

وأضافت: «هناك تاريخ من التعاون الطويل والمشترك بين البلدين فى كل المجالات، خصوصًا فى مجال الموارد المائية الذى يُعد من أهم مجالات التعاون، إذ يربط البلدين شريان واحد هو نهر النيل، كما أن تحديًا مصيريًا يواجههما متعلقًا بأزمة سد النهضة والإصرار الإثيوبى على الإضرار بالحقوق التاريخية للدولتين، إضافة إلى التعاون العسكرى والأمنى بين جيشىّ مصر والسودان وشموله مجالات التدريب والتأهيل وتبادل الخبرات، والتعاون الاقتصادى المهم، إذ يمثل السودان بوابة للصادرات المصرية لأسواق دول القارة الإفريقية، كما تعد مصر بوابة للصادرات السودانية للأسواق الأوروبية». ولفتت إلى إمكانية استضافة مصر جولات جديدة بين الأطراف السودانية الفترة المقبلة، لتسهيل عملية التوافق السياسى وتحريك الجمود الذى أصاب العملية السياسية فى البلاد، وذلك انطلاقًا من وجود مصالح مشتركة مع مصر، وحال حدوث عدم استقرار فى السودان سينعكس ذلك سلبًا على الأمن القومى المصرى.