رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التغيرات المناخية تزيد من مخاطر الإصابة بالأمراض المعدية حول العالم

تغير المناخ
تغير المناخ

جعلت موجات الحر والفيضانات والجفاف وارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ العالم أكثر عرضة لتفشي الأمراض وانتشار مجموعة متنوعة من مسببات الأمراض من البكتيريا والفيروسات إلى الفطريات والطفيليات.

وأدى تغير المناخ بالفعل إلى زيادة خطر ما يقرب من 60٪ من جميع الأمراض المعدية المعروفة، بما في ذلك الأمراض التي ينقلها الجراد والبعوض مثل حمى الضنك ومختلف أنواع العدوى المنقولة بالغذاء والماء، وفقًا لتحليل نُشر في مجلة Nature Climate.

ستزداد المخاطر مع ازدياد فترة الصيف ودفئها، ويصبح الشتاء أقصر وأكثر اعتدالًا، وتصبح أحداث الطقس في جميع أنحاء العالم أكثر تطرفًا ولا يمكن التنبؤ بها، لذا يشير الخبراء إلى أن المخاطر المتزايدة للأمراض المعدية التي تزدهر في هذه البيئات لن تأتي فقط من مسببات الأمراض المعروفة، بل من الممكن أيضًا ظهور أمراض معدية جديدة.
 

تدهور بيئي

يقول الدكتور محمد عبدالجواد، استشاري الأوبئة والأمراض المعدية، إن هناك تسارعًا ملحوظًا في تفشي تهديدات الأمراض المعدية الناشئة، فقد دقت سنوات من الهجوم العالمي من كوفيد-19 جنبًا إلى جنب مع الاضطرابات المناخية الشديدة ناقوس الخطر حول ما قد يتعرض له المستقبل من انتشار شديد للأمراض المعدية والنادرة.

ويستكمل "عبدالجواد" حديثه لـ"الدستور"، موضحًا أنه من أجل تعزيز صحة أفضل، سيحتاج الأفراد إلى الحد بشكل كبير من تلوث الكربون الحاصل للحرارة والتدهور البيئي، مع وضع المزيد من الموارد في تثقيف الجمهور حول مخاطر مسببات الأمراض المحلية، وأيضًا فوائد أفضل التغذية والنظافة ومواكبة اللقاحات.

ويتابع: "تنتشر بعض أنواع العدوى عن طريق ناقلات الأمراض، أي من خلال لدغات البعوض والجراد والبراغيث والكائنات الحية الأخرى، كما تشجع درجات الحرارة الأكثر دفئًا وفصول الشتاء الأقصر على زيادة الأنشطة الترفيهية حول المياه، الأمر الذي يتسبب في تقريب المزيد من الأشخاص من مصدر العدوى المنقولة بالمياه، والتي يمكن أن تسبب أمراضًا مثل التهابات الأمعاء".

ويوضح استشاري الأوبئة والأمراض المعدية، أن درجات الحرارة المرتفعة تزيد أيضًا من خطر تطور الأمراض المعدية؛ بسبب ازدهارها في البيئات الأكثر دفئًا، وهذا يجعل من الصعب على البشر مكافحة العدوى، وستكون مسببات الأمراض التي تطور لديها قدرة أفضل على التغلب على هذا الدفاع أكثر خطورة من أي وقت مضى.

تهديد مباشر

من جانبه، يقول نيكولاس فيليب، الباحث في التكيف مع تغير المناخ، إن الجفاف يؤدي إلى انعدام الأمن الغذائي، وقد تؤدي حرائق الغابات إلى تدهور جودة الهواء، كل هذه العوامل يمكن أن تجعل الناس أكثر عرضة للإصابة بعدوى أكثر شدة، كما هو الحال مع المشاكل العالمية الأخرى، وغالبًا ما تؤثر تأثيرات تغير المناخ بشكل أكبر على الأشخاص المهمشين بالفعل أو الأكثر ضعفًا.

ويستكمل "فيليب" حديثه لـ"الدستور": "يمكن أن تهدد الأحداث المناخية أيضًا قدرة المجتمع على الاستجابة لتهديدات الأمراض المعدية بضمانات الصحة العامة الروتينية، وعلى سبيل المثال يمكن لأحداث الطقس المتطرفة حشد الناس في مناطق إيواء غير آمنة، حيث يستحيل الحفاظ على مسافة اجتماعية، وقد تجعل موجات الحرارة من غير المرغوب فيه قضاء الوقت في الهواء الطلق أو ارتداء الأقنعة في الداخل للبقاء في مأمن من الأمراض المعدية المنقولة بالهواء".

أما عن الإجراءات المضادة التي تقلل من التعرض لتهديدات المناخ المتصاعدة والأمراض المعدية، يؤكد الباحث في التكيف مع تغير المناخ، أنها تشمل الحد من تلوث الكربون، وتقليل التدهور البيئي والتغيرات في استخدام الأراض، وتشجيع التثقيف العام حول المخاطر المحلية لمختلف مسببات الأمراض، كما يمكن للأفراد والمجتمعات أيضًا اتخاذ إجراءات مثل مواكبة اللقاحات، وتحسين الصحة من خلال التغذية عالية الجودة، وضمان الوصول إلى الخدمات الصحية في حالة تفشي الأمراض المعدية في المجتمع.