«أنامل مبدعة».. مكفوفون يصنعون فوانيس رمضان من خوص البامبو بالأسكندرية

أنامل مبدعة يحركها نورٌ نابع من القلب، استطاعت أن تحول شرائط صماء لقطع فنية، وبمهارة متقنة صنع شباب من المكفوفين بالإسكندرية فوانيس شهر رمضان بأشكال وتصميمات مميزة من البامبو.

أجرت الدستور لقاءً مع عدد من الشبات الكفيفات، الآتي يشاركن ورشة تصنيع فوانيس رمضان للمكفوفين بالإسكندرية.

تعلمت أشغال البامبو منذ 20 عامًا

قالت نادية صفوت، ليسانس آداب جامعة الإسكندرية، إحدى الكفيفات، إنها تعلمت أشغال البامبو منذ ما يقرب من 20 عامًا، وألتحقت بورشة البامبو الجمعية منذ 5سنوات، حيث تعمل مدربة لتعليم الشباب والفتيات تصنيع منتجات هاند ميد من البامبو، مشيرة إلى أنهم قبل استقبال شهر رمضان المبارك بدءوا عمل الفوانيس بأشكالها المختلفة.

وأضافت لـ « الدستور» أن ورشة عمل الفوانيس بدأت منذ شهر رجب، وذلك للإنتهاء من الطلبيات  المطلوبة منهم قبل استقبال شهر رمضان، مشيرة إلى أنها تُعلم الشباب والفتيات طريقة عمل الفانوس، حيث يمكن العمل على اسطمبات حديد، أو بشكل بشكل حر.

وتابعت أن بخلاف موسم شهر رمضان، هناك مواسم أخرى لشغل الباميو مثل الصيف، حيث يتم  تنفيذ شنط للمصيف بالإضافة إلى المرايات، والاطباق،  بونبونيرة، مقلمة، فازة أو اباجورة، وجميع  هذه الأشياء  من البامبو تكون بمثابة ديكور وانتيكات لتجميل المنزل.

واكدت أن الاشغال اليدوية أضافت لها الكثير، فهي تظهر الموهبة الفنية، ويجب أن يحب الشخص العمل ويتقنه، لأن هذا الحب هو الذي يخرج القطعة  بشكل يرضيه، ويرضي من يري المنتج أو يقبل على شرائه.

انضممت منذ 9 أشهر 

وذحرت نورهان أسامة ليسانس آداب، قسم لغة عربية، إحدى الفتيات الكفيفات، إنها تعرفت على الجمعية من صديقتها، وانضمت لها منذ 9أشهر، حيث بدأت تُعلم شغل البامبو، مشيرة إلى أنهم قبل قدوم شهر رمضان فكروا في فكرة جديدة وهي تنفيذ فوانيس رمضان  وتم عرضها على على مسؤولة الجمعية والتي شجعتهم على تنفيذها.

وأضافت لـ « الدستور » أنها لأول مرة تتعلم الاشغال اليدوية، وتعرفت على أسس شغل البامبو ككل، أما الفوانيس فأصبحنا ننتج اشكال متعددة، حيث يمكن إدخال معه شغل آخر على سبيل المثال المكرمية، بالإضافة إلى الابتكار في الشكل، مشيرة إلى أن الفكرة نالت إعجاب الناس حبيتها، وأنتجنا أشكال وأحجام كثيرة للفانوس مع إمكانية إضافة إضاءة أيضا له بحسب الطلب.

ولفتت أن تعلمها الاشغال اليدوية كان له أثر كبير في حياتها، مما جعلها تريد التعرف  على جميع  تفاصيل شغل البامبو، وتبدأ بعد ذلك مشروع خاص بها من المنزل، ويكون لها إنتاج وتستطيع تسويق منتجاتها عبر الانترنت.

تعلمت شيء جديد

وقالت شيماء محمد، ليسانس الآداب قسم اللغة العربية، إنها بدأت تعلم الشغال اليدوية من البامبو منذ عامين عندما شاركت بالجمعية، وكان لديها وقت فراغ كبير من قبل، مشيرة إلى أنها  تعلمت شيئ جديد أصبح يمثل سعادة لها وفرحة عندما تشعر بالإنجاز.

وأضافت لـ « الدستور» أن ورشة العمل يومين في الأسبوع لمدة 4 ساعات، موضحة أن ورشة الفوانيس بدأت قبل شهرين، ويتم العمل في الفانوس من خلال تركيب القوائم على اسطمبة حديد بالشكل، ثم البدء في الفانوس من أعلى أو اسفل، ويمكن أن يستغرق عمل من يومين إلى  ثلاثة  بحسب حجم الفانوس والاضافات به.

ومن جانبها، قالت حنان حشيش رئيس جمعية دنيتنا للمكفوفين، إن الجمعية تخدم المكفوفين بشكل مجاني تمامًا في جميع المجالات، موضحة أن ورش العمل هي أحد الانشطة، والتي تعلم الكفيف وضعيف البصر حرفة يدوية مثل البامبو والمكرمية، والكليم والسجاد اليدوي ليشعر أنه منتج وفعال بالمجتمع وتكون بمثابة فرصة عما له ودخل يأمنه ماديا ويشعر بذاته، كما يتم توفير بدل انتقال، ووسيلة مواصلات، وحافز طول فترة التدريب.

وأضافت أنه عندما تصبح العضوة مُدربة تحصل على راتب المدرب، كما يتم مساعدة المتدربين عند اتقانهم الشغل اليدوي بتحويلهم لأسر منتجة، ومساعدتهم  بالخامات ليبدؤا مشروع من المنزل، كما يتم مساعدتهم في تسويق منتجاتهم عن طريق المعارض ومواقع التواصل الاجتماعي.

وأضافت لـ « الدستور» أن هناك العديد من الأنشطة بالجمعية من بينها: مركز التدخل المبكر للأطفال متعددي الإعاقة من سن 3سنوات، حيث يتم عمل تنمية مهارات وتعديل سلوك و تخاطب والتعرف على البيئة المحيطة وإعدادهم للمدرسة، ومركز للكمبيوتر، وطباعة برايل، وفريق للموسيقى العربية، والذي حصل على عدة مراكز متقدمة، فضلًا عن الاهتمام بأسر المكفوفين، ومساعدات في الزواج.