رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وزيرة التضامن تشارك في مؤتمر دبي الدولي للإغاثة والتطوير «ديهاد»

نيفين القباج
نيفين القباج

شاركت نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، في فعاليات مؤتمر دبي الدولي للإغاثة والتطوير "ديهاد" للأعمال الإنسانية المستدامة، والذي يقام في دولة الإمارات العربية المتحدة تحت رعاية الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي.
 
وتقام الدورة الجديدة للمؤتمر تحت شعار «الطاقة والمساعدات وسبل الاستفادة من الموارد المتاحة» بمشاركة أكثر من 828 منظمة دولية غير حكومية وجمعية إنسانية، بالإضافة إلى العديد من الشركات وجهات توريد المواد الإغاثية والعلامات التجارية العالمية.
 
وأبدت وزيرة التضامن الاجتماعي خلال كلمتها في المؤتمر سعادتها بالمشاركة في المؤتمر وما يصبو إليه من تحقيق أهداف نبيلة، مشيرة إلى أن مشاركة هذا الجمع ما هي إلا تأكيداً لاستمرار الجهود، وتصديقاً على ثبات المبادئ، وعزماً على تحقيق الأهداف، لنرسم معاً خارطة طريق لمستقبل أكثر إشراقا وأكثر إنسانية. 
 
وقالت القباج: "الإنسانية هي أرقى صفة يتحلَّى بها المرء، وبها ينبل خُلقه ويعظم قدرُه في القلب والضمير، في القول والفعل، وفي الجهد والأثر، سواء كان ذلك في خدمة المجتمع أو الوطن أو في أي مكان على وجه الأرض، وكلمة الإنسان في القرآن الكريم تدل على هذا الُخلق الأصلي في ذات الإنسان، وهي تطلق على من كثر أنسه فهو الكائن الذي أنست الأرض بوجوده".

وأكدت أن التدخلات الإنسانية باتت ترتبط بالشرعية الدولية، وبمواثيق حقوق الإنسان، وبأعرافنا وبتعاليمنا الدينية، علماً بأن التدخل الإنساني العادل ليس حكرا على بلد بذاته أو إيديولوجية بعينها، ولكن هو يشمل جميع من يعيشون في خطر داهم، مشددة أن الالتزام بالإنسانية لا يقتصر على المناصرة أو على التعاطف فحسب، ولكن يحتم علينا أن نوجه رؤيتنا التنموية وسياساتنا الاجتماعية والاقتصادية وعلاقاتنا الدولية، وبرامجنا الاستراتيجية لحماية الإنسان والاستثمار فيه وصون كرامته، بما يشمل الرعاية الصحية الجيدة، وكفاية وسلامة الغذاء وأمن المياه، والتعليم الأساسي الشامل والدامج، والتمكين الاقتصادي الرشيد والمتوازن، وحماية كوكب الأرض والقاطنين عليه من جراء تغير المناخ، وتقديم العون والإغاثة للمتأثرين من النكبات وبصفة خاصة من هم أولى بالرعاية.

 وأكدت وزيرة التضامن الاجتماعي أنه حيثما توجد الأزمات توجد منظمات إنسانية وحركات اجتماعية ومتطوعين في الصفوف الأمامية، تخوض غمار الأزمة بصدر عارٍ وأكفٍّ تحمل الضمادات، وسـواعد تحمل الزاد والغطاء، وعقل يحمل خطط تنموية شاملة وعادلة، وضمير يضع إعلاء قيمة الإنسان وتحسين جودة حياته فوق كل اعتبار دونما تحيز أو تمييز.

واشارت إلى أنه قد سبق وأطلقت مؤسسة "ديهاد" مبادرات إنسانية جليلة تطمح إلى تعزيز الإحسان ونشر الخير في كافة القطاعات، ومنها على سبيل المثال لا الحصر مبادرات الصناعة والابتكار، والعمل اللائق وريادة الأعمال، وجمع وتوفير الأدوية والمستلزمات الطبية والمستحضرات الصيدلانية، وإطلاق منظومة اعتماد عالمية موحدة للتعليم المستمر، كما تم إطلاق كلية ديهاد للأعمال الإنسانية لتقديم برنامج ماجستير دولي إنساني بالشراكة مع جامعة أوكام الإسبانية، ومبادرة ديهاد Glasshouse التي أطلقت منصة للأفكار الإنسانية المبتكرة يتم تقديمها سنوياً لتعود بالنفع في المجال الإنساني حول العالم.
 
وأفادت القباج أن الدورة الـ19 تنطلق تحت شعار "الطاقة والمساعدات وسبل الاستفادة من الموارد المتاحة"، مضيفة أن تغير المناخ يؤثر بشكل مباشر على إمدادات الوقود وإنتاج الطاقة، وكذلك المرونة المادية للبنية التحتية الحالية والمستقبلية للطاقة، فموجات الحر والجفاف تضع بالفعل توليد الطاقة في الوقت الحالي تحت الضغط، مما يجعل من المهم للغاية الحد من انبعاثات الوقود الأحفوري.

وشددت على أنه في عام 2020 اعتمدت 87% من الكهرباء العالمية المولدة من النظم الحرارية والنووية والكهرومائية اعتماداً مباشراً على توافر المياه، وفي الوقت نفسه، تقع 33% من محطات الطاقة الحرارية التي تعتمد على توافر المياه العذبة للتبريد في مناطق تشهد إجهاداً مائياً عالياً، ويقع 11% من الطاقة الكهرومائية أيضاً في مناطق تعاني من الإجهاد المائي الشديد، وهناك حوالي 26% من سدود الطاقة الكهرومائية القائمة و23% من السدود المتوقع بناؤها تقع داخل أحواض أنهار تعاني حالياً من مخاطر لندرة المياه، هذا وغالباً ما يقع محطات الطاقة النووية في مناطق ساحلية منخفضة، التي أصبحت عرضة لارتفاع مستوى سطح البحر والفيضانات المرتبطة بالطقس.
  
وتابعت في كلمتها قائلة: "نأمل أن تصل مناقشات هذا المؤتمر إلى أفضل السبل للتعامل مع متطلبات الحفاظ على موارد هذا الكوكب، فوجب علينا حشد الجهود، وتعزيز آليات القدرة على الصمود، والاستفادة الكاملة من التكنولوجيات الجديدة، مع أهمية تعزيز التعاون بين الجهات الفاعلة في مجال المعونة الإنسانية والإنمائية، وتحديد الموارد المتاحة والإضافية المطلوبة، لن تتوقف الجهود للاستجابة لأي نداء الإغاثة، بل للاستعداد له من قبل أن تحدث الأزمات، حفاظاً على أجيالنا وعلى البشرية معاَ، ستظل الأيادي ممدودة بالعطاء طالما كنا مـعًا نقدم يد العون لكل محتاج ولكل طالب خدمة".
 
واختتمت كلمتها قائلة: "دامت جهودكم من أجل الإنسانية، ودام عطاؤكم من أجل كرامة الإنسان، ودام اجتماعنا دومًا لنضع (معًا) ونراجع (سويًّا) كل ما يلزم لنكون عند الطلب في خدمة الإنسانية".