رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحث: إجراءات التضييق ضد الإخوان فى ألمانيا ضربة قاصمة للتنظيم الدولى

الإخوان الإرهابية
الإخوان الإرهابية

أكد هشام النجار، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، أنه بالنظر إلى أن ألمانيا هي أحد أهم المعاقل التاريخية والتقليدية للتنظيم الدولي للإخوان في أوروبا بجانب بريطانيا، فإن أي إجراء في سياقات التضييق وتجفيف منابع التمويل وتحجيم النشاط، خاصة الاقتصادي والاستثمارات وما تمارسه الجماعة خفية عبر المراكز الدعوية والخيرية التي تسيطر عليها هناك، ضربة قوية للتنظيم الدولي.

وأضاف النجار، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن تلك الأمور التي تجري داخل أروقة البرلمان الألماني وفي داخل ألمانيا، تعد ضربات قاسية جدًا للتنظيم الذي يعتمد بشكل أساسي في تمويله ودعمه على هذا الحضور القوي في أوروبا خاصة في ألمانيا.

وأوضح الباحث في شئون الحركات الإسلامية أن ما يتخذ من إجراءات ضد التنظيم في ألمانيا إلى جانب الإجراءات التي تتخذها الدول والحكومات الأوربية الأخرى، كما يحدث في فرنسا والنمسا، يرسم حالة عامة باتت تتكرس ضد النفوذ التقليدي للتنظيم الدولي للإخوان في أوروبا.

وتعيش جماعة الإخوان الإرهابية، تحديدًا في الداخل الألماني، ضغوطًا وواقعًا مختلفًا عما كانت عليه في السابق، سواء من البرلمان الألماني أو الاستخبارات أو داخل أروقة الحكومة، التي تخطط خلال الفترة المقبلة لعقد مؤتمر حول الإسلام السياسي، خاصة جماعة الإخوان، للتعريف بخطورة هذا التنظيم وما نتج عنه.

وخلال الـ12 شهرًا الماضية، أسفر مسار مكافحة الإخوان في ألمانيا عن 35 تحركًا في مختلف المستويات ضد تلك التنظيمات داخل "البوندستاغ" الألماني وجهاز الاستخبارات الداخلية؛ للتنوع ما بين 8 تقارير أصدرتها الاستخبارات الداخلية التي تعرف بـ"هيئة حماية الدستور"، و5 مشاريع قرارات أخرى قدمها حزب "الاتحاد المسيحي يمين وسط" وحزب "البديل لأجل ألمانيا الشعبوي"، فضلا عن مشروع قانون قدمته الحكومة.

كما قدمت الكتل السياسية المختلفة في "البوندستاغ"، 12 طلب إحاطة حول ظاهرة جماعات الإسلام السياسي، وفي القلب منها الإخوان، فيما ردت الحكومة الألمانية بنحو 5 مذكرات رسمية توضح للنواب أنشطة وتحركات تنظيم الإخوان في الداخل، وما يدور في فلكها من تنظيمات أخرى تابعة لها.

ويضرب الوضع الجديد في الداخل الألماني كل ما أسسه التنظيم الدولي في ألمانيا منذ تواجده هناك في خمسينيات القرن الماضي، وعلى مدار 7 عقود من خلال تأسيس ما يسمى بـ"المركز الإسلامي بميونخ" الذي مارس عليه نشطاء الإخوان نفوذا كبيرا هناك.