رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الفائزة الأولى بجائزة آدم حنين: استوحيت «الطائر» من المصرى القديم (حوار)

الفنانة إيمان بركات
الفنانة إيمان بركات

النحت هو عالمها الخاص، والتفاصيل لا تعنيها، طالما أن المعني حاضرًا وبقوة.. هكذا استطاعت الفنانة إيمان بركات أن تطلق لخيالها العنان، في عملها الفني باسم “Guard Birds”، وهو العمل الذي حصد الجائزة الأولى في مسابقة آدم حنين للنحت في دورتها السابعة. 

شعرت الفنانة إيمان، بلحظات ممزوجة بالفرحة الغامرة والتوتر الشديد، حينما وقفت لتتسلم الجائزة وسط لفيف من الفنانين، وعلى رأسهم وزير الثقافة الأسبق الفنان فاروق حسني.

التقت "الدستور" بالفنانة إيمان بركات، للكشف عن كواليس عملها الفني، ومراحل تنفيذه وصولًا إلى فوزها بالجائزة الأولى في مسابقة آدم حنين للنحت لعام 2023.. وإلى تفاصيل الحوار:

 

في البداية.. ما هي تفاصيل فوزك بالجائزة الأولى؟

كان لي الحظ بأنني شاركت بالمسابقة من الدورة الأولى عام 2017، ثم شاركت في الدورة الثالثة عام 2020، وحصدت على الجائزة الثانية، كما واصلت مشاركتي في العام الماضي 2022، وحصلت على الجائزة الثالثة، وهذه السنة فزت بالجائزة الأولى.

كيف ترين جائزة ارتبطت باسم واحد من أساطير النحت في مصر وهو آدم حنين؟

بالطبع مسابقة ومعرض ملهم ومتخصص للغاية، في فن النحت، ومرتبط بجيل الشباب، وأنا في سن يسمح لي بالمشاركة، قلت لنفسي: “لماذا لا استغل هذه الفرص؟، كما أنه يشجعني أيضًا على الاستمرار في العمل والنحت وبناء تجارب جديدة”.

كيف يمكنك ان تصفي فوزك بجائزة مهمة مثل جائزة أدم حنين؟

كنت سعيدة جدًا ومتوترة جدًا، حتى الآن كلما أتذكر لحظة تكريمي أشعر بالتوتر من رهبة الجائزة، خاصة حينما أقدم عمل سعيدة به، فكنت سعيدة بالجائزة وبالمستوى، وبمكانتي في المعرض، وهذه الجائزة كنت أسعى لها وربنا كرمنى بها بشكل مرضي لي.

 

هل يمكنكِ أن تكشفى لنا عن تفاصيل العمل النحتي؟

العمل عبارة عن قطعتين لطائر والقطعة الثانية الوجه الآخر له، والإثنين قمت بنحتهما بنفس الأبعاد، العمل مكون من خامة الرخام، الأول من الأبيض التركي، والثاني من الأخضر الهندي، وأسميته "طيور الحراسة".

لماذا ذهبتي إلى الطائر تحديدًا؟

لأنه يرمز إلى "الحماية"، ودوره حماية الأشخاص أو الحراسة، فإنني استوحيته من المصري القديم، الذي كان يعتقد بأن الطائر مرتبط بالحماية، مثل "حورس" والنسر والصقر، الذي لديه نظرة ثاقبة حتى يستطيع أن يرى الخطر من على بُعد، من قبل أن يقترب فيمكنه أن يؤمن صديقه أو المكان الذي فيه.

 

وكيف استطعتي التعبير عن رمز "الحماية" في عملك؟

حاولت أن أجعل الطائران واقفان في وضع الاستعداد، بأجنحة مرتفعة، متأهبين دائمًا للحماية.

 

هل دراستك متعلقة بعالم النحت؟

نعم.. فأنا حصلت على بكالوريوس تربية فنية بجامعة حلوان، وأخذت الماجستير في النحت، وحاليًا أحضر الدكتوراه بكلية تربية فنية بنفس الجامعة، والدراسة ساعدتني في إنها أثقلتني فكريًا بالإضافة إلى موهبتي، فمن خلال الاإطلاع والبحث أصبح لدي المهارة والموهبة.

الطائران بدون ملامح.. ماذا يعني هذا في عالم النحت وفي عالمك الخاص أيضًا؟

في معظم أعمالي، أريد توصيل المعني من خلال الحالة التي تعكسها الكتلة نفسها، وهذا يظهر في قوة المجسم، وبشكل مجرد تمامًا، فأريد أن أوصل للمتفرج المعني وحضور المجسم في أبسط صورة له، دون الحاجة إلى الدخول لتفاصيل كثيرة أو نقلات لا تعني شئ، اعتمدت على طاقة وحالة العمل نفسه وهذه هل قوته الحقيقة، وإذا أدرت العمل على نفس الطائرين مرة أخرى سأحاول تبسيط نحتهم أكثر من ذلك.

 

ما الذي أردتِ أن يتذوقه الزائر  من عملك النحتي؟

حاولت أن أنحت هذا العمل ليكون أقرب إلى البورتريه، وأعطي المتفرج إيحاءات بأنه هنا يقف الطائر مستعد بأجنحته وجسمه ورأسه، وهو يكمل حكايته الخاصة من الخيال، وكل فرد بخياله وإحساسه، ويتذوقه من خلال رؤيته للعمل والوقوف أمامه ليتعايش معه.

كم من الوقت استغرقته في الانتهاء من هذا العمل؟

تقريبًا شهر، وكان يمكنني تنفيذه في وقت أقصر لولا بعض الظروف الصحية التي حلت بي في هذا الوقت.

حدثينا عن الخامة المستخدمة لـ "طيور الحراسة"؟

استخدمت حجر الرخام لأنه يعطي قيمة كبيرة للعمل بألوانه الطبيعية، وصورة حية، والفكرة التي تصورتها بذهني كانت من هذه الخامة، وبالنسبة لاختيار الألوان فرأيت أن الأخضر يمثل الزرع هفي الأرض، والأبيض هو الضوء الذي في السماء، فحقق لي هذا التكامل في العمل.

 

لم يتجاوز عمرك الـ 34 ولديكِ موهبك كبيرة.. فما طموحك في فن النحت؟

أتمنى أن أكمل أعمالي بهذا القدر من الجمال وأسعى إلى أن أضيف بصمتي الخاصة في عالم النحت، وحتى الآن الله يكرمنى.